أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
المخطط الخفي للتهجير القسري الناعم ، و سور برلين الجديد في غزة ... !! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة المخطط الخفي للتهجير القسري الناعم ، و سور...

المخطط الخفي للتهجير القسري الناعم ، و سور برلين الجديد في غزة .. !!

23-11-2025 08:22 AM

في تقديرنا الاستراتيجي، ما يجري اليوم ليس مجرد تدهور إنساني في غزة، ولا سلسلة إجراءات أمنية ظرفية، بل مشروع هندسة ديموغرافية مبرمج يهدف إلى صناعة واقع جديد على الأرض، تمهيداً لإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة ، والمؤلم أن الخطة تتحرك بهدوء، وتستند إلى ما يمكن تسميته التهجير القسري الناعم ، تهجير يتم دون إعلان، ودون صور شاحنات عسكرية، ولكن بأدوات أكثر فاعلية وخطورة ، سيما وأن انتقال مجموعات من الفلسطينيين نحو جنوب أفريقيا والتخطيط لترحيل دفعت جديده إلى السودان ليس ظاهرة عشوائية، بل مؤشر أولي على سياسة إعادة التوطين البعيدة، التي تُفتح بواباتها تحت شعارات "الحماية" و"الفرص" و"الحلول الإنسانية" ، في حين أن جوهر هذه السياسة هو تفريغ الأرض من شعبها عبر دفعه إلى الهجرة الذاتية المتولدة من انهيار شروط الحياة ، سيما وأن حقائق الواقع المصطنع مريرة من خلال ما يلي :
أولاً: النظام الجديد للتهجير — تدمير البيئة وخلق الخروج الطوعي ، بعدما فشل
التهجير القسري التقليدي ، إلا أن
البديل الأخطر بدأ ، بعد انهيار البنية التحتية بالكامل ، وتفكك النظام الصحي ، وقطع الخدمات والرواتب ، وخلق ندرة غذائية مقصودة ، نتحدث عن ضغط اقتصادي ونفسي ساحق ، وغير مسبوق تاريخياً ، وهذه البيئة مصممة لإنتاج قرار فردي بالخروج يبدو طوعياً على الورق، لكنه في الحقيقة قرار مُجبَر عليه وفق القانون الدولي، ويقع تماماً ضمن تعريف التهجير القسري غير المباشر في اتفاقيات جنيف.
ثانياً: سور برلين الجديد داخل غزة ، خصوصا وأن ما يُراد تشييده اليوم هو أكثر من منطقة عازلة ، إنه فاصل جغرافي-أمني يقسم غزة إلى شطرين :
1. شمالٌ مدمّر وممنوع العودة إليه ، مما
ستُترك مساحات واسعة كأحزمة أمنية ومناطق عمليات، تعمل كصمّام يمنع إعادة التجمّع السكاني.
2. جنوب مكتظّ، هشّ، قابل للانفجار ، و
جيب إنساني مضغوط تحت رقابة مشدّدة، قابلاً للسقوط في أي لحظة نحو "الخروج الخارجي" ، وهذا ليس حاجزاً أمنياً ، إنه سور برلين جديد، لكن على أرض فلسطينية، يُراد له أن يكون فاصلاً سياسياً وديموغرافياً، يدفن حل الدولتين نهائياً ويعيد تعريف الصراع لسبعة عقود قادمة.
ثالثاً: الخطر الأكبر — تحويل غزة لمختبر هندسة بشرية ، سيما وأن المشروع الجاري لا يستهدف غزة وحدها، بل يسعى لإعادة تشكيل المسألة الفلسطينية بحيث تصبح للأسف الشديد :
مسألة “سكان” لا “شعب”، ومسألة “معيشة” لا “حق”، ومسألة “توطين بديل” لا “عودة” ، بالتالي هذه ليست أزمة إنسانية تُعالج بالمساعدات ،إنها عملية سياسية عميقة تُنفّذ بأدوات إنسانية ظاهرية ، و
برامج إعادة إعمار مشروطة ، وممرات إنسانية مدروسة ، واتفاقيات استضافة برعاية دولية ، وهجرة "قانونية" محكومة باليأس لا بالاختيار ، نتحدث عن قمة الهندسة البشرية الديموغرافية ، و
تغيير الشعب عبر تغيير شروط حياته.
رابعاً: التوصيف القانوني الدولي — جريمة تهجير قسري مكتملة الأركان ، ووفق القانون الدولي الإنساني ، يعتبر أي انتقال سكاني ناتج عن ضغط ممنهج، أو خلق ظروف حياتية غير قابلة للاستمرار،أو نقل لمدنيين نحو دول أخرى أو مناطق داخلية ،
جريمة تهجير قسري واضطهاد ديموغرافي وجريمة ضد الإنسانية حتى لو تمّ تحت شعار "الخروج الطوعي" ، وهو ما يتطابق تماماً مع الوقائع الحالية.
خامساً: ما الذي يعنيه ذلك للجغرافيا الإقليمية؟!! نتساءل لأن المشهد أكبر من غزة ، خاصة وأن هناك إعادة توزيع للأوراق الإقليمية ، فالمعركة بين القوى الكبرى تُدار فوق الخارطة الفلسطينية ، ومشروع لإعادة رسم الشرق الأوسط عبر إضعاف المكوّن الفلسطيني وإعادة تدويره سكانياً وجغرافياً ، لهذا فإن ما يحدث اليوم هو بذاته خطر وجودي على الاستقرار الدولي، وليس على الفلسطينيين وحدهم ، والحقيقة أننا أمام مشروع لا يمكن السماح له بالمرور ، نعم ، مشروع تهجير قسري ناعم ، يتكامل مع سور برلين فلسطيني،
ويهدف إلى تفريغ الأرض من شعبها عبر أدوات إنسانية ظاهرية ، بالتالي
يجب تسمية الأشياء بأسمائها ، وضمن هذه الحقائق فإن ما يحدث ليست عمليات إغاثية ، بل عمليات إعادة هندسة إنسانية هي الأخطر منذ نكبة 1948 ، وفي تقديرنا فإن المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية تقع على المجتمع الدولي ، ولا يجوز أن يقف صامتاً أمام كارثة صُمّمت لتبدو إنسانية بينما هي تكتيك سياسي لا يقل خطورة عن حرب الإبادة ذاتها ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع