إنقسام في الإخوان المسلمين .. وبدء التحضيرات لإنشاء حزب جديد

زاد الاردن الاخباري -

يبدو أن للحراك السياسي الشعبي الذي خاضته حركة الإخوان المسلمين في الأردن ترددات قوية بدأت تظهر معالمها بعيد إعلان إنشقاق مسؤولين في الإخوان وبدء التحضير لإنشاء حزب جديد حيث فاجأت شخصيات في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية قيادتها التنظيمية والأوساط السياسية بتشكيل إطار سياسي جديد بعنوان "المبادرة الأردنية للبناء" تجمع شخصيات مستقلة أيضاً.

أعلن مؤسسو المبادرة عن إطلاقها رسميا، بعد عقد اجتماعات سرية دون علم قيادة الإخوان في العاصمة عمان، وقالوا إنها "تهدف إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، عبر إيجاد تيار إسلامي "أوسع من الحركة الإسلامية والجماعة."

أنتجت هذه الإجتماعات التي أسست للمبادرة سياسات عامة سيتبعها إقرار نظام داخلي خلال 4 أشهر حيث تبنت المبادرة المشاركة في الحكومات والإنتخابات النيابية والمجالات المختلفة وفق استراتيجيات إصلاحية، والحفاظ على ما أسموه هيبة الدولة الأردنية.

واعتبر محللون إطلاق المبادرة يعود إلى وجود خلافات تاريخية بين الاتجاهين الرئيسيين، منها ما هو تنظيمي متعلق بتيار "شرق أردني" و"آخر غرب أردني،" ومنها ما هو سياسي ومما زاد الإنقسام هو التحرك الذي كاد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من حوادث في الأردن، مما يؤكد أن هناك قسم كبير من جماعة الأخوان المسلمين مع بقاء النظام الملكي والمشاركة بالإنتخابات والإصلاح من ضمن النظام وعدم إغراق الأردن في آتون مستقبل أسود.

ويطلق تعبير "غرب أردني" على المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية، والذي قدموا إلى البلاد بعد حربي 1948، و1967 بين الجيوش العربية وإسرائيل.

بينما إعتبر مؤسس المبادرة القيادي الإخواني د. رحيل الغرابية إطلاق المبادرة ليس تحدياً للحركة الإسلامية أو الإخوان المسلمين مؤكداً أن المبادرة تهدف إلى خلق تيار إسلامي عريض من الإسلاميين وغير الإسلاميين ومن مختلف الإنتماءات الفكرية


واعتبر الدكتور محمد المجالي لفضائية عالمية إن "المبادرة ليس انشقاقا عن أحد ولا أريد أن يفهم من الحديث عن بعض الإهمال بأنه انتقاص من دور الجماعة لكن نريد التركيز على الشأن الأردني وستبقى القضايا العربية والإسلامية في الصميم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأرجو أن لا تفهم المبادرة على أنها أردنة للتيار الإخواني."

أما عن السعي لتأسيس حزب سياسي انطلاقا من المبادرة، فنفى المجالي ذلك قائلا إن "هناك من يرغبون في الانخراط بالعمل العام لكن يرضون الانتماء الحزبي ومن هنا انطلقت الفكرة.. والحديث عن حزب تعني انشقاق مبطن وهذا ما لا تسعى له الحركة."

وشهدت جماعة الإخوان الأردن عدة أزمات داخلية أبرزها عام 1997، عندما قدمت قيادات بارزة استقالاتها من الجماعة احتجاجا على قرار مقاطعة الانتخابات النيابية.

وفي عام 2007 أعلنت قيادة الجماعة حل نفسها إثر خسارة فادحة منيت بها في الانتخابات التشريعية، بينما شهدت أيضا خلافات حادة في الأعوام 2009 و2010 على خلفية قضايا تنظيمية من بينها مطالبات بفصل ما عرف بالمكاتب الإدارية الخارجية للجماعة المرتبطة بعلاقة تنظيمية بين إخوان الأردن وحركة حماس.

وحسمت الجماعة قرارها بفصل المكاتب بطلب من حماس عام 2010.

ومن المتوقع أن تحسم قيادة الجماعة موقفها من المبادرة خلال أيام قليلة، فيما جرت العادة في حال استعصاء حل بعض الخلافات الداخلية اللجوء إلى مكتب الإرشاد العالمي الأب الروحي لجماعة الإخوان في الأردن. الديار اللبنانية