يا جامعات الخاصه … (أين الضمير)

العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم ؛ اليوم بعد ما طلعت قبولات الجامعة نتفاجأ بعزوف بعض الشباب عن الدراسة الجامعية لما أصبحت عليه في الأردن من ارتفاع بالتكاليف؛ ولا بد من أسباب لهذه الظاهرة ؛ دعونا نتطرق لما يحدث في جامعة البلقاء من خلال ما قصه علينا حمزة في الجامعة لما طلع إله القبول
ترن ترن ، يا أبو حمدان تلفونك برن أبو حمدان ألوه أهلين يا خيتي إلحقني يا أخويه
أبو حمدان : خير يا ريا شو بيه ، ريا : هاظا ابني حمزة، مش قابل يرجع عالجامعة ، روقي وهدي أعصابك
هسا ما بتوعيني إلا جاي عندك بالبكم أبس أتناولك ظمة نعنع عشان تسويلنا كاسة شاي نشربها ونشوف الوضع ، وبكم أبو حمدان صاف بباب الدار ومعاه من الخيرات لخيته ريا أم حمزة وبعد السلام آه واخيتي شوبيه ؟ مالك معصبه ؟ لا يطقلك عرق وهات لحق عاد ، أم حمزة : هاظا يا أبو حمدان حمزة ما بده يرجع عالجامعة قال شوه يمه ما كنت أفكر إنها مدرسه أبس أكبر شويه أبو حمدان : واخيتي إنت ما بتسمعي المثل اللي بيقول (إن كبر ابنك خاويه ) وما إنت شايفه زلمه صار أي هوه بعده زغير بالمليح كل إشي بصير ناديه خليني أتفاهم معه ، حمزة : أهلين بالخال إللي قلبي دايما إله ميال ، أبو حمدان : يسعد هالطله ما أحلاه ، شو يا خال شكلك مكيف على تمرجح عقب الناس بالجبيهه هوه إحنا بناش نوكلنا صحن كتافه بس تتخرج ،والله يا خالي إنه الواحد بدون شهادة ما بسوى حتى لو كان سلطان
حمزة : أنا يا خالي مش ضد إني أتعلم أبس يبس لساني ، وحفيت رجلي من مشاكل جامعاتنا هايه ؛ يا خالي ما بيها إشي بفرح ، وكل إشي بيها واسطات ؛وبعدين مش حاس إنه تغير على حياتي إشي ، وحط على إيدك كل إشي كوم بالجامعة ، والتسجيل كوم ثاني ، قلي صاحبي أحمد رايح أدبرلك واسطة مشان تسجل المادتين اللي ظلن عليك أبس هاتلك عشر ليرات نفطر هالواحد ونزبطه ، وريته يسري ولا يمري بعدني بطارد على تسجيل هالمادتين قال شوه: ما بيه شعبه ،يا خالي الفصل بده يخلص وهمه بعدهم بيقولوا مابيش شعب ما بيش دكاتره ، ما بيش مقاعد ، اللي بيجي أول بحجز وبحظر المحاضرة ( وبحجز ويا ويلو اللي بقعد بالمحل المحجوز ) ، وبعض الدكاتره بيقول اللي ما إله مكان الأحسن ما يحظر عنده ، وإذا زبطت ماده الصبح ما بتقدر تلاقي الثانيه غير مع المسائي والله بطلت أعرف هوه أنا بداوم صباحي بالجامعة ولا مسائي ، أبس بتعرف يا خالي مرات بتمنى إني لوكنت بنت ؛ ؟. بتعرف ليش لأنه إذا كانت البنت حلوه بفتحوا شعبه غصبن عنهم ، والله إني مليت هيك جامعات ،وكل إشي بيها طعه وقايمه أي روح شوف يا خالي ما بيه مكان تتوضأ بيه نظيف وكل الوحدات الصحية غير صالحة للاستخدام ؛ أقولك إذا بتعطش ما بتقدر تشرب مية بيها وتعال شوف الأسعار كله غالي إذا بدك تعزم صاحبك ما بتقدر أي همه الأهل على إيش ولا إيش يا خال، وطعة وقايمه بالجامعة ولا مجالس طلبة ولا عمادة ولا حد سائل عن هاي المسائل وبتقول العلم نور ، أبس وين المكان اللي بدي الأقي بيه هاظا العلم مهمه بالجامعة بزيحو زيح بالرسوم وين بروحوا بهاي المصاري ليش بندفع مش عشان يوفرونا بيئة تعلميه صح ، خليها بالقلب تسطح ولا تطلع تفضح ، وبعدين إحنا بطل عنا طموح إذا بتفوت عالمحاضره وما إلك مكان بقولك الدكتور اطلع وبتنقل من زميلك ويا ريت أصلا بكون بيه زميل مهنه كلهن بنات اللي بكونن بالقاعة ؛ وبرى القاعات تقول الجامعة انقلبت لقهوة شعبيه ما هوه ما بيش محلات ، وقال شوه بابا أنا بالجامعة ، وينهوه الضمير يا خالي خلص طفح الكيل ، شكلي رايح أظل ألولح بمراجيح الجبيهه أقلها بوخذ راتب،
أبو حمدان : شوف يا خالي بعد الضيق بيجي الفرج ، أنا عارف إنه هاظا مش كل إشي قلته لأنه بنتي حميدة بجامعه وأنا بعرف بعض الأمور ،ولا تنسى إنه الإرادة الملكية اللي أقروا فيها الموافقة على تعيين مجالس أمناء الجامعات ، هايه بادرة من بوادر سيدنا وإنشاء الله يكون الفرج لكن يا خالي راح الكثير ما ظل إلا القليل والدنيا بدها صبر وأنا من عندي بقول لرؤساء الجامعات ، أين الضمير ؟ الناس ما بتجيب الرسوم من الشارع ، والأمور بدها تنحط بميزان حتى تنقلب الموازين 00 وإلا أن يكون هناك من هو أقدر على حمل هذه المسؤولية الضميرية لأن العلم بالنهايه ضمير وليس تدمير وهايه السواليف لازملها تغيير .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في الحقيقة هناك أمور أسوأ مما دار بين حمزة وخاله ؛ فأنا أتذكر بأنني دعيت لحضور احتفال تخريج في الجامعة وما فاجأني حقا ،الملعب الذي أقيم به التخريج؛ والله أنني أفضل ساحات المدارس بالخلطة الإسفلتية على ملعب جامعة البلقاء التطبيقية؛ ؛ وهو لا يصلح لمثل هذا الاحتفال ولا يليق بجامعة تحمل اسما عريقا كهذا ، أين تذهب مخصصات الجامعات ؟أين التحسينات داخل الجامعات ؟
أين إحداث التغيير في الجامعات، والله ما نرى إلا التدمير وأخر ما لا نتمناه من جامعاتنا هو أن تكون عنصرا هداما ومدمرا لثروتنا الشبابية فالأمانة ملقاة علينا جميعا، وأنا من هذا المنبر أتأمل أن يكون لمجلس أمناء الجامعات الحكومية و الخاصه الدور الفاعل والداعم لطلبتنا الذين هم مستقبل أمتنا حمى الله هذا الوطن وفي ظل الراية الهاشمية .
الى اللقاء مع يوميات ............ ابو حمدان

Hikmat_b@yahoo.com