الدوريات الخارجية: جميع الطرق سالكة رغم الامطار
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
أستراليا توجه تهم الإرهاب وقتل 15 شخصا لمنفذ اعتداء بونداي
ترامب يعلن فرض حصار على "ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات"
صناعة الأردن واتحاد الصناعات الدنماركي يختتمان مشروع "نجاحنا"
ارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 في الأردن إلى 87.7 دينار
منتخب النشامى يبحث عن لقب تاريخي أمام المغرب في نهائي كأس العرب غدا
المناطق الجنوبية من الطفيلة تشهد تساقطا لزخات ثلجية
أثر مروري مؤقت في نفق الداخلية بسبب تعطل مركبة
كيف تحصل على تذاكر مباريات النشامى في كأس العالم 2026؟
إدارة السير الأردنية تحذّر: جهّز مركبتك وتأنّ في القيادة
الأردن .. هذا موعد إيداع رواتب شهر 12 للمتقاعدين في البنوك
تحذيرات الأمن العام: بردٌ سيبيري وظروف جوية تستدعي الحذر بالأردن
وزارة الصناعة تطلب موظفين بتخصصات كثيرة ودون خبرة - رابط
شاهد - زخات ثلجية تكسو قرية دير القن في البادية الشمالية بمحافظة المفرق
الأربعاء .. تجدد تأثير المنخفض الجوي وطقس شديد البرودة مع صقيع واسع ليلاً
أبوغزالة: تعطيل العمل الخميس لا يخدم النشامى ويضر بالاقتصاد
مليون لاجئ سوري في لبنان وتركيا يعودون إلى بلادهم
الشيخ تميم يطمئن على يزن النعيمات
في عالم يشهد تفكك المنظومات التقليدية للأمن، وتراجع الدولة الوطنية في مناطق واسعة، وصعود مفاهيم جديدة للحكم والشرعية، لم يعد مقبولاً اختزال القيادة السياسية في بعدها السيادي أو العسكري ، لقد انتقل مركز الثقل في التفكير الاستراتيجي العالمي من أمن الدولة إلى أمن الإنسان، ومن منطق السيطرة إلى منطق الاستقرار المستدام ، وضمن هذا التحول العميق، يبرز سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، ليس كشخصية سياسية صاعدة فحسب، بل كـ تجسيد معاصر لمشروع هاشمي تاريخي يتقاطع فيه الأمن الإنساني مع الشرعية، والدولة مع القيم، والواقع مع الاستشراف ، لهذا نحن هنا
لا نتحدث عن الحسين كفرداً أو شخصية حاكمة ، بل نتحدث عن مشروعاً قيادياً–تاريخياً مرشحاً ليكون محل ثقة كبريات عواصم القرار العالمي، انطلاقاً من الأردن بوصفه مرجعية استقرار إقليمي ودولي ، من خلال حقائق تستدعي التوقف عندها بعمق إستراتيجي ، مثل :
أولاً: الإطار المفاهيمي – من الأمن الصلب إلى الأمن الإنساني : وقد شهد مفهوم الأمن تحولات جوهرية منذ نهاية الحرب الباردة. فالأمن، وفق الأدبيات المعاصرة للأمم المتحدة ومراكز التفكير الاستراتيجي، لم يعد مرادفاً للقوة العسكرية، بل بات منظومة تشمل :
كرامة الإنسان
الأمن الاقتصادي والغذائي
العدالة الاجتماعية
الاستقرار السياسي
القدرة على التكيف مع الأزمات المناخية والتكنولوجية
وضمن هذا السياق، يتموضع الأردن بوصفه حالة تطبيقية نادرة لدولة صغيرة الموارد، كبيرة الدور، استطاعت عبر عقود أن تحافظ على تماسكها الداخلي، وأن تؤدي أدوار وساطة واتزان في إقليم مضطرب. ويأتي ولي العهد كامتداد واعٍ لهذا النموذج، لا كمستهلك للمفهوم، بل كـ فاعل في تطويره إقليمياً.
ثانياً: الجذور التاريخية – من الثورة العربية الكبرى إلى الدولة المرجعية : حيث لا يمكن فهم الحسين بن عبدالله الثاني خارج السلسلة الهاشمية التي بدأت مع الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى (1916)، والتي لم تكن ثورة سياسية ضد الاستعمار فحسب، بل ثورة قيمية جوهرها:
الحرية
الكرامة
وحدة المصير العربي
بالتالي هذا المشروع انتقل عبر قرن من الزمن العربي والدولي المعقد، متحولاً من ثورة إلى دولة، ومن خطاب تحرر إلى ممارسة حكم رشيد ، وقد مثّل الأردن الحلقة الأكثر استقراراً في هذا الانتقال التاريخي، محافظاً على جوهر المشروع الهاشمي في ظل تحولات عاصفة ، و
الحسين بن عبدالله الثاني هو الوريث التاريخي والسياسي لهذا المسار، في لحظة عالمية تتطلب إعادة تعريف القيادة العربية لا بوصفها قيادة تعبئة، بل قيادة استقرار وبناء.
ثالثاً: الشرعية المركبة – الدستور، التاريخ، والثقة الدولية : وهذا المثلث الذهبي غير المسبوق تاريخياً يوضح بعمق
شرعية ولي العهد التي تستند إلى ثلاث زوايا متداخلة :
الشرعية الدستورية ضمن نظام ملكي دستوري مستقر.
الشرعية التاريخية الهاشمية المرتبطة بدور عابر للحدود في تشكيل الوعي العربي الحديث.
الشرعية الوظيفية الدولية الناتجة عن ثقة متراكمة من القوى الكبرى بدور الأردن كوسيط عقلاني.
وهذه الشرعية المركبة تجعل من المشروع الذي يمثله الحسين بن عبدالله الثاني مشروعاً قابلاً للفهم والقبول داخل غرف القرار العالمية، حيث تُقاس القيادة بالقدرة على تقليل المخاطر، لا إنتاجها.
رابعاً: الأردن كمركز إقليمي للأمن الإنساني : ويتموضع الأردن اليوم كـ منصة إقليمية للأمن الإنساني عبر:
استضافة ملايين اللاجئين دون انهيار الدولة.
الحفاظ على نسيج اجتماعي متماسك.
تبني خطاب عقلاني في قضايا الصراع.
الانخراط النشط في الدبلوماسية متعددة الأطراف.
وفي هذا الإطار، يمثل ولي العهد الجيل الهاشمي القادر على نقل التجربة الأردنية من حالة وطنية إلى نموذج إقليمي قابل للتعميم، خصوصاً في دول تعاني من هشاشة الدولة.
خامساً: البعد العربي – تكتل قيمي لا صدامي : سيما وأن
المشروع العربي الذي تمثله القيادة الهاشمية لا يقوم على منطق المحاور أو الاستقطاب، بل على تكتل قيمي عربي أساسه:
حماية الدولة الوطنية
رفض التفتيت
دعم القضايا العربية العادلة دون مغامرة
ما يعني أننا عربياً ننتقل من الحسين بن علي حامل راية الثورة العربية الكبرى إلى الحسين بن عبدالله الثاني حامل راية الأمن الإنساني ، ليتجسد خط عربي واحد: العقلانية السياسية كشرط للكرامة القومية.
سادساً: البعد الدولي – لماذا يهم العالم هذا المشروع؟!
أما بالنسبة لعواصم القرار العالمي، لا تُقاس أهمية القادة بالشعارات، بل بالأسئلة التالية :
هل يقلل هذا المشروع من احتمالات الفوضى؟!!
هل يعزز الاستقرار الإقليمي؟!!
هل يحمي المصالح الدولية دون صدام؟!!
ومن هنا تتمظهر أهمية المشروع الذي يمثله الحسين بن عبدالله الثاني ، والذي يجيب عن هذه الأسئلة إيجاباً، لأنه مشروع دولة–محور للاستقرار، لا دولة–مشكلة.
سابعاً: الاستشراف – القيادة الهاشمية في عالم ما بعد الأزمات : ومع تصاعد أزمات المناخ، والهجرة، والذكاء الاصطناعي، ستحتاج المنطقة إلى نماذج قيادة تفهم الإنسان قبل النظام. وهنا تبرز القيادة الهاشمية، ممثلة بالحسين بن عبدالله الثاني، كـ جسر بين القيم والتكنولوجيا، وبين الدولة والإنسان.
ويبقى حسيننا ابن عبدالله الثاني ليس رهان الأردن وحده، بل رهان الاستقرار الإقليمي والعقلانية العربية في لحظة عالمية حرجة. إنه وريث مشروع الثورة العربية الكبرى، لا بوصفها حدثاً تاريخياً، بل كمنظومة قيم أعيدت صياغتها بلغة الأمن الإنساني والدولة الحديثة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .