أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الوطن في شِنتة سفر
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الوطن في شِنطة سفر

الوطن في شِنطة سفر

13-11-2025 11:15 AM

يا وطني اسمعنا قليلا لأننا تعبنا من الكلام الرسمي ومن التصريحات التي لا تُشبه وجعنا نحن جيلٌ صار يحمل الوطن في شِنتة سفر جيلٌ تعلّم أن الحب وحده لا يُشبع الجوع ولا يُدفع به إيجار بيت ولا يُؤمَّن به مستقبل ولا زواج ولا بيت ولا كرامة
الناس اليوم ما عادوا يحلمون بالثراء صاروا يحلمون بفرصة بسيطة ببابٍ يُفتح دون واسطة براتبٍ لا يُهين كرامتهم بكرسيٍ لا يُمنح بالولاء بل بالكفاءة صرنا نحلم أن نحيا فقط لا أكثر لا امتيازات ولا عطايا فقط حياة عادلة فيها أمل
أمام مؤسسات التوظيف ترى طوابير الشباب كأنهم ينتظرون قارب نجاة لا وظيفة وبعضهم يمر على إعلانات الهجرة كمن يمر على نداء الخلاص هناك أسماء لامعة على الإنترنت شركات ومؤسسات ترفع شعارات براقة عن المستقبل والعمل في الخارج واحدة منها اسمها مؤسسة البارون يقال إنها تفتح أبواب أوروبا وكندا والخليج أمام الشباب الأردني بخدمات تبدو ميسّرة وسريعة وكأنها تقول لهم اتركوا وجعكم هنا وتعالوا ابحثوا عن نفسٍ جديد هناك
البارون صارت أشهر من وزارة العمل بين الشباب لأنها تعد بما لا يستطيع أحد في الداخل أن يعد به عقد عمل وسكن وتأمين صحي واحترام والكل يسأل نفسه لماذا صارت مؤسسات كهذه أكثر مصداقية من وعود الحكومة ولماذا صارت شِنتة السفر أكثر أمنًا من بطاقة الأحوال ولماذا صار المطار حلمًا والبيت عبئًا
في المقاهي تسمع حديث الشباب كلهم يريدون يهاجرون كلهم يخططون لتجميع الأوراق للتقديم للهجرة أو العمل في الخارج بعضهم يبيع سيارته وبعضهم يبيع ذهب أمه وبعضهم يبيع عمره في انتظار تأشيرة كلهم يقولون إن الوطن ما عاد يحتملنا ولا نحتمله صار ضيقًا مثل الراتب وصار صعبًا مثل الوظيفة
يا وطن الشباب مش ناقصهم انتماء ناقصهم عدالة ناقصهم فرصة ناقصهم من يسمعهم بصدق كل يوم نسمع عن مبادرات تشغيل عن برامج شبابية عن فرص تدريبية ولكن الحقيقة أن أغلبها كلام على الورق ومؤتمرات أمام الكاميرات وينتهي كل شيء بعد الصورة ويبقى الشاب في بيته يطالع جدار الأمل الفارغ
الوطن الجميل الذي في النشيد والكتب المدرسية لا يشبه الواقع الذي نعيشه شباب الجامعات يحملون شهاداتهم ويمشون بها في الشوارع كمن يحمل وردة ذابلة لأن لا أحد يمد يده ليقطفها البطالة صارت لغة رسمية والعجز صار سياسة وصار السفر هو الحلم الوحيد الباقي
أقولها بصراحة مؤلمة صرنا نحب الوطن بصمت ونهاجره بصوتٍ منخفض لأننا لا نريد أن نحقد عليه لكننا نحقد على من جعله يضيق بنا من جعلنا نغادره كما يُغادر الموج الشاطئ حين لا يجد مكانًا يرتاح فيه
مؤسسة البارون وغيرها لم تخلق فكرة الهجرة بل وجدت سوقًا من اليأس واستثمرت فيه وجدت جيلاً يعرف أن كفاءته لن تُقدّر في الداخل فبحث عن الخارج وجدت شبابًا تعبوا من الانتظار على أبواب الوعود وجدوا في السفر فرصة لينتصروا على الإهمال
يا من تمسكون القرار لا تهاجموا من يسافر بل اسألوا أنفسكم لماذا يسافر لماذا يختار الغربة وهو يعرف أن الغربة موتٌ مؤجل لأن الغربة ليست راحة لكنها كرامة والغريب الذي يجد كرامته هناك لم يجدها هنا
الأردني حين يسافر لا ينسى بلاده يحملها معه في كل مطار وفي كل عمل وفي كل دمعة حنين لكنه أيضًا يحمل معها وجعها حمل الضرائب والغلاء والبطالة والواسطة حمل شعورًا عميقًا بأنه غير مرغوب فيه في وطنه وأن كل شيء فيه صار محسوبًا على أحد إلا الكفاءات
حين ترى المطار تعرف أن الوطن ينزف بصمت ترى الشباب يودعون أمهاتهم ووجوههم تقول أكثر من ألف خطاب وطني تراهم يغادرون كأنهم يهربون من حلم مكسور لا من وطنٍ كامل
لو أن الوطن كان أكثر عدالة لكانت مؤسسة البارون قد أغلقت أبوابها من قلة الطلب ولو أن الفرص كانت متاحة لما فكر شاب واحد أن يرمي عمره في غربةٍ باردة ولو أن الوظيفة تُمنح بالحق لا بالواسطة لكانت الشِنتة رمزًا للرحلات لا للوطن
الوطن اليوم يحتاج أن يسمعنا بصدق لا بخطب ولا مؤتمرات يحتاج أن يرى الوجع في عيون شبابه لا أن يحصي أعداد المغادرين في الإحصاءات الرسمية يحتاج أن يعرف أن أخطر هجرة ليست من المطارات بل من القلوب حين يفقد الشباب الإيمان أن الغد ممكن
يا وطننا الجميل ما زال فيك ما يستحق البقاء لكن البقاء صار صعبًا لا نريد أن نحملك في شِنتة سفر نريدك أن تسكن في صدورنا بلا وجع نريدك أن تعود بيتًا لا معبرًا أن تعود وعدًا لا جوازًا أن تعود وطنًا لا محطة انتظار








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع