زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - عندما تنظر إلى عيون الدرك، تشعر أنهما تفيضان بالكلمات، كم تفيض بالدمع !
ففي فمه الكثير من الماء الذي يحاول الخروج، لكنه يقبض عليه وجمر الوطن، فما بين حرصه على وطنه وخوفه على أهله، يكابر ويستدعي الصمت في هذه ليعبر عن خلجات صدره، فالصمت اشد بلاعة من الكلام !
هو يقع بين مطرقة القرار الصادر وسندان الأهل والأقارب !
حزين هو، منهك القوى، منهك التفكير، الذي تشتت بين اسرته الكبيرة واسرته الكبيرة.
جفناه لا تغمضان منذ أيام، فالأفكار تسيطر عليه بصمت والحوار الداخلي يتلاعب به، يفكر عندما يضع جسده بعد طول جهد وضغط هل قمت بواجبي اتجاه وطنه، هل قامت بضرب أحد الشباب فأصبته، وأسهمت في بكاء ودعاء ولدته علي، هل لهذا المواطن زوجة واولاد !
نعم منهك القوى والتفكير ، عقلة مقسوم، هل ما يفعله هو الصواب ام تراه خطأ اجبر عليه.
هو خائف كما الشعب، اليس بالأصل جزء من الشعب، نعم هو قد يقوم بضرب مخرب أو أزعر وقد يخطئ قد يصيب.
هو خائف لأنه يعرف في قرارة نفسه أن الأوضاع خطرة للغاية ان بقيت أكثر، تراه مترددا في ضرب عصفور، فكيف بمواطن.
هو يخاف على المواطن وقلبة معه، هو يرفض قرار الحكومة، ورفع الاسعار كما الشعب، لكنه يرفض التخريب والترهيب !
قبل النوم يأتيه خاطر، ما حال الأهل والزوجة والاولاد والاقارب، هل أصيب احد اشقائي يا ترى بمكروه، لأنه خرج للشارع فضرب من قبل زميل لي في محافظتي .
ختاما: الدركي ومنتسبي الاجهزة الامنية كلهم بالأصل قبل أن يكونوا كذلك هم مواطنين لهم أسر كما لنا، يخافون على وطنهم كما نحن، يرفضون تخريب المؤسسات الوطنية وتخريبها وسرقتها.
يا دركي همك همي ودمك دمي وطنك وطني، فلا تحمل العصا بوجه من يطالب بحقه، بل ارفعها بوجه الفاسدين والقطاع الطرق التابعين لهم.
قبل ان اعود من عمان مررت على مركز أمن عين الباشا، هناك قابلك نقيبا في قوات الدرك واخر في الأمن قال لي : اننا جميعا ضد قرار رفع الاسعار، لكننا ضد تخريب البلد ومؤسساتها.
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com