أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ثقافة تحريف الحروف

ثقافة تحريف الحروف

28-01-2012 01:04 AM

ثقافة تحريف الحروف
بقلم الدكتور: محمد فاروق المومني
ضمن حملة مدروسة كانت تستهدف تدمير التاريخ الإسلامي التركي وقطع الصلات التركية بالشعوب العربية تم في عهد أتاتورك استبدال الحرف العربي الذي كان مستخدما في اللغة العثمانية بالحرف اللاتيني واستبدلت العمامة بالطربوش .....

هذه التبدلات الجوهرية التي جرت على أسس الثقافة وشكل المعيشة في تركيا اعتبرها البعض فتحا جديدا وبداية عهد التقدم والحداثة . وأصبح أتاتورك في نظر هؤلاء بطلا قوميا وصانعا لتركيا الحديثه ، بينما اعتبره البعض الآخر مدمرا للأمجاد الوطنية والتاريخ العثماني التليد ، الى حد قالت فيه أديبة تركية معروفة : كنا أول دولة في المشرق وجعلنا أتاتورك آخر دولة في المغرب . 

اليوم وبعد أن غابت من المضافات الأردنية كل الأجيال التي عاشت على حليب النوق والماعز ، طلع علينا جيلا جديدا ممن هجروا هذه المرابع وانضموا بشغف الى حلقات امتصاص (الكازوزه ) في الأزقة والحارات وتصدوا بجسارة عجيبة لثقافتنا الوطنية وموروثنا الفكري بسخرية واضحة بدأت بالإقدام على استبدال الحرف العربي في مراسلاتهم وخطاباتهم بالحرف اللاتيني ، ظنا منهم ان هذا الإستبدال يعد شكلا من أشكال التقدم والسمو والرفعة رغم خطورته الواضحة على لغتنا وثقافتنا وتاريخنا كله . 

هؤلاء الربع الذين تخلوا عن دور الإنتاج وتمسكوا بملذات النوم حتى الظهيرة تجاهلوا بكل بساطة أجدادنا الأوائل الذين كتبوا الأحرف العربية بماء الذهب وعلقوها بفخر واعتزاز على جدران الكعبة، ولم يعجب هذا الصنف من النبت الطائش في الدنيا غير استبدال هذا الحرف الذي تلألأ على صفحات القرآن الكريم بأحرف لغات الغزاة الذين افترسوا عقولهم برأي فاسد رغم ان هؤلاء المفترسين قد عجزوا عن كتابة سطر جديد من سطور الفلسفة النافعة للإنسانية أو المتفوقة على فلسفة الفارابي أو ابن رشد .
هكذا اعتدنا تلقي كل مقولة أو أكذوبة شاذة حملتها الينا الريح الغربية ، وكأنها رؤيا من رؤى الصالحين ، وصدقنا ببلاهة وذهول كل ما سمعناه عندما آمنا أن مكتشف البتراء هو (بيركهارت) رغم أنه وصل اليها بعدنا بآلاف السنين ، فحققنا بإيماننا هذا تجاهلا غريبا لأنفسنا ومواشينا التي لم تنقطع يوما عن الطواف بدهاليز هذا الصرح العظيم منذ توقف أزاميل الأنباط عن نحت غرف جديدة فيه حتى وصل اليه هذا المكتشف المزعوم ليدعي ببساطة فضل نبشه من تحت الرماد وتقديم أهله وصناعه أمام العالم وكأنهم أمة متطفلة على هذا التاريخ التليد ..
فإلى متى تستمر بنا هذه الغفلة والذهول والتخلي عن محاسن تراثنا الذي أفاد البشرية جمعاء واستبداله بالتلقي والتقليد الأعمى لكل ما يضر أو لا يفيد ، دون أن نستفيد من تجارب غيرنا في حسن العطاء والتلقي دون التخلي عن المحاسن الموروثه ؟
ليتنا استفدنا يوما من خبرة أهل المشرق الذين امتازوا بقصر القامة وضيق العيون و حسدونا دائما وأبدا على ثرواتنا وألوان عيوننا، ثم أبصروا كل الحقيقة بعيون تشبه عيون النمل البلدي ، ونحن عجزنا عن إبصار ابسط الحقائق رغم سعة العيون .
لم لا نستفيد من اليابانيين الذين تفوقوا على كل أوروبا في الصناعة والتجارة والتكنولوجيا ويتواصلوا مع كل شعوب الارض دون أن يرفعوا يافطة واحدة في بلادهم بغير اللغة اليابانية وهم يعتزون بلغتهم أيما اعتزاز ولم يفكروا بتبديل حرف واحد من حروفها أو كلماتها ، رغم أن أحرفها المسمارية تشبه آثار مخلب طير نبش التراب بحثا عن دودة ، و لم يتخلوا عن الفراش الأرضي في بيوتهم ولم يستبدلوه بالكنبة أوالكرسي ، ولايدخلون مجالسهم بالنعال حتى في مواقع العمل بغالبية الشركات الكبرى ولا يزالون يحتفظون (بالمطوى) والفراش الأرضي ولديهم فنادق خمس نجوم تقدم خدماتها على هذا الطراز القديم دونما حرج أو إحساس بالخجل كما نفعل .
وإذا كنا قد خسرنا كل امجادنا الغابرة نتيجة التخلي عن الإخلاص والوفاء الذي أوصى به الأجداد ، فإن خسارتنا هذه لا تعوضها العجرفة الجديدة على لغة القرآن وتحريف حروفها المقدسة ، لأن هذه العجرفة البغيضة التي بلغت منزلة الكفر وجحود النعم ، تعد شكلا من أشكال الإقدام على هدم تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا بأيدينا ، ولا بد أن أخطارها وأضرارها الماحقة تفوق كل الهزائم العسكرية والسياسية التي لحقت بالعرب منذ تاريخ غزو المغول والتتار حتى يومنا هذا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع