زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - تكميم افواه ، تكميم عقول ، تكميم افكار ، تكميم الانامل ، تشليح للابدان و للآمال، حصار ابدي للأحلام، هذه جميعا تجعلك نقف عاريا في وسط صحراء جهلهم، فهل من نصير ؟
يتلاشى الأنسان في داخلنا، ثمة صوت من بعيد يصرخ هادرا يقول : قف قليلا ... مازال هناك بقايا من جمر الأمل متقدة تحت الرماد !
كم اشارة ضوئية مررنا بها يا ترى ، دون أن تتبدل دواخلنا العصية على الاختراق، كم تخطينا من الخطوط الحمراء وكم كفرنا بها .
يلموننا يارب ... لان النفس أفاقت من سباتها، يلموننا لأنها تصرخ بوجوههم المحروقة كرغيف الخبز أسود، معلنة تمردها على فراغهم الوطني، يلموننا لأنها استعادت اليوم صراخها الازلي الرفض لامتهان انسانيتهم يلموننا لأنها تصرخ من شدة الحصار ووطأة القيد ... يلموننا يا رب !
مع هذا يطالبوننا يحملون يطالبوننا بالصبر ويواجهون غضبنا برفع الاسعار حاملين لنا في اياديهم الهروات والمقصات والتعذيب والتنكيل والتخوين بمساندة " قف " ثمة خطوطا حمراء، ومحكمة أمن الدولة في الانتظار.
نصمت حينا ونجهش بالبكاء أحيان، كيف تحول الراعي على أيدي هؤلاء إلى خاروف، وكيف صار الحر عبدا، هل قلت عبدا، قف فما نحن الا عبيدا مسخرة للساده باسم الولاء والانتماء!
نشعر بالقرف، بالحزن والغثيان، نشعر بالموت، نعود الى ادراجنا نحمل مزيدا من الإشارات والخطوط الحمراء، ممنوع غير مسموح، لان الوطن بات من جراء صمتنا الجبان في خطر !!
رغم الجروح، رغم الماسي والأحزان يستمر تفتح زهر الامل في دواخلنا المحطمة، لكن أين ذهب الثمر؟!
الشتاء على الابواب نعم، وقبله كان صيفا حارقا وربيعا لم نشعر به، الشوارع مكتظة بعبيد بأثواب البشر، تهرب من همها إلى همها، رأت الزهر والبساط الأخضر بعيون الأخرين، وها هي اليوم تنتظر غيمة الأمل.
فلا الربيع جاء بالزهر والثمر والورود ولا النفس استقرت بعد طول تعب، فأشجار الزقوم تحيط بالحدائق !!
قف باتزان لا تتحرك فالإشارة حمراء خطوطها، تتحرك عجلات الأقدام خوفا دون أن تراوح مكانها تتقدم حينا وتبتعد في أكثر الأحيان ...
تستمر الحياة وتسير كيفما تشاء بنا أو بدوننا، وتستمر أثواب الفصول بالتوالي فاتحة اذرعها لقادم مجهول جديد، قد يعطى – هذا القادم - البعض الجرأة لتشليح الشعب "كلاسينه " وكافة ملابسه، لكنه لن يقدر على تشليحه آماله وأحلامه !
يأت الربيع وتتساقط الاوراق بشكل مقلوب، لكننا رغم ذلك نسير ... دون ان نراوح مكاننا فمازلنا نملك مخزونا استراتيجيا من الانتماء والحب المجبول بدماء هذه الأرض التي أنجبت في السابق الربيع كما انجبت اليوم الشتاء !
تتراقص أرواحنا ترحيبا بالموت، فسبحانه الأمن والأمان سبحانه، وسبحان الاقتصاد والدينار وحكومات الكازينو والفاسدين والجرار !
بعد كل هذا سيطل علينا دولة الرئيس عبد الله النسور ليقول : ان رفع الاسعار للحيلولة دون انهيار الدينار !
من المسؤول عن هذا، أكيد دولة الرئيس لن تكون جرة الغاز، او انبوب النفط المصري، بقدر ما هو انابيب الشفط المؤسسي للفساد .
خالد عياصرة
Kayasrh@ymail.com