زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - مما لا شك فيه أن استخدام قانون إطالة اللسان بات القانون الأكثر تفعيلا في الأردن، سيما وأنها - أي التهمة - أضحت جاهزة لترفع بوجه الحراك الإصلاحي.
هذا الاستخدام بدلا عمل على زيادة وتيرتها، كونه صار عند البعض بمثابة عنوانا للبطولة والانتشار والشهرة، للإنصاف هذا لا ينطبق على كل الحالات وانما على البعض منها.
المأساة الكبرى التي تنتج عن جريمة تهمة الإطالة باعتبارها جرم، هو تحولها مباشرة بعد تطبيقها إلى قضية سياسية حقوقية بحته.
أليس من الجميل احتواء هذه الفئات بدلا من معاقبتها، أليس من باب أولى عقاب أصحاب التهم التي تتعلق بإطالة اليد على أموال ومقدرات وموارد الدولة ومن ثم الالتفات إلى هذه التهم، ذات البعد الفردي لا الجمعي.
في غضون ذلك، بعد اعتقال أي ناشط سياسي مباشرة يقوم أحد المجهولين بحرق صورة الملك عبد الله الثاني، التهمة هنا جاهزة حيث يتم تحميلها للحراك دون البحث عن الفاعل الحقيقي، كونها اساءة للمقامات العليا.
الحرق بحد ذاته فعل ساذج ينم عن قصر نظر ومن الاستحالة بمكان أن ينتج شيئا، اللهم الا أفعال جاهلة كما فاعله سواء كان صادرا عن فردا أم عن جماعة أم عن دائرة أمنية .
لتوضيح ذلك، قبل ايام تم اعتقال أحد النشطاء السياسيين بتهمة إطالة اللسان، في فجر اليوم التالي قام مجهول بحرق صورة الملك التي تزين مدخل ساكب، وإلى الأسفل منها أسماء شهداء البلدة.
هنا لابد من توضيح لابد منه بعيدا عن أساليب الاتهام الجاهزة التي لا تعمل الا على تأزيم المشهد.
لذا اسمحوا لي بالقول : إن الحراك ليس من الغباء للقيام بهذا الفعل لأنه لا يدخل في ادبياته هذه التصرفات التي يعلم تمام العلم أنها لا تسترد حقا أو شركة أو تحرر معتقلا، فكيف له أن يقوم بفعل هو أصلا يرفضه.
لذا لابد من إسقاط فرضية حرق الصورة من قبل أبناء الحراك لأنها لا تستقيم وأفكارهم المرتبطة بوطن لا بصورة !
في عين السياق، هذا يعني على كافة الصعد فشل مخابراتي بحت مسؤول عنه مدير المخابرات في المحافظة لا غيره، لأنه كان بالإمكان منعه بطرقه الخاصة.
لذا من باب أولى سؤال مدير مخابرات جرش، ومدير شرطتها لا غيرهم، طبعا هذا أن كان الفاعل فردا، أما أن جهازا، فأن المشهد لابد من إعادة قراءة وتفكير.
ختاما لابد من القول: إن تهمة إطالة اللسان باتت فارغة شكلا ومضمونا، ولابد من تجميد استخدامها، كما أن أفعال حرق صور الملك وإغلاق الشوارع وغيرها من الأساليب الجاهلية لابد أن يتم احتوائها وهناك الف طريقة وطريقة للقيام بذلك دون الاعتماد على افعال التهم الجاهزة، وتوريط ابناء القرى الاردنية بأفعال لا يؤمنون بها.
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com