زاد الاردن الاخباري -
الكلمات التي وردت في خطاب العيد للرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الأردني الشيخ زكي بني إرشيد بعنوان التشبت بخيار المقاطعة يحسم الأمر تماما ويظهر جليا بأن جناح المقاطعة حسم ميزان القوى لصالحه داخل التنظيم الأكثر شعبية وأهمية في الأردن.
بني إرشيد وخلال لقاء العيد الموسمي للأخوان المسلمين تحدث مجددا عن حملات الكذب والإفتراءات التي طالت الجماعة من مؤسسات الإعلام الرسمي مظهرا ملامح الحسم في خطابه عندما تحدث عن رفض التبعية للنظام والبحث عن شراكة .
شعار الشراكة مع النظام رفعه بني إرشيد منذ عام 2005 وقبل الحراك والربيع العربي وهو نفسه الشعار الذي قفز بالرجل أمينا عاما لحزب جبهة العمل الإسلامي قبل جلوسه على مقعد الرجل الثاني في أهم الحركات السياسية في البلاد بدعم مباشر من حملات الإعلام الرسمي التي قادتها صحيفة الرأي الحكومية عدة مرات.
يؤكد برلمانيون إستمعت لهم (القدس العربي) بأن حملات صحفية منهجية إستهدفت بني إرشيد عام 2005 وقدمت له خدمة كبيرة آنذاك بأن تزعم الحزب الأهم في البلاد بإنتخابات داخلية.
لكن البرلمانيون أنفسهم يربطون بين خدمات مماثلة قدمتها صحف رسمية مؤخرا وبين صعود نجم الشيخ إرشيد ومجموعته للتحكم بمفاصل القرار في التنظيم الأخواني خصوصا وأن جناح الإعتدال الذي راهن عام 2007 على الإدارة الأمنية وخاض الإنتخابات ثم خسرها بالتزوير هو الذي يدعم خيارات التصعيد حاليا في المطبخ الأخواني .
عموما يمكن القول بأن رد الأخوان المسلمين الأول عمليا على تشخيص صانع القرار بخصوص الإنتخابات المقبلة جاء على لسان بني إرشيد في حفل العيد الأخواني حيث أكد الرجل القوي تنظيميا بأن جماعة الاخوان المسلمين اليوم متماسكة قوية وفي ابهي صورها، والا كيف نفسر هذا الاداء المتقدم والمسار المتميز الذي لم ينحصر في نجاح مسيرة جمعة انقاذ الوطن، وانما ايضا في هذا المسار السياسي وهذه المقاربة الجديدة.
إرشيد ووفقا لتقرير نشرته صحيفة السبيل التابعة للحركة الأخوانية شدد على أن الحركة لا أحد يستطيع إجبارها على الخضوع للإنتخابات قائلا: الجماعة لا يمكن أن تجلب جلبا إلا لله عز وجل ولن نخضع لقاعدة إركب معنا.
إرشيد يرد بوضوح هنا على مضمون خطاب للقصر الملكي طالب المعارضة الإسلامية بالإنضمام للإنتخابات حين قال: إنتخاباتكم هي السفينة الهالكة ومقاطعتنا هي سفينة النجاة.
التصعيد واضح في نصوص وخطاب إرشيد فالرجل شدد على أن القطار لم يفت على الإسلاميين كما يزعم البعض متسائلا: أي قطار تخلفنا عنه ..هل هو قطار مدريد؟.
وإعتبر ارشيد ان هذا الموقف السياسي- المقاطعة- هو موقف اجماع بين الاخوان، وانه ليس هناك ما يصوره البعض عن وجود ازمة داخلية داخل الاخوان، يصدرونها عبر قرار مقاطعة الانتخابات، مشيرا الى تماسك الاخوان المسلمين، وتواصل برنامجهم الاصلاحي لتغيير قواعد العملية السياسية.
وقال إرشيد أنه لا يجوز للأخوان المسلمين أن يكونوا أتباعا بل شركاء وقال: لم يعد هناك حظيرة تجمع الشعب، بل هناك شعب يريد، وعلى الساسة ان يستمعوا لمطالب الشعب وإرادته.
لاحقا حدد الرجل إطارا ذكيا يوضح معالم الخطوات اللاحقة عندما قال : اننا لسنا في عجلة من امرنا، ولن نظلم احد ونحن لا نريد إلا الاصلاح ما استطعنا، والله مولانا، وسنصبر على كل ما يصيبنا، ولن نستفز، فحراكنا سلمي، وحريصون على كل شركائنا، فالوطن اليوم في خطر، وبحاجة الى انقاذ، وواجبنا جميعا ان نستشعر هذه المسؤولية.
لهذا الطرح بطبيعة الحال خلفيات فخلال عطلة العيد إنشغلت أوساط الأخوان المسلمين بتقييم الخطوة التالية في ضوء الخطاب الأخير للعاهل الأردني الذي أصر على تنظيم الإنتخابات المقبلة في ظل المقاطعة وحدد قبة البرلمان لأي فعاليات تسعى لإعادة إنتاج لعبة القرار السياسي.
القدس العربي