الحكومة تعفي مركبات الضباط من ضريبة المبيعات ورسوم التسجيل - وثيقة
الدفاع المدني يسيطر على حريق حافلة في منطقة المنارة بالعقبة
ما هي سيناريوهات تأهل مصر والكويت والإمارات عن مجموعة النشامى؟
العجارمة يدعو لتطوير أندية المعلمين بنظام عصري يواكب تطلعاتهم
الإعلان عن التشكيلة الرسمية لمواجهة مصر ضمن كأس العرب 2025
بدء تنفيذ مشروع متنزّه عجلون الوطني
وزير الاشغال : المعالجة الجذرية للمواقع المتضررة من المنخفض الاخير أولوية قصوى
برنامج تدريبي في عمان لتعزيز مواصفات شحن المركبات الكهربائية وسلامتها
التعليم العالي: تعزيز التعاون وفرص الاستثمار في معرض الجامعات الأردنية 2026
الأعيان يقر مشروعَي قانون التنفيذ الشرعي والجريدة الرسمية بعد التعديلات
الاحتلال يعتقل 40 فلسطينيًا في الضفة الغربية
توغل قوات الاحتلال في القنيطرة .. وإسرائيل تؤكد "لم نصل إلى اتفاقات وتفاهمات حول سوريا"
منخفض جوي الأربعاء يشتد الخميس مع تحذيرات من السيول والفيضانات
من هو غسان الدهيني؟ وكيف أصبح زعيما لمليشيا أبو شباب؟
صورته هزت العالم .. الطفل عمران يروي قصته والشرع يحتضنه
القاضي: التصويت على مشروع قانون الموازنة غدًا الأربعاء
إسرائيل تعيد فتح معبر الكرامة مع الأردن لنقل المساعدات والبضائع إلى الضفة وغزة
الرمثا يلتقي البقعة ببطولة درع الاتحاد
نتنياهو يلتقي ترامب في 29 كانون الأول
تشهد البنية الدولية تحولاً جذرياً غير مسبوق منذ تأسيس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. إذ يظهر بوضوح انتقال تدريجي — لكنه ثابت — من هيمنة أحادية تقودها الولايات المتحدة إلى بنية عالمية متعددة المراكز ترتكز على مبادئ الأمن الإنساني، السيادة الكونية للمعرفة، وتوزيع القوة بعيداً عن الاحتكار التاريخي للغرب ، سيما وأن استمرار الولايات المتحدة في سياسات الهيمنة حيال دول العالم الثالث لم يعد يخدم مصالحها، بل يساهم في تسريع تشكّل بديل عالمي جديد، تتصدره قوى صاعدة ونُظم قيمية ناشئة، أهمها: النموذج الإنساني الكوني الذي تتوسع قاعدته الاجتماعية والفكرية والسياسية على مستوى العالم ، من حيث :
أولاً: التحول الكوني — نهاية عصر القوة الصلبة .
1. تفكك صلاحية الهيمنة في عصر المعرفة اللامركزية .
ما يعني وبكل وضوح أن القوة اليوم لم تعد محصورة في : السلاح، أو الاحتياطيات المالية ، أو التحالفات العسكرية،
بل انتقلت نحو : التكنولوجيا المفتوحة ،
الذكاء المعرفي، الذكاء الاصطناعي،
الوعي الجماعي العابر للحدود.
وهذا التحول يُفقد الولايات المتحدة ميزتها النسبية، لأن السيطرة على الوعي البشري ليست ممكنة عبر أدوات الهيمنة القديمة.
2. العالم الثالث لم يعد “طرفاً” ، بل أصبح محوراً ، حيث يشكّل الجنوب العالمي اليوم : 85% من سكان العالم ، و
65% من الإنتاج الزراعي ، و 70% من الموارد الطبيعية ، إضافة إلى أنه الأسرع في معدلات النمو الحضري والتكنولوجي ، بمعنى إنه ليس “عالماً ثالثاً” بعد اليوم ،
بل أغلبية بشرية–اقتصادية تُعيد تعريف النظام الدولي من جديد.
ثانياً: الفلسفة الإنسانية الكونية — البديل الحقيقي للنظام الأمريكي ، حيث بدأت حركة مفاهيمية عالمية عملية بالظهور، تُعيد تعريف القوة من منظور إنساني وليست جيوسياسي ، لتُظهر أن مستقبل العالم لن يُدار بالقوة العسكرية، بل عبر:
1. التنمية الأخلاقية .
2. الأمن الإنساني العابر للحدود
3. إعادة مركزية الإنسان في العلاقات الدولية .
4. التقليل من دور الدولة لصالح المشترك الإنساني .
5. تعدد الحيوات والتطورات الوجودية للإنسان ككائن واعٍ
وهذه الرؤية — التي يعبّر عنها “الإنسانيون” — ليست utopia، بل تتسق مع التغيرات الفعلية في بنية النظام الدولي.
ثالثاً: لماذا يجب على الولايات المتحدة التراجع عن سياسات الهيمنة؟!
1. لأن الهيمنة أصبحت مُضادّة للمصالح الأمريكية نفسها ، سيما وأن النظام العالمي الذي تسيطر عليه واشنطن ينهار ببطء، لأسباب داخلية وخارجية ، فالانقسام السياسي الداخلي ، والأزمات الاقتصادية المتكررة ، وفقدان الثقة العالمية بالدولار ،بالتزامن مع فقدان القدرة على قيادة التحالفات ، في ظل تقلص القوة المعنوية للولايات المتحدة ، يؤكد أن
الهيمنة لم تعد “سلاح قوة” ، بل أصبحت عبئاً استراتيجياً.
2. لأن النظام الجديد سيُكتب بدون مشاركة أمريكا إذا بقيت متمسكة بالهيمنة
بالتالي فإن التحليل الدقيق لكل ما يحدث يبين لنا أن العصر القادم يتشكل الآن في :
آسيا ، والشرق الأوسط الجديد ، و
أفريقيا الصاعدة ، وأمريكا الجنوبية ، و
هذه المناطق لا تنظر إلى واشنطن كقائد طبيعي، بل كـ طرف يحتاج إلى التكيف أو الانسحاب.
3. لأن العالم الثالث أصبح يمتلك القدرة على بناء “نظام بديل” ، مع أنه ليس قوياً عسكرياً، لكن قوته ناعمة وذكية : أسواق ضخمة ، تكنولوجيا منخفضة التكلفة ، و
ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر ، تكتلات اقتصادية جديدة ، وعي إنساني عابر للحدود ، وهو ما تخشاه واشنطن أكثر من الحرب نفسها.
رابعاً: البديل الإنساني — خارطة الطريق لنظام عالمي ما بعد الهيمنة ، وتتأسس الرؤية الإنسانية الكونية على عناصر بديلة قابلة للتطبيق :
1. نظام دولي متعدد المراكز ، حيث تتوزع القوة بين : آسيا ، الشرق الأوسط
إفريقيا ، أمريكا اللاتينية ، والمراكز الإنسانية الجديدة .
2. أمن إنساني بدل الأمن العسكري ،
حيث يتم قياس قوة الدولة بقدرتها على :
حماية الإنسان ، وتعزيز الصحة العالمية ، و
تحسين جودة الحياة ، وحماية البيئة ، و
رفع الوعي الاجتماعي ، وليس بحجم ترسانتها العسكرية.
3. اقتصاد كوني مفتوح لا يخضع لعملة واحدة ، ويفتح المجال أمام تعدد العملات، تنافسية عادلة، وابتكار تقنيات مالية خارج هيمنة الدولار.
4. إدماج الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في إدارة النظام العالمي ، بحيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً في : تحليل النزاعات ، و
إدارة الكوارث ، وتوزيع الموارد ، ومنع الحروب ، المعبأة بأفكار الظلام في عصور التخلف الحضاري ، وذلك عبر نموذج ذكاء “قيمي–إنساني”.
خامساً: الرسالة الاستراتيجية للولايات المتحدة ، في وقت نجد فيه أن العالم لا يتجه نحو إسقاط الولايات المتحدة،
ولا يسعى إلى تهميشها، ولكن ، لن يقبل استمرارها في دور القوة المهيمنة ، بالتالي
إذا رغبت واشنطن في الحفاظ على مكانتها العالمية، فليس أمامها سوى :
1. التحول من الزعامة إلى الشراكة .
2. من الهيمنة إلى التوازن .
3. من القوة العسكرية إلى القوة الإنسانية .
4. من المركزية إلى التعددية .
فالبديل الكوني–الإنساني أصبح حقيقة ناشئة، وستنضم إليه الأمم التي تبحث عن نموذج أكثر عدلاً واستمرارية.
وخلاصة القول : إنَّ استمرار الولايات المتحدة في سياسات الهيمنة تجاه العالم الثالث لم يعد مقبولاً من منظور التاريخ، ولا من منظور الوعي الإنساني العالمي الكوني الجديد ، ولن يطول الزمن قبل أن تدرك واشنطن أن دورها القادم لن يكون “القوة القائدة للعالم”، بل جزءاً من بنية عالمية أكثر إنسانية، وأكثر توازناً، وأكثر قدرة على صون مستقبل الإنسان الكوني ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .