زاد الاردن الاخباري -
**استطاع جلالة الملك عبدالله الثاني تجنيب الاردن خوض غمار حرب اهلية طاحنة بتكرار مشابه للسيناريو السوري المرعب فيما يعد الانجاز الابرز لجلالته التقرير التالي يوضح الذهنية العسكرية التي ضخها جلالة الملك في روح الجيش العربي
خاص - عيسى محارب العجارمة - الحرب الاهلية السورية لا شك أنها تمثل التهديد الأخطر للاردن منذ حرب 1967 فبعد خسارة الضفة الغربية والقدس نتيجة اخطاء القيادة العربية الموحدة .
تعايش الاردن مع ظروف بالغة التعقيد ليس أقلها قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988 الذي اشار سمو الامير الحسن بن طلال في تصريحات قريبة له عن الثغرات الدستورية في هذا القرار .
ليأتي الانتقال السلس في تسليم السلطات الدستورية لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بشكل اثار اعجاب العالم .
احداث الحادي عشر من ايلول 2001 ارخت بظلالها على الاردن ، فجاءت الخطوات الذكية لقيادة الجيش الاردني وهو قرار صعب تم أتخاذه من القائد الاعلى جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا بالتشاور مع روؤساء الاركان السابقين في عهد جلالته الجنرال مظلي محمد يوسف الملكاوي والجنرال دروع خالد جميل الصرايرة بتوالي أرسال عديد الدفعات المتلاحقة من مجموعات القتال الميدانية ضمن ما عرف بقوات حفظ السلام الدولية في جهد موصول منذ اتفجر الحرب الاهلية بيوغسلافيا السابقة بتسعينيات القرن الماضي .
لذا أستمر تدريب الجيش الاردني ميدانيا بلهيب أفغانستان وتحرير رهائن الكونجو وغيرها من مناطق الصراع في العالم واستشهد ضباط وافراد في هاييتي وغيرها وبالرغم من الالم الشخصي للاردنيين على فقد جنود في ارض المهمة الا انهم قبلوا الثمن الباهض للتدريب الميداني للجيش ونوقش الامر في قاعة البرلمان الاردني في حينه واعطي الضوء الاخضر لاستمرار هذه المناورات بعيدا عن ميادين التدريب التقليدية في حمرا حمد والقطرانة بل في ارض المهمة الدولية مهما بعدت عن الوطن .
ولا شك ان البصمات الاردنية الامنية والعسكرية في اغتيال عراب هجمات فنادق عمان ابومصعب الزرقاوي أضافة للاخبار الراشحة عن مشاركة قوات النخبة بالجيش الاردني في معركة تحرير ليبيا تعطي تفسيرا واضحا لكل هذا الشرح المستفيض عن الاعباء التدريبية والعملياتية للجيش الاكثر تطورا في منطقة الشرق الاوسط بعد تدمير الجيش العراقي الجرار عام 2003 اثر احتلال بغداد .
كل ذلك التدريب العملياتي الميداني أتى اكله وبانت ثماره من خلال احباط الجيش للجهاديين القاعديين العائدين من اتون الحرب الاهلية السورية فيما اسفر عن استشهاد الرقيب محمد المناصير .
لاشك ان الشخصية الاعتبارية للجيش الاردني بأندفاعاتها العملياتية تلك دوليا ومحليا قرب حقل الالغام السوري الشائك وتفكيك مجموعة ارهابية تحت مسمى 11/9 قد اخذت صورتها من الروح العسكرية التعرضية لشخص جلالة الملك عبدالله الثاني الجنرال السابق في قوات النخبة الاردنية ( العمليات الخاصة ) فأضحى الجيش الاردني كله وبدون مجاملة ضمن الاطار النخبوي لأفضل جيوش الشرق الاوسط متوشحا بالكاريزما العسكرية البراقة لجلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك عبدالله الثاني بن الحسين .
هذه الصورة المنسية في وسائل الاعلام لجلالة الملك وروحه العسكرية الخاصة التي بثها في صميم طيات عمل وعملياتية القوات المسلحة الاردنية / الجيش العربي والاجهزة الامنية كافة لا يمكن قرائتها الابجهد موضوعي خارق وبعمل احترافي مهني مميز من قبل جهة عسكرية معنية بالامر كمديرية التوجيه المعنوي واعادة ترجمتها كوننا وضحنا الفكرة من ناحية اعلامية ويقع على كواهلهم تشريحها عسكريا واعادة انتاجها اعلاميا عبر مجلة الاقصى وكأطروحة عسكرية تدرس في كلية الدراسات الدفاعية الملكية (كلية الحرب) ومنهاج الثقافة العسكرية لطلاب الجامعات الاردنية .
أن التحليل المميز وقراءة ما بين السطور لمحاضرة جلالة الملك امام كلية الحرب البريطانية يعطي أضاءة لقوة طروحات جلالته السياسية والفكرية وقراءته الدقيقة لمخرجات الربيع العربي والحرب الاهلية السورية الطاحنة .
عمان على مرمى حجر من دمشق بالمنظور العسكري ولو كان حقل الالغام السوري قريبا من موسكو او طهران او واشنطن لربما فجرها عن بكرة ابيها ، اما عمان فأن القدر الهاشمي السعيد يبدو أنه لازال يلعب لعبته الرابحة بالنسبة لقادته ، لا ادري ان كان التاريخ العسكري سيكتب لجلالة الملك انه استطاع ان يجبر الكسر قبل ووقوعه بالنسبة لانتقال شظايا حقل الالغام السوري للاردن وهو أمر فاق التلميذ فيه معلمه ونقصد الحسين العظيم رحمه الله الذي لربما يبتسم الان بروحة الرضية المطمئنة بأنه قد سلم القوس لباريها نسأل الله ان لايذهب تحليلنا الموضوعي سدى وأن لا يكون صرخة في واد أو نفخة في رماد بالنسبة للمعنيين في توضيح خبايا المشهد العسكري لشخصية جلالة الملك خصوصا عبقريتة العسكرية فيما قد يعرف بالدبلوماسية العسكرية الاستباقية لوقوع الازمات وتحديدا في الازمة السورية الراهنة جنب الله الاردن كل مكروه .