أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بن غفير: نعم لاجتياح رفح وآمل أن يفي نتنياهو بوعده اختبار وطني لطلبة الصف الرابع في الاردن من وزارة الخارجية للاردنيين في السعودية الأردن يحث الدول التي علقت دعمها للأونروا للعودة عن قرارها نيويورك تايمز: هذه خطة إسرائيل لما بعد الحرب على غزة جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو بلدية النصيرات: الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزة إلى منطقة منكوبة بلدية غرب اربد تعلن عن حملة نظافة لمساندة بلدية بني عبيد لرفع 100 طن نفايات الترخيص المتنقل في الأزرق الأحد والإثنين استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف إسرائيلي شرق حي الزيتون بغزة عائلات الأسرى: نتنياهو يعرقل مجددا التوصل إلى صفقة رسميا .. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني حماس: أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن وقف العدوان بشكل تام ومستدام الخريشة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن التربية تعلن عن اختبار وطني لطلبة الصف الرابع الثلاثاء القادم الشرطة الفلسطينية : تنقل 30 ألف مسافر عبر معبر الكرامة الأسبوع الماضي عاموس يادلين : نتنياهو رهينة بيد سموتريتش وبن غفير الفيصلي يرفض استقالة الحياصات كتائب القسام تنعى 4 من مقاوميها وقادتها بالضفة - صور الكرك : 40 مخالفة سلامة مواد خلال أسبوع
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة رغبة النظام في الحديث عن الإصلاح تفوق رغبته في...

رغبة النظام في الحديث عن الإصلاح تفوق رغبته في الإصلاح نفسه

03-11-2012 02:25 PM

زاد الاردن الاخباري -

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة - خاص - منذ أكثر من عامين ونحن نشهد مخاضات حكومية ومؤتمرات صحفية وندوات وتصريحات لجهات مختلفة في النظام السياسي كلها تتحدث عن الإصلاح بكلمات منمقة وشعارات براقة تتضمن تلخيصا لإنجازات إصلاحية متواضعة وهامشية وأحيانا وهمية وخالية من الروح والمحتوى . ويبدوا للمراقبين والمحللين الداخليين والأجانب أن النظام السياسي الأردني يريد أن يظهر أن الأردن دولة إصلاحية بامتياز وأن بعض التعديلات الصورية التي أجريت على الدستور قد غيرت واقع الحياة السياسية وأعادت صناعة المشهد السياسي الأردني وأن غالبية الشعب الأردني يؤيد ما تم إنجازه من إصلاحات وأن المعارضة هي صوت نشاز ولا تمثل قطاعا معتبرا من الشعب الأردني .النظام ومؤسساته وماكينته الإعلامية يعتقد بأن كثرة ترديد الكلام حتى لو كان غير صحيح يجعل الآخرين يعتقدون بصحته ويحوله إلى حقيقة مع الزمن وهي ظاهرة يطلق عليها بغسيل الأدمغة وأحيانا تسمى فن تحويل الوهم إلى حقيقة عبر كثرة تكراراها (Self-fulfilling Prophecy) .

النظام السياسي بارع في الكلام عن الإصلاح السياسي ويستخدم مفردات ومصطلحات غاية في التعبير والفنية والرقي دون أن يترجم هذا المفردات إلى واقع ولا أعلم كيف يقال أن النظام كان يريد الإصلاح قبل الربيع العربي و لكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة وأن ما يجري في الأردن هو ليس استجابة للربيع الأردني؟ من الذي كان يمنع النظام والملك من القيام بالإصلاح قبل أربع سنوات مثلا؟ لا أعلم هل قانون الانتخاب بالصوت الواحد للدائرة الانتخابية يمثل إصلاحا حقيقيا؟ وهل التعديلات اللغوية على مواد الدستور تعد إصلاحا جوهريا في الحياة السياسية الأردنية؟ وهل إصرار الملك على الاحتفاظ بالصلاحيات شبه المطلقة في إدارة البلاد يعتبر نموذجا متقدما وفريدا في الإصلاح السياسي على مستوى العالم كما يريد النظام أن يسوق ويروج لنفسه؟ وهل اجتماع لا بل جمع ثلاثة آلاف مواطن منتقين من الموظفين والمتقاعدين ومن شيوخ العشائر الذين يتقاضون رواتب من خزينة الدولة أو من الديوان الملكي ومن الذين يؤيدون الملك في أي نهج يختاره وأي جهة يسير فيها يمثل رأي واتجاهات المجتمع الأردني؟ وهل الحملة الإعلامية التي يتبناها التلفزيون الأردني لتسويق وتلميع صورة هذا الدعوة الملكية على أنها تمثل نبض الأردنيين ستؤدي إلى الإصلاح السياسي ؟ لقد هالنا ما رأينا من ندوات على شاشة تلفازنا الرسمي تبرز وتناقش كيف أن الملك يقول بأنه يتشرف أنه أردني فما الجديد في ذلك وهل هذا تصريح خارق فيه جديد فالأمر طبيعي أن من يقود شعبا لمدة ثلاثة عشر عاما وسيستمر إلى عقود قادمة أن يكون متشرفا بشعبة وهويته هذا الشعب. أحد المنتدىين من أصحاب المعالي على التلفزيون يستكثر تشرف الملك بكونه مواطن أردني ويقارن بينه وبين من كان يقول عن شعبه أنهم جرذان الله أكبر هل هذه مقارنه يا أخي فأين أصبح ذلك المعتوه الذي شتم شعبه إن مثل هذه المقارنة تسيء للملك أكثر من ما تخدمه؟ وما الجديد أيضا في أن يقول الملك أنا لست النظام السياسي فهذا معروف وندرسه إلى طلبتنا في الإدارة الحكومية والعلوم السياسية بأن النظام هو جملة المؤسسات السياسية والشعبية والقوانين الناظمة للعلاقات بين الحاكم والمواطنين.

النظام السياسي يتكلم كثيرا عن الإصلاح ولكنه يفعل قليلا من أجل الإصلاح السياسي الحقيقي متناسيا أن الإصلاح يصنعه المصلحون الحقيقيون والوقائع على الأرض ولا تصنعه الخطابات الرنانة والتصريحات لوكالات الأنباء . الأردنيون لم يلمسوا بعد نتائج حقيقية لمنجزات الإصلاح المزعومة طبعا باستثناء الركون على المواطنين وإشراكهم في تحمل تبعات العقود السابقة من فساد الذمم ونهب ثروة الشعب وقمع إرادته وبيع مقدراته والآن على الشعب أن يتفضل بدفع فواتير هذه الحقبة التي غاب أو غيب عنها المواطن. نعم المواطنون الآن عليهم أن يتهيئوا لمزيد من الضرائب ورفع الأسعار وارتفاع التضخم وغيرها من الإجراءات التي تنال من قوتنا في الوقت الذي لم نرى بعد أي نتائج لحملات مكافحة الفساد ولم نرى استعادة لأموال الشعب ولم نرى أسماء كبيرة ما زالت تسرح وتمرح بين دول الخليج وبين العواصم الأوروبية.

الأردنيون لن ينطلي عليهم التلاعب بالكلمات والمصطلحات التي تسعى لإقناعهم بأنهم غير جاهزين للديمقراطية وأنهم لا يفرقون بين اليمين السياسي واليسار السياسي وأنهم ليس لهم مواقف محددة وواضحة من الفقر والبطالة والصحة.لا أعلم إذا كان الأردنيون لا يعرفون أنهم يريدون أن يكافحوا البطالة والفقر وتحسين الخدمات الصحية ولا أعلم أن أردنيين اثنين يمكن أن يكونا مختلفين على تحقيق هذه الأهداف وإن اختلفت وسائلهما وطرقهما مع أنني شخصيا اطلعت على برامج كثير من الأحزاب التي تتضمن خطط وبرامج رائعة للتعامل مع الآفات المشار إليها.

النظام السياسي مهتم بالكلام عن الإصلاح ويجند له جنده من المصفقين على "الطالع والنازل" من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة و"الباشاوات" الذين يظهروا الوضع وكأننا إصلاحيين أكثر من أي مجتمع في التاريخ. ستجرى الانتخابات النيابية وفق قانون مفصل من دائرة المخابرات العامة ومصادق عليه من كثير من النواب الذين صوتوا حسب ما أوعز إليهم وبعضهم صوتوا ضد إرادتهم وهذه الانتخابات لن تفرز إلا مجلس ربما وفي أحسن أحواله أقل سوءا من سابقه ولكنه لا يعكس شرائح المجتمع الأردني وتركيبته السياسية. وسيستمر النظام بالحديث عن المنجزات الإصلاحية الوهمية وعن احتفال الأردنيين بالعرس الديمقراطي وتوافد الأردنيين من كل حدب وصوب لممارسة حقهم في صناعة مستقبل سياسي ديمقراطي في الوقت الذي أتوقع أنه لن يشارك في هذه الانتخابات أكثر من ثلث الأردنيين المسجلين في قوائم الانتخابات . صناعة الإصلاح السياسي ليست صناعة كلمات وليست علم كلام ولا ابتداع لمصطلحات ولا إثارة لعواطف الناس ولا استثمار لحماسهم ولا استغلال لمخاوفهم ولا ترويج لمنتجات ذات جودة متدنية فلا يمكن أن نستطيع مهما رتبنا حملات إعلامية وتلفزيونية أن نقنع أنفسنا وشعبنا والعالم بأن لدينا إصلاح حقيقي إلا إذا كان هناك إصلاح على الأرض من صنع أيدينا نرضى به ونستشعر نتائجه وتأثيره على حياتنا . مسيرة الإصلاح في الأردن تحتاج إلى إصلاح ،وتصويب للمسار ، وتعديل للمنهج ، وتقويم للأسس وإلا فسيبقى كثير من الأردنيين ينظرون لتصريحات النظام والمسئولين على أنها مجرد خطابات وتألق في الكلام عن تخيلات وتصوير لجماليات غير موجدة على أرض الواقع.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع