أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
" حين تُنصِتُ الأرضُ لِمَن يَزرَعُها "
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام " حين تُنصِتُ الأرضُ لِمَن يَزرَعُها "

" حين تُنصِتُ الأرضُ لِمَن يَزرَعُها "

02-12-2025 12:04 PM

في زحمة التحولات الاقتصادية وتنامي التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، تبرز المهرجانات الزراعية الوطنية كنبض حيّ يعيد الاعتبار للمزارع، ويحتفي بجهده الخلّاق، ويُعيد وصل الإنسان بأرضه. ومن بين هذه الفعاليات يسطع مهرجان الزيتون الوطني الذي تحوّل إلى موسم سنوي ينتظره الأردنيون بفخر، كعرس وطني يفيض برائحة التراث وعرق الفلاحين.

هناك لحظاتٌ لا تُقاس بالوقت، بل بما تُوقِظه في الروح. وزيارة مهرجان الزيتون الوطني واحدة من تلك اللحظات التي يشعر فيها الإنسان أن الوطن ما يزال قادرًا على الالتفاف حول نخبة صامتة من أبنائه… أولئك الذين يفلحون الأرض بقلوبهم قبل أيديهم، ويتركون في التراب أثرًا يشبه أثر القديسين.

بين أروقة المهرجان، كانت الوجوه تعبّر عن شيء أعمق من البيع والشراء؛ مزيج من الفخر والتعب واليقين. كل مزارع هناك يقف أمام إنتاجه وكأنه يعرض جزءًا من روحه. لا يعلو صوته، ولا يبحث عن الأضواء، فهو يعرف أن ما يقوله زيتُه يكفي، وأن لون حبّاته يكتب شهادة صدق لا تحتاج إلى تعليق.

فهؤلاء هم الجنود الذين يحرسون أمن البلد الغذائي،
في هذه المهرجانات، لا تُعرض المنتجات فقط، بل تُصنع ثقافة. ثقافة التميز، ثقافة المنافسة النزيهة التي تُجبر كل منتج أن يرتقي، لأنه يزرع الجودة لا المجاملة. وهكذا تتسع الدائرة ويرتفع مستوى الإنتاج ، ويكبر وعي المستهلك، ويُعاد الاعتبار لإسم “صُنِعَ في الوطن”.

إنها ساحات تُعَلّمنا أن الأرض لا تُحب إلا من يأخذها على محمل الجد.

الزيتون ليس ثمرة فقط ؛ إنه سرد طويل من الصبر، تمامًا كما أن كل قطرة زيت هي حكاية عام كامل من الشمس والرياح والمطر. حين تلمس عبوة الزيت بيدك، كأنك تلمس تاريخًا مشتركًا، وجذورًا تمتدّ في وجدان كل بيت، وذاكرة لا تزال تحفظ أول رغيف غُمِس بزيت البيت.

صحيح أن المهرجانات تحرّك السوق، وتمنح آلاف العائلات فرصة للرزق، لكنها تفعل شيئًا أبعد من ذلك. إنها تعيد صياغة علاقة الإنسان بوطنه. فحين يرى المواطن مزارعًا يقف شامخًا أمام إنتاجه، يدرك أن قيمة الوطن ليست في جغرافيته فقط، بل في أولئك الذين يمنحونه معنى ورائحة وقدرًا من الكرامة.

خرجتُ من المهرجان وأنا أكثر يقينًا بأن المزارع لا يحتاج إلى هتاف… بل إلى من يرى. وأن الأرض لا تحتاج إلى خطاب… بل إلى يد تعرف كيف تُربّت على كتفها.

وأن المهرجانات الزراعية الوطنية ليست مجرد أيام من الاحتفال، بل وصيّة خضراء تقول لنا:
من يزرع اليوم، يكتب الغد…
ومن يحفظ الزيت، يحفظ الذاكرة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع