مؤشرات ترصد تسارع التحول الرقمي بوزارة العدل وتوسيع بدائل العقوبات خلال 2025
المصفاة: الماء غير مستخدم في تعبئة أسطوانات الغاز
العرموطي يطالب بتوضيح مصطلح «الزوايا» في مشروع قانون الأوقاف
السودان: نزوح 13 مليون شخص جراء الحرب
الأردن يشهد تقدما في 2025 على أكثر من 20 مؤشرا دوليا
انفجار في منطقة المزة بدمشق .. والسلطات السورية تحقق
وزارة الزراعة تبدأ باستقبال طلبات استيراد زيت الزيتون اليوم
حادث لتريلا مسبّعة يعيق حركة السير على طريق المفرق – الزرقاء
البيطار: زين مستمرة بدورها الريادي الوطني وتطوير البنية التحتية للاتصالات وتقديم الأفضل للأردن والأردنيين
6 الآف مستفيد من برامج معهد التدريب المهني في جرش
الأرصاد: هطولات مطرية غزيرة في عدة محافظات وتحذير من السيول
الإدارة المحلية: 95 شكوى وارتفاع مستوى الإنذار جراء منخفض جوي عالي الفعالية
العجلوني يتفقد سير امتحان "الشامل" العملي للدورة الشتوية
(متلازمة المؤخرة الخاملة) .. آلام كبرى وتشخيصات خاطئة
ماكرون: حلفاء كييف سيجتمعون في باريس مطلع كانون الثاني
الأطعمة الخارقة .. 12 غذاءً كثيف العناصر يجب أن يضمها نظامك الغذائي
الصين تعارض الاعتراف بأرض الصومال وتجدد دعمها لمقديشو
344 شكوى عمالية ضد منشآت لم تلتزم بالحد الأدنى للأجور
قطاع الصناعات البلاستيكية والمطاطية يغطي 55 % من السوق المحلية
في زمن إقليمي ودولي تتسارع فيه الأزمات، وتتعاظم فيه فجوة الثقة بين الدولة والمجتمع، تبرز بعض التجارب السياسية بوصفها استثناءات عقلانية وأخلاقية ، والكويت، في عامين من القيادة، تقدم نموذجًا لافتًا لدولة اختارت الاستقرار العميق بدل الضجيج، وبناء الإنسان قبل استعراض السلطة ، بالتالي لسنا هنا أمام سرد إنجازات تقليدي، بل أمام نمط حكم يتشكل بهدوء، قوامه الحكمة، ووحدة القرار، وربط التنمية بالأمن الإنساني، لا باعتبارها شعارات، بل كمنهج إدارة دولة ، وضمن هذا السياق تجدنا أمام حقائق ، واضحة كما الشمس في رابعة النهار ، وهي على النحو التالي :
أولًا: فلسفة الحكم… من السلطة إلى الرعاية ، ومن منظور الإنسانيين، لا تُقاس القيادة بمدى قبضتها على مفاصل الدولة، بل بقدرتها على تحويل السلطة إلى مسؤولية أخلاقية ، وفي التجربة الكويتية المعاصرة، تتجلى ملامح قيادة ترى في الحكم : رعاية قبل أن يكون توجيهًا ، واحتواءً قبل أن يكون ضبطًا ، و
مسؤولية تجاه الإنسان قبل أن يكون إدارة للموارد ، وفي تقديرنا هذا التحول يعكس فهمًا عميقًا لمفهوم الأمن الإنساني، حيث يصبح المواطن شريكًا في الاستقرار، لا موضوعًا للسيطرة.
ثانيًا: وحدة القيادة وتماسك الدولة ، ولعل
أحد أهم عناصر الاستقرار السياسي هو الانسجام داخل بنية الحكم ، فالدولة التي تتماسك قيادتها، تقل فيها احتمالات الارتباك، وتتعزز قدرتها على اتخاذ القرار الرشيد في الأوقات الحرجة ، والكويت اليوم تقدم صورة دولة ، تُدار بعقل جماعي ، وتتقدم فيها المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة ،ويتكامل فيها الدور القيادي بدل أن يتصارع ، وهذا التماسك ليس تفصيلاً شكليًا، بل ركيزة إستراتيجية في بيئة إقليمية تعاني من انقسامات حادة وانهيارات مؤسسية.
ثالثًا: التنمية المستدامة كحق إنساني لا كمشروع اقتصادي ، وفي كثير من الدول، تُختزل التنمية في مؤشرات رقمية ، أما في التجربة الكويتية، فيبرز توجه مختلف ،فالتنمية بوصفها حالة مجتمعية شاملة، تقوم على : الأمن والاستقرار ، و
العدالة الاجتماعية ، وتكافؤ الفرص ، و
الاستثمار في الإنسان قبل البنية ،
وهنا تلتقي الرؤية الوطنية مع المفاهيم العالمية الحديثة، التي تعتبر أن الاستقرار الاقتصادي لا يدوم ما لم يكن مؤسسًا على الكرامة الإنسانية.
رابعًا: الدولة الهادئة في عالم مضطرب ، و
في عالم يميل إلى الخطاب الحاد، والاستقطاب، وتسييس الخوف، تبرز قيمة الدولة الهادئة ، الدولة التي لا ترفع صوتها لتُسمِع نفسها ، ولا تُكثر الوعود لتغطي العجز ، بل تعمل بصمت، وتراكم الثقة، وتحافظ على توازنها الداخلي ، و
هذا النمط من الحكم يمنح الكويت وزنًا أخلاقيًا وسياسيًا يتجاوز الجغرافيا، ويجعلها نموذجًا يُقرأ باهتمام في دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي.
خامسًا: العقد غير المكتوب بين الدولة والمجتمع ، فما يتشكل في الكويت اليوم هو عقد معنوي غير مكتوب، جوهره
الدولة التي تضمن الأمن والاستقرار ،
والمجتمع الذي يشارك في البناء لا في الهدم ، والقيادة تقود بالقدوة لا بالإكراه ،
وهذا النوع من العقود هو الأكثر صلابة، لأنه لا يقوم على الخوف، بل على القبول والثقة المتبادلة.
وحين يصبح الحكم فعلًا إنسانيًا ناطقاً
بلسان الإنسانيين، يمكننا القول كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي : " أن الكويت، في هذه المرحلة، لا تدير شؤونها بمنطق إدارة الأزمات، بل بمنطق منعها قبل وقوعها ، وهي بذلك تؤسس لنموذج عربي معاصر، يثبت أن الحكمة أقوى من الصخب ، والإنسان أساس الاستقرار ، سيما وأن القيادة الهادئة هي الأكثر بقاءً ، وإن عامين من هذا المسار ليسا نهاية تقييم، بل بداية ترسيخ، لمسيرة يُراد لها أن تكون آمنة، عادلة، ومزدهرة، في وطنٍ جعل الإنسان في قلب الدولة، لا على هامشها " .
بوركتم وإلى الأمام دائماً تحت ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .