انني لست من المتعجلين في تقييم الحكومات ولكنني على ثقة كبيرة بقدرات دولة الدكتور عبدالله النسور في خضم المسئوليات الواسعة التي تواجه الحكومة الحالية وعلينا نحن كمواطنين ان نلتمس الأعذار لدولة ابو زهير وألا نطلب منه فوق طاقته .. فنحن موظفون ونقدر حجم المسئولية الوظيفية ومتطلبات المرحلة الصعبة التي يواجهها دولة الرئيس .. والله نسأل ان يلطف بهذا البلد وأن يأخذ بيد دولته لما فيه صلاح هذه الأمة .. عقب تشكيل الحكومة التقيت عددا من قيادات جبهة العمل الاسلامي ورموز المعارضة في بيوتهم وفي مكاتبهم وكنت حينها بمهمة رسمية وغالبيتهم أجمعوا عند الحديث عن الحكومه أن المرحلة التي تمر بها صعبة ومعقدة واعترفوا أنه لن يستطيع أحد منهم تحملها لو تكلفوا بها .. وقلت لهم اذا كنا مجمعين على مصلحة الوطن ليتكم تضعوا أياديكم بيد الحكومة واطلبوا المستطعاع ولا تطلبوا المستحيلات فالرئيس يبقى بشرا لا يملك عصا سحرية يحل بها مشكلات متراكمة بساعة وضحاها .. موضوعات اقتصادية كثيرة تواجه الحكومة وكل واحدة منها تحتاج الى وقت طويل لمعالجتها وعلى رأسها ملف الطاقة الذي أصبح مسيسا من قبل الشقيقة مصر ومن شخص رئيسها الحالي محمد مرسي لأسباب لا مجال لذكرهاالآن .. وهناك الفاتورة النفطية التي أؤكد أن لا دولة عربية تبيع النفط للاردن بأقل من السعر العالمي فنحن نشتريه خاما بالسعر العالمي وتتحمل الدولة كل التكاليف حتى يتم تكريره وبيعه بالمحطات بخسارة كبيرة كمادة الطحين .. وهنا اتساءل بالمناسبة ما هو دور المواطن في مواجهة هذه الظروف الصعبة ومسئولية كل منا في الوقوف الى جانب الدولة التي وقفت معنا طوال العقود الماضية وما هو شكل الدعم الذي يتعين علينا كمواطنين المشاركة به وهل نكتفي فقط بالحديث عن دعم الدولة للمواطن ب 70 دينارا ومتى ستصرف وهل هذا يكفي أم لا يكفي وهل لدى المواطن استعداد لأن يؤدي زكاته خلال الاعوام الخمسة المقبلة لخزينة الدولة من خلال اقتطاع مباشر على ارصدته البنكية .. فحينما كنت أوجه ذلك لبعض الأصدقاء يأتي جوابهم لتعيد الدولة اولا اموالها المنهوبة من جيوب السارقين وبعدين بصير خير .. نقول ذلك وننسى أننا لا زلنا نعيق الدولة في معظم برامجها حيث يساهم كل منا بزيادة تكاليف الطاقة حينما نشعل في البيت 10 مصابيح كهربائية في آن واحد ونترك ابناءنا في سباقات السيارات على الشوارع ونعمل المواكب التي تعيق حركة السير ونطلق المسيرات والاعتصامات يوميا واسبوعيا لتكرار نفس المطالب الممجوجة ونطلق الاف الأعيرة والالعاب النارية في مناسبات النتائج والافراح واستقبال الغائبين الأبطال ونقدم الاف الكيلوات من اللحم البلدي في حفلة عرس واحدة ونتفنن بانتقاء صالات الافراح وعيارات وأوزان ذهب الخطوبة .. وبعدها نقول الحياة غالية وعلى الدولة ان ترفع الرواتب وتصرف مكافآت للمواطنين !!! الحديث طويل والحكومة في النهاية هي أشبه بالعائلة عديدة الافراد فاذا زادت مطالب الأبناء ولم يكونوا متعاونين مع ولي الأسرة وغير مدركين حجم مسئولية والدهم فقد يضيق به الأمر يوما ويضطر لاجراءات أخرى معهم اذا استمروا في تكرار مطالبهم والحاحاتهم وهم قاعدون في بيوتهم ولا يفكر البعض منهم حتى بتنظيف واجهة الشارع المقابلة لمنزله .. لقد سألت عددا من مواطني الدول الاجنبية التي زرتها عن رأيهم في قضايا الشرق الاوسط فكانوا يعتذرون عن الاجابة لانها خارج اختصاصاتهم لأنها برأيهم من اختصاص السياسيين .. فاقول لهم اننا امة عربية لدينا شهادات عليا في الافتاء .. يفتي كل واحد منا في كل شيء .. في السياسة والاقتصاد والدين والفلك والطب بما فيه زراعة الخلايا الجذعية والاستنساخ الذي تقدمت به الدول ونحن مشغولون بجوازه أو تحريمه ونحن للأسف حتى هذه اللحظة غير قادرين على صناعة ابرة طبية او حتى ابرة خياطة !!!