: رسالة إلى الإخوان المسلمين
ليس بالضرورة أن تقطع الأشارة الضوئية وأن تسير بعكس السير وتشيع الفوضى وأنت تطالب بالنظام ،، كما وإنه من غير المنطق أن تعرض نفسك للخطر وأنت تحرق سيارة أو مؤسسة تجارية وصاحبها على مقربة منك ، لكي تثبت وجودك كمعارض، كما وإنه ليس من حقك فتح الأبواب الحديدية المغلقة والإستيلاء على أموال الغير وأنت تطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين.
أليس بالإمكان أن تتحدث بهدوء وتثير بذكاء
نقاشا أو جدلا فكريا وإجتماعيا وإعلاميا بإشراك الآلاف، كمثقف مسلح بالمعرفة أن تمارس ضغطا فكريا وإعلاميا وأخلاقيا وتزيل جدار الخوف والصمت تدريجيا وترفع معنويات الناس ومن ثم نبرتهم وأصواتهم.
تخيل مثلا أن يصل هذا المقال إلى مليون عقل عربي عبر شبكات إعلامية ومواقع إخبارية ، ! تخيل حجم التوعية والتثقيف والتنوير، تخيل حجم التأثير النفسي والثقافي والفكري والمعنوي على هؤلاء.
من هنا لعلي أجد مدخلا للفكرة التي أريد إيصالها في ضوء غياب البعد الحِسي لما نحن عليه في بلد ليس فيه مانختلف عليه، قياسا بدولٍ أقل منه مساحة وعددا ليس فيها جبال ذهب ، ولا بترول ، ولا جيشا رابضٌ فوق الثغور، يعيش أهلها في أمان ، تخلوا تمام من مظاهر، المسيرات والإعتصامات أو حتى الإحتفلات إلا في المناسبات الرسمية ، ؟؟؟ لأن الكل مشغول بالإنتاج ، لاتكاد تدخل بيتا في الوطن العربي إلاً وتجد فيه قطعة ذات قيمة، من انتاج هذه الدولة الآسيوية .
هدف المقال هو ابراز دور الحوار الواعي المثمر، فإذا كان الخلاف بين شخصين على أمرِ ما شاقاً فما بالك إذا أتسع ليشترك فيه أكثر من طرف يدعي كلٍ منهما انه على حق وأن مايجري على سوئهِ لصالح الوطن حتى لو أدى ذلك إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها إلاً بالحق.
أليس في هذا مايوجب تفعيل فلسفة الدين الذي يدعوا إلى الوحدة وصهر الخلافات في الروئ العامة ، لا إلى التفرقة وتنمية الخلاف والتمييز الدوني في المجتمع الواحد ، أليس في ظاهرة إشاعة الفرقة في المجتمع دليل على أن الروئ الشمولية للدين يعتريها القصور، وهذا مانراه واضحا في سياسة الأحزاب الإسلامية مع الغيبية إلى شورى المرجعية الدينية التي من شأنها تنوير المجتمع إلى أهمية الثميل النيابي والمشاركة الفاعلة في اعداد الناخبين وتهيئة النواب لخدمة الجماهير والتعرف على حاجاتهم ومشاكلهم ونقلها إلى السلطة وضمان النتائج.
أليس في إحجام إلإخوان عن المشاركة في إنتخابات نزيهة ضمن القانون الجديد يعني التخلي عن دورهم في استقرار الأردن السياسي والإقتصادي والإجتماعي، الذي يسعى إليه المخلصين في هذا البلد،، ان توسيع قاعدة المشاركة في إنتخابات نزيهة تشمل الأخوان في الأردن لهو الحل، "لا" بل مطلب وطني، ان فشل أو نجاح حزب ما في تجربة ما لايعني بالضرورة عدم الإستمرار بالعمل، بل بالعكس تمام، ان وجود الأحزاب في الدول المتقدمة سياسيا ضرورة في تطبيق النهج الديمقراطي الذي هو الضمان الحقيقي للإستقرار النفسي والفكري ليصبح المجمع أدات بناء "لا" أدات هدم ...
فوزي الختالين ابن ختلان العبادي