زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - منذ يومه الأول، حمل جمر الغضب في عيناه، وسكين الجزار المعارض في يداه، لكن راجمة الصواريخ بين شفتيه الفصيحتين فضحته وكشفته !
هذا هو عبد الله النسور، أينشتاين الأردن، وأحد أهم مبدعيها – اقصد معارضيها - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، فكل ما يقوله الرجل صحيح، ولا يتوجب تفنيده، فهو كما قال خلال جولاته الإعلامية " الخبير" الذي لا يشق له غبار، و"الاقتصادي" العارف بواطن الامور !
لكن، مع كل الصفات التي تميز شخص دولة ابو زهير لكن هذا لا يعطيه الضوء الأخضر، لاستخدام فلسفات الاختيار الانتقائي في إقرار القرارات، والمستمعين، والمحاورين.
فهو مثلا: يقر رفع الأسعار، ويروج للقرار بكل قواه، لكنه لا يروج لمحاسبة الفاسدين، بقدر ما يسير باتجاه التغاضي عنهم.
المنطق طبعا كما يعلم لا يبيح له ذلك، مثلا أن يطل دولته مخاطبا الشعب الاردني، فهذا الامر مفهوم، لكن ان يبشره بانه بأنه سيبحث عن الفاسدين لمحاكمتهم وكأنهم غير معروفين بالاسم، فهذا الأمر غير مفهوم، فأي جنون هذا!
كيف لرئيس وزراء محدود الزمان، محصور المكان أن يقوم بمطاردة الفاسدين، والجميع يعلم أن ما تبقى له مجرد أشهر معدودة، قبل أن يزف موعد رحيل.
دولة الرئيس، الشعب ليس غبيا لهذه الدرجة، وأنت لست ساذجا، وأعتقد أن ما تفضلت به مجرد زلة لسان لا يمكن البناء عليها، وقد تكون معذورا فيها، هذا من جانب.
من جانب أخر، عصابات الفساد تمخر عباب الدولة، هم ليسوا بحاجه إلى إرسال طوابير المحققين الكرتونيين، او اللجان الخاوية لأدانتهم، بحجة البحث عنهم، فهم معروفون للقاصي والداني، بالأسماء والعناوين وبالأرصدة.
فما عليك الا أن تصدر قرارا يرفع الغطاء عن هؤلاء حتى يتساقطوا الواحد تلو الاخر، دون ادنى تعب، وأن اردت أن تعرفهم وأنت تعرفهم، أنظر مثلا إلى قادة "بعض" الأحزاب الأردنية !
من جانب أخر، الاتكال على لغة التخويف المشيدة على إسقاطات الاستهلاك الإعلامي، لا تنتج خبزا، لا تزرع قمحا، لا تمنع حراكا، لا تطيب خاطر شعبا، لا تسترد حقا ضائعا، بقدر ما تطحن هواءا، لا يغني ولا يسمن من جوع!.
مع كل هذا، كن عليما دولة الرئيس، الفاسدين باختلاف رتبهم واوزانهم لا يكترثون لأمرك ولأمر أقوالك التي تشابهت باقول سابقيك، لذا أحرص على تنفيذ ما قلت، وتذكر أن الأيام تخطو بوتيرة متسارعة، وأيامك في الدوار الرابع معدودة. فأشدد الحزام، تحرك بسرعتك القصوى، قبل أن تكون الضحية التالية، التي ستسقط بعين الشعب، على أياديهم !
لكن من قبل ومن بعد، أعلم أن هؤلاء سيضحكون ملئ افواههم الفارغة بمجرد رحيلك، سيضحكون كثيرا كما ضحكوا على أسلافك السابقين !
دولة الرئيس – نقبل راسك - لا تكن كمن، يـتـكـلـم كـعـمـر بـن عـبـد العـزيـز ويـتـصـرف كـأبـي لـهـب، فتشمت بنا الفاسدين وحماتهم .
ختاما كلمة نهمس بها في أذن جلالة الملك عبد الله الثاني، لن نخفي سرا عليك، فلقد صرنا بالنسبة لمجاميع المسؤولين الفاسدين، مجرد شعب غُلب على أرضة وبين جمهوره، سيما وأن لدينا في الأردن وزراء ونواب وأعيان أكثر من ساعات اليوم، أكثر من أيام الشهر، أكثر من أيام السنة، مع هذا، لم نجد أي منهم من يحمل هم البلد، بقدر ما يحمل هم جيبه، فهل سنبقى هكذا للأبد !