آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
كتب : الدكتور احمد الوكيل - يبدو أن العالم يقف اليوم أمام مشهد غير مسبوق من الاستعلاء السياسي، بعدما وصل التمادي الأمريكي إلى حدّ إبلاغ رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بضرورة أخذ عائلته ومغادرة البلاد والتخلي عن الحكم، وكأن الدول أصبحت ولايات تابعة، تُدار بالأوامر والإنذارات. هذه ليست مجرد خطوة دبلوماسية خشنة، بل تعبير صارخ عن غطرسة أمريكية مخلوطة بجنون العظمة، تتجاوز كل قواعد العلاقات الدولية.
ما يزيد المشهد خطورة هو عجز القوى الكبرى—روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي—عن اتخاذ موقف واضح أو فاعل. صمتٌ يقترب من التواطؤ، أو على الأقل من داء الجبناء السياسي الذي يمنعهم من مواجهة التفرد الأمريكي. والأسئلة التي تفرض نفسها بقوة:
هل أصبحت الولايات المتحدة تعتبر نفسها مخوّلة بإسقاط أي نظام دولي بمجرد إصدار "أمر" بالمغادرة؟
هل نحن على أبواب نهج جديد للإطاحة بالحكومات بمجرد رسالة دبلوماسية تحمل كلمة "ارحل"؟
إن ما جرى مع فنزويلا لا يمكن اعتباره حادثة عابرة، بل هو نموذج أولي لـ"النسخة الجديدة" من الهيمنة الأمريكية، نسخة لا تستخدم الجيوش فقط، بل لغة فوقية تضع رؤساء الدول في خانة الموظفين الذين يمكن فصلهم بقرار واحد. وإذا أصبح هذا النموذج مقبولًا دوليًا، فسيكون العالم أمام نظام أحادي قطبي أكثر فجاجة مما عرفناه بعد الحرب الباردة.
ويبرز هنا السؤال الأكثر إلحاحًا:
هل ستكون الحالة الفنزويلية بداية لعبة شطرنج دولية تُحرك فيها الولايات المتحدة القطع كما تشاء؟
ولماذا يلتزم الروس والصينيون والأوروبيون صمتًا محيرًا، رغم أن التدخل كان ممكنًا بالحوار أو الضغط السياسي أو حتى المواقف الرمزية؟
أما مجلس الأمن الدولي، فقد عاد إلى دوره المألوف: الصمت المتعمد. صمت يطرح تساؤلات وجودية حول جدوى وجود مؤسسة يُفترض أنها أقيمت لحماية الاستقرار الدولي، فإذا بها تتفرج بلا رد فعل أمام خرق واضح لمبادئ السيادة.
إننا أمام مرحلة دقيقة، وربما خطيرة، من عمر النظام الدولي. مرحلة قد تتحول فيها الهيمنة الأمريكية من نفوذ سياسي وعسكري إلى إملاءات مباشرة للحكام والشعوب. وإذا استمر الصمت الدولي، فقد نستيقظ يومًا لنجد أن الإطاحة بالحكومات أصبحت إجراءً إداريًا أمريكيًا لا يحتاج إلا إلى توقيع من البيت الأبيض.
وما لم تستيقظ الدول الكبرى، وما لم يستيقظ المجتمع الدولي من سباته، فإن الندم لن ينفع حين تصبح كل الدول—بلا استثناء—تحت رحمة قرار يصدر من العاصمة واشنطن.