الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة
النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة
الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية
آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
فقدان الثقة بوسائل الإعلام المحلية أدى في السابق الى رواج هيئة الإذاعة البريطانية وإذاعة اسرائيل رغم انقطاع المودة مابين المستمع والمذيع ،لأن الناس كانت ولا تزال مهتمه بمعرفة الحقائق أكثر من اهتمامها بالنصائح الداعية الى الإبتعاد عن الإعلام المعادي .
هذا هو السر الكامن وراء أهمية الجزيرة وقدرتها على إشعال الثورات في العالم العربي التي تحققت بسب اكتسابها مصداقية لدى المشاهدين استغرق العمل من أجل الوصول اليها عدة سنوات في مجتمعات يئست من معرفة الحقيقة عبر قنوات بلادها و عجزت كل الدول عن مجاراتها أو تقديم بديل مقنع للمشاهد وظلت المحطات المنافسة تمثل دور الراعي الذي تكررت أكاذيبه حتى رفض الناس تصديق استغاثته عندما هاجمه الذئب وافترس كل الأغنام الضعيفة .
اليوم رغم كل العبر والدروس لا يزال إعلامنا في واد والجمهور في واد آخر ، ولا تزال الأهازيج التي كانت تأخذ ألباب الخارجين للتو من براثن العهد التركي والإستعمار البريطاني تصدح بنفس الإيقاع ونفس الألحان وكأن شيئا لم يتغير سواء في الذوق أو المظهر او المخبر.
ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء لأجل القاء نظرة بعين واسعة على الإعلام الرسمي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية لغايات تفحص مدى تفاعله مع الناس لأكتشفنا من مقارنته بواقعنا الحالي أن الإعلام لدينا قد سار الى الوراء بخط متواصل ولم يعد متوافقا مع الحد الأدنى من درجات الطموح الوطني ، وربما توحي لنا هذه التجربة ان رحلة طويلة بدأت بترقب أجدادنا مضافة ابو محمود في الإذاعة الأردنية بشغف بالغ قبل نصف قرن وأكثر لم تنتهي بنا الى مضارب أحد وإنما قادتنا الى المجهول .
هكذا يبدو الأمر عندما ندرك أن الإعلامي الأردني القديم قد استطاع بسهولة نقل جمهوره من المضافة الأرضية الى مضافة الأثير بينما الإعلامي المعاصر عجز عن الوصول الى جمهوره ومحاكاة واقعه أو نقل صورة عنه وبثها من جديد ضمن برنامج مدروس وهادف بشكل منسجم مع مقصود رسالة الإعلام الرامية الى نفع المجتمع وترسيخ ولاءه الوطني وتحفيزه للإبداع وصنع المزيد ، بدليل أن هواة الإعلام من بسطاء أبناء القرى قد استطاعوا بسهولة إعداد مواقع إعلامية تجاوزت بكثير قدرة الإعلام الرسمي على التواصل مع أبناء الشعب.
وعندما نتخلى عن صفحات الإعلام القروي المتصف بالطيب والبساطة ونلج الى مواقع الإعلام الرسمية نفاجأ بأننا لم نعد نرى أو يعرف ابنائنا شيئا عن فولوكلورنا الوطني وزينا الوطني وحلمنا الوطني ، بعد أن طمسنا كل ملامح التاريخ بايادينا ، وكأن مقصود الحكاية تقديم دليل دامغ يسعف أعداء البلاد في مقولاتهم الكاذبة التي حاولوا من خلالها وضعنا في منزلة شيطانية و تعمدوا رسم صورة بائسة ومزيفة عنا ، وطبعها بسهولة في أذهان المهتمين بمعرفة حقائق المنطقة قائلين لهم بصراحة اننا نمثل كيانا مصطنعا وممرا لأقتناص حجاج بيت الله الحرام في طريقهم الى مكة لأجل تجريدهم من مؤونتهم ، وغيره مما لا يحسن ذكره من فاسد القول وعظيم الإتهام .... فأين هو الإعلام القادر على التصدي لكل هؤلاء الأعداء والرد عليهم بجسارة ؟.
أين صورة حمده وخضرا وأخو شما التي كانت حاضرة على الدوام في بلادنا ؟ وما هو مصير اللهجتين الحجازية والنجدية اللواتي تقاسمن الاردن من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال طيلة التاريخ السابق لمؤتمر سايكس بيكو ؟ وماذا يعرف عنها ابن الجيل الجديد المحاط بالفلوكور الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي والسعودي والمصري ولا يجد في إعلامه المحلي سوى صورة مسخ مزيف لمظهرنا ومخبرنا وقد حاول صانعها الجمع بين كل هؤلاء ثم عجزت صورته المبتكرة عن الدلالة أو الإنتماء الى أي منها وانطبق علينا مثل الأباء والأجداد القائل : بين حانا ومانا ضاعت الحانا .
هل ترك الإعلام صورة في ذهن المواطن تقول أن هناك مصلحة أردنية مستقلة عن مصالح دول الجوار وأن هناك نظرة أردنية للمستقبل لم ترد الينا كجزء من المنح والمساعدات والقروض الإنسانية ؟ وهل نقل الإعلام في بلادنا صورة واحدة من صور تاريخنا المشرق الذي قد يبدأ يالبتراء ولا ينتهي بقلعة الربض ؟ وهل قيل للباحثين عن تاريخنا واحدة من لفتاته ولقطاته التي تؤكد أن انطلاق بن العباس كان قد جرى أولا من جنوب الوطن وأن اندحار اوروبا كلها قد حصل في شماله ؟.
أين هم المبدعين في الإعلام والبارعين في اخراج ملامح الهوية الوطنية بثوبها الأصيل والمستقل الذي تستطيع من خلاله مباهاة كل الجاحدين والمتنكرين لتاريخ بلادنا والرد على كل خصومنا الذين زعموا بأننا كيان مصطنع بعد أن قدموا شراذم بلدانهم وكأنها عرفت عبر التاريخ كخلافات وكيانات مستقلة قبل تشريط الخريطة العربية كلها بأيادي سايكس وبيكو .
نحن اليوم بأمس الحاجة الى إعلام عصري متقدم وقادر على الأخذ بيد المواطن ونقله من عالم أناشيد النفاق والتزلف التي ثبت انعدام جدواها والتخلي عن سياسة تلقين المستمع بكل ما هو مضلل وممل سيما وأن هذا المستمع المستهدف دائما ، لم يعد يطيق أي ملقن من صناع الفساد المترفين الذين لا يزالون يحتلون الشاشة ولا يخجلون من الإستمرار في طرح آلاعيبهم وأكاذيبهم على أمل غسيل عقول الضحايا كما اعتادوا غسيل أموال الحرام لأجل التمكن بالناس من جديد ، ولم يعد ينفعنا بعد اليوم توجيه الشتائم الى قناة الجزيرة وترديد شعارات القذافي واستعارة أوصافه لها (بالخنزيرة ) وغيرها ، لأن البديل الوحيد هو مواجهة الجمهور بكل الحقائق والأخذ بخاطره عما مضى بإجراء تصحيح جذري وليس مجرد استرضاءه بشتم الخصوم .