الغث والسمين

الغث والسمين

الكاتب: المستشار شفيق الدويك

لا أحد يذكر بأن زيته عكر كما يقول الناس، ومعظم الذين عرفناهم يعتدّون بآرائهم، ووجهات نظرهم، وأفكارهم، بغض النظر عن جودتها، أو منطقيتها، أو لنقل درجة نضوجها، من منطلق عاطفي لا عقلاني في معظم الحالات التي قد مرّت علينا.

تباين وجهات النظر تُعزى لأسباب عديدة يعرف الناس العاديون بعضها، ويعرف المتخصصون جميعها، لكن المهم في الأمر، أن الإجماع ينبغي أن نصل اليه بعد التشاور المستفيض، ودعم الخيار الذي يتم إلتقاطه من بين كل البدائل المتاحة بما هو مقنع للجميع، والعملية ليست جزافية.

ينبغي أن لا نغفل عن مسألة تدرّج الأولويات عندما نواجه موقفا صعبا، والتي تفرض ذاتها إستنادا الى كفاية الموارد.

الإندفاع، والتسرّع، ومحاولة الجلوس في الصفوف الأمامية، أو على طاولة الكبار، وإنتزاع نجمة على الصدر، أو الضوء، أو درع (دون جدارة تُذكر) هو مرض نفسي مقيت يعاني منه معظم الناس عندنا. هو شكل من أشكال الفساد.

مكانتك الحقيقة سيدركها الناس مع الزمن، الذي هو كفيل بعملية فرز الغث من السمين.