زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - نجح رئيس الوزراء الأسبق أحمد العبيدات اليوم في لعب ورقته الأخيرة، التي كشفت توجهاته الحقيقية، عندما قاد الألف في مسيرة تدعم الفساد والفاسدين، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل أستغل وصعد على ظهر الجميع وأعاد لفت انتباه النظام اليه، عشرات الألاف قادها في مسيرة واعتصام من دوار فراس إلى أستار دوار الداخلية للاعتراض على قرارات النظام والحكومة والمطالبة بالرجوع عنها ومحاسبة الفاسدين واطلاق سراح المعتقلين.
أحمد عبيدات، شعر بنشوة الموقف مجرد ما أمسك الميكرفون، خاطب الحضور بفوقيه، بهدف هز الحراك من الداخل لتطبيق نظريته القائمة على تحويل بوصلة الحراك إسقاط مطالبه، وكأنه يقود مسيرة ولاء أعد لها بمنتهى الحرفية.
نعم، تحولت مسيرة الإصلاح بقيادة الرجل إلى مسيرة ولاء، الرجل ظهر كما المفصول عن الشارع والواقع، هذا الأمر قاد إلى امتعاض أبناء الحراك الشرعيين الذين رفعوا أمثال العبيدات إلى مصاف القيادة.
هل قلت قيادة، نعم، قيادة لم تخلع ثوبها القديم، ومازالت متمسكة به، على الرغم من كل الأكاذيب التي أطلقها الرجل وروج لها سابقا.
أحمد عبيدات مثله مثل طبقات المعارضة البرجوازية التي سرقت البلد، ونهبت خيراتها أمامهم، دون أن يحركوا ساكنا.
هؤلاء الأصنام الذين تحولوا إلى معارضين بمجرد خروجهم من مناصبهم، التي لم يفعلوا بها شئيا لخدمة الأردن، فهل يخدمونه اليوم، هذا من جانب !
من جانب أخر، لابد لنا من رفع القبعات لعقل النظام الأردني وكيفية تفكيره.
فبعد طول متابعة لحراك الرأي الشعبي الأردني باتت القناعة السائدة أن النظام يمتلك من الأدوات ما تبيح له افشال أي مشروع مضاد له .
أمثلة ذلك كثيرة، لكننا سنتطرق إلى أشدها وضوحا :
أولا: إعداد قانون انتخاب بحجة الحفاظ على أردنة البلد، ومنع المكون الفلسطيني من المشاركة، أقصد قانون الصوت الواحد وعكازة القائمة الوطنية .
ثانيا : تسفيه كل ملفات الفساد الكبرى بواسطة لجان الفاسدة.
ثالثا : عدم السماح بالمساس بطواقم الفساد المنظم.
رابعا : تجييش العشائر الأردنية ضد ابنائها الذين يختلفون في نظراتهم مع الطبقة المستفيدة من النظام، الذي صنعها ودعمها.
خامسا: تكوين حراك أمني مخابراتي تابع للنظام والزج به في وسط الحركات الشعبية .
سادسا: التضحية بصغار الفاسدين لصرف الأنظار عن الرؤوس الكبرى.
سابعا: الاستغلال الأمثل لنتائج الربيع العربي بما يقوي النظام.
سابعا: تشكيك الشعب الأردني بأبنائه باعتبارهم يحملون معاول هدم ويريدون للأردن أن تصير كما الدولة الساقطة، يحكمها الاضطراب.
ثامنا : تكثيف المغلفات المغلقة لكتاب القبض والرد السريع الداعم للنظام، إلى جانب الفضائيات المحلية وكتاب الصحف والفضائيات الدولية، بما يصب في مصلحة النظام.
تاسعا : محاولة تكميم أفواه المواقع الإخبارية بواسطة قانون يحد من مقدرتها على العمل
.
عاشرا: قسم البلد إلى موالي ومعارض بل وتقسيم دواخل العشائر الاردنية، والتشكيك بها.
أما اخيرا : النجاح في اختراق تنظيم الإخوان المسلمين وتشتيت قواه، وأسقاط التفاهمات التي بنيت فيما بينهم وبين بعض حركات الشعب، تيار زمزم، وتيار احمد عبيدات خير مثال على ذلك.
النتيجة، انتصار النظام، وسقوط حبات العقد الشعبي الذي كان البعض يراهن عليه، بعد أن تحولت المسيرة الاخيرة وجيرت لصالح النظام.
الأمل الوحيد الباقي، يتأتى وينبعث فقط من قلب الشعب وحراكه الذي قد يقلب الموازين رأسا على عقب، ليعود وينتج قيادات تخرج من تجربته لا من تجربة أصنام الماضي الذين لم يفعلوا شيئا غير التنظير المدفوع، والصمت المشروع الذي أسهم جراء تقلب شخصياتهم في أبتلاع البلد على يد الفاسدين وحماتهم.