الحكومة تعفي مركبات الضباط من ضريبة المبيعات ورسوم التسجيل - وثيقة
الدفاع المدني يسيطر على حريق حافلة في منطقة المنارة بالعقبة
ما هي سيناريوهات تأهل مصر والكويت والإمارات عن مجموعة النشامى؟
العجارمة يدعو لتطوير أندية المعلمين بنظام عصري يواكب تطلعاتهم
الإعلان عن التشكيلة الرسمية لمواجهة مصر ضمن كأس العرب 2025
بدء تنفيذ مشروع متنزّه عجلون الوطني
وزير الاشغال : المعالجة الجذرية للمواقع المتضررة من المنخفض الاخير أولوية قصوى
برنامج تدريبي في عمان لتعزيز مواصفات شحن المركبات الكهربائية وسلامتها
التعليم العالي: تعزيز التعاون وفرص الاستثمار في معرض الجامعات الأردنية 2026
الأعيان يقر مشروعَي قانون التنفيذ الشرعي والجريدة الرسمية بعد التعديلات
الاحتلال يعتقل 40 فلسطينيًا في الضفة الغربية
توغل قوات الاحتلال في القنيطرة .. وإسرائيل تؤكد "لم نصل إلى اتفاقات وتفاهمات حول سوريا"
منخفض جوي الأربعاء يشتد الخميس مع تحذيرات من السيول والفيضانات
من هو غسان الدهيني؟ وكيف أصبح زعيما لمليشيا أبو شباب؟
صورته هزت العالم .. الطفل عمران يروي قصته والشرع يحتضنه
القاضي: التصويت على مشروع قانون الموازنة غدًا الأربعاء
إسرائيل تعيد فتح معبر الكرامة مع الأردن لنقل المساعدات والبضائع إلى الضفة وغزة
الرمثا يلتقي البقعة ببطولة درع الاتحاد
نتنياهو يلتقي ترامب في 29 كانون الأول
لم يعد التنمّر الإلكتروني ظاهرة عابرة أو حالات فرديّة معزولة. ما نراه اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي يشبه موجةً متصاعدة من السلوك العدائي المبطّن، الذي يتسلّل إلى كل منشور وصورة، ويحوّل منصّات الحوار إلى حلبات تصفية حسابات أو استعراضات قاسية تحت عنوان «رأي شخصي».
اللافت أنّ هذا التنمّر لم يعد يأتي في صورته الصارخة فقط؛ بل اتخذ شكلاً أكثر خبثاً:
تعليقات تحمل ابتسامة صفراء، نقداً يختبئ خلف «مزحة»، أو ملاحظة تبدو بسيطة لكنها تُلقى بقصد مباشر لإحراج صاحب المنشور أو التقليل من قيمته. والأدهى أن بعض المعلّقين باتوا يعتبرون ما يفعلونه «حقاً مكتسباً» ما داموا خلف شاشة لا تُحاسب.
في كل يوم، يطلّ علينا منشورٌ لشخص يشارك لحظة فرح، أو صورة عائلية، أو إنجازاً شخصياً، أو حتى خبرا حكوميا أو نشاطا لوزارة ما ، لنصدم بكم هائل من التعليقات التي لا تمتّ للأدب أو النقد البنّاء بأي صلة، حيث سرعان ما ينقلب الفضاء الرقمي إلى محكمة شعبية: تقييمات، مقارنات، تهكّم، وسخرية. وكأنّ بعض المستخدمين لا يستطيعون رؤية أحدٍ يلمع دون أن يرشّوا قليلاً من الغبار على صورته لتشويهها.
ما الذي يدفع البعض لاستخدام أصابعهم كسياط ناقدة ؟
هل هو فراغ عاطفي؟
تربية ناقصة؟
أم ثقافة رقمية بلا ضوابط؟
مهما كانت الأسباب، فإنّ النتيجة واحدة: إساءة علنية، وتشويه لجوهر التواصل، وإيذاء نفسي قد يمتدّ إلى أبعد مما نظن.
المؤسف أنّ منصّات التواصل تحوّلت – دون قصد – إلى بيئة خصبة لانتشار هذا السلوك. سهولة الكتابة، غياب الرقابة الفعلية، وتضخّم «الأبطال خلف الشاشات» جعلت كل شخص يظنّ أن بإمكانه التصويب على الآخرين دون أن يترك ذلك أثراً.
لكن المجتمع الرقمي لا يُصلَح بالصمت. الصمت هنا نوع من الموافقة.
فلا بد من مواجهة هذه الظاهرة بثقافة جديدة تُعيد للأخلاق وزنها، وللكلمة هيبتها.
المطلوب ليس أن نسكت الآراء، بل أن نضبطها.
وليس أن نمنع النقد، بل أن نرفع مستواه.
إنّ احترام الآخرين ليس خياراً، بل ضرورة تحمي تماسك المجتمع. ومَن يظنّ أنّ التعليق الجارح لا يتجاوز شاشة هاتفه، عليه أن يدرك أن الكلمات قد تسقط خفيفة من إصبعه، لكنها تهوي ثقيلة على قلب أي كان .
في النهاية…
من يريد أن يمارس بطولته عبر تعليق مسيء، فليعلم أن هذا النوع من «البطولات» لا يضيف له قيمة… بل يكشف نقصاً وضعفا لا أكثر .
والمنصّات الرقمية، مهما اتسعت، لا تتسع لقلب ضيّق ولسانٍ خشن.