زاد الاردن الاخباري -
منصور المعلا - عكس الاجتماع الذي عقده نحو 90 حراكا نهاية الاسبوع الماضي في مجمع النقابات تراجعا في الزخم الشعبي والحراكي في البلاد بعد نحو عامين من انطلاقه.
وبدا في الاجتماع الذي جاء من اجل "التنسيق" وخلق آليات جدية للتعاطي مع المطالب السياسية التي رفعها الحراك على حد تعبير القيادي الاخواني سالم الفلاحات من الواضح حجم التفكك وعدم الانسجام الذي طال الحراكات التي حضرت الاجتماع، ما دفع التنظيم الاخواني الى محاولة شدشدة الفعل الحراكي في مواجهة التجاهل الرسمي.
على وقع الدفع الرسمي لانجاز الانتخابات النيابية ومع تخطي المسجلين عتبة المليونين مواطن وجد الحراك نفسه وسط حالة من التراخي الشعبي الذي اثر على وقع الاحداث التي تعصف في الاقليم الى الانحياز الى المسار الرسمي على امل الافلات من دوامة الفوضى غير الخلاقة.
وساهم النجاح الرسمي في تفصيل خارطة الاصلاحات السياسية في البلاد على مقاسه ايضا، في تخفيف حدة الحراك، اضافة الى حالة اليأس التي اصابت المواطنين من الشكل الفلكلوري من الفعاليات التي تركزت على المسيرات والوقفات الاحتجاجية.
يقول احد ناشطي الحراك خلال اجتماع في النقابات المهنية "الحراك انتهى علينا ان نفكر بصيغة جديدة اكثر تماسكا وجذرية".
وقال الشاب الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "على الاخوان والنقابيين ان يساهوا في خبرتهم في التنظيم والحشد في دعم النشطاء لتأطير انفسهم".
كما ان شكوى التبعثر وغياب التسيق يفصح عنها الفلاحات بشكل غير مباشر ويلح الشيخ الاخواني على المجتمعين "نريد تنسيقا ولو في الحدود الدنيا اقلها دعونا نتفق على اسماء الجمع الاحتجاجية وعلى النشاطات".
وهذه النبرة لا تخلو من مرارة التجربة التي مر بها الفلاحات بعد ان امضى نحو العام في محاولة لرأب التصدعات التي ادت الى فناء "التجمع الشعبي للاصلاح" الذي عول الكثير من منتسبيه قبل عام ونصف العام على قدرته على تكوين نواة صلبة للعمل السياسي.
وعلى غرار ما جرى للتجمع الشعبي للصلاح انهارت تجربه اخرى قادها مجموعة من النشطاء النقابيين تحت عنوان "نقابيون من اجل الاصلاح" ضمت حينها عددا من النقابيين الذين ساهموا في قيادة عدد من اللجان النقابية التي ساهمت في صياغة رأي عام حول قضايا الاصلاح وفلسطين ومقاومة التطبيع ودعم العراق.
كل تلك الخبرات لم تتمكن من الصمود تحت مظلة تجمعهم، اذ سرعان ما غاب هذا التجمع عن المشهد ويرفض احد مؤسسي هذه التجربه التعليق على اسباب انهيارها بالقول "لن اخوض في اسباب انهيار هذه التجربة حتى لا اوسع شقة الخلافات".
الى جانب هاتين التجربتين نشأت في المدن الرئيسية واطرافها العديد من التنسيقيات والحراكات التي اصطبغت بصبغة عشائرية او مناطقية ودشنت حالة من الحوار غير المسبوق في تلك المناطق المهمشة والتي بلغت ذروتها مطلع العام الحالي حين بلغت نحو 160 حراكا.
ورغم الحماس الذي رافق تلك التجارب، الا انها سرعان ما اختفت ولم تعد المساجد التي كانت منطلقا لنشاط تلك التجارب تحتفي بغير المصلين في ايام الجمع.
ورغم حالة التراجع تلك، الا أن الوضع الاقتصادي المتردي وبدء الحديث عن اعادة صياغة المنطقة بما ينسجم مع مشروع التسوية النهائية للقضية الفلسطينية، اضافة الى حالة الوعي التي رافقت الحراك الأردني، ستكون كلها في لحظة ما عنوانا لتصعيد لن يكون مسبوقا في البلاد.
العرب اليوم