آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
رغم امتلاك إيران لأحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، تواجه الدولة أزمات اقتصادية واجتماعية متصاعدة تشمل ارتفاع التضخم، البطالة، تراجع القدرة الشرائية، وتدهور جودة الحياة ، لهذا تهدف هذه العجالة إلى تحليل الأسباب البنيوية والسياسية والاقتصادية وراء هذه المفارقة، مع مقارنة معيارية بدول كاليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، التي تتمتع بمستوى معيشة أفضل رغم قلة الموارد الطبيعية.
إيران، النفط، الغاز، الاقتصاد الريعي، التنمية المستدامة، العقوبات الدولية، الحوكمة، الدولة الحديثة.
تطرح التجربة الإيرانية تساؤلات جوهرية حول العلاقة بين الثروات الطبيعية ومستوى رفاهية المواطنين ، فوجود النفط والغاز لا يضمن بالضرورة رفاهية اقتصادية أو استقرار اجتماعي، كما يوضح الرئيس الإيراني في تصريحاته الأخيرة حول المقارنة مع تركيا وكوريا واليابان ، بالتالي تركز هذه العجالة على تحليل هذه المفارقة باستخدام الإطار النظري للدولة الريعية، ونظرية الاعتماد على الموارد الطبيعية، مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات الخارجية كالعقوبات والعزلة الاقتصادية، والبعد الداخلي كضعف الحوكمة والإدارة الاقتصادية.
أولاً: الإطار النظري
1.1 الدولة الريعية و"لعنة الموارد"
وفق نظرية “لعنة الموارد” (Sachs & Warner, 2001)، الدول الغنية بالموارد الطبيعية غالبًا ما تواجه تباطؤ النمو الاقتصادي، ضعف المؤسسات، وزيادة الفساد.
الإيرادات النفطية الكبيرة، إذا لم تُستثمر في تنويع الاقتصاد أو تطوير البنية التحتية، تتحول من فرصة إلى قيد يحد من الاستدامة الاقتصادية.
1.2 الاقتصاد السياسي للإعتماد على النفط
الاعتماد على النفط يقلل الحافز للقطاعات الإنتاجية الأخرى، ويخلق اقتصاداً أحادي الجانب يعتمد على التصدير دون تطوير الصناعات التحويلية أو الابتكار.
هذا النمط يظهر في إيران حيث تمثل صادرات النفط والغاز أكثر من 60% من إيرادات العملة الصعبة (IMF, 2024).
ثانياً: العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة
2.1 العقوبات الدولية
أدت العقوبات الاقتصادية منذ الثورة الإسلامية 1979 وتصاعدها بعد 2018 إلى تجميد الأصول المالية، تقليص صادرات النفط، وصعوبة الوصول إلى الأسواق العالمية (Carnegie Endowment, 2025).
انعكاس هذه العقوبات يظهر في ارتفاع التضخم الذي تجاوز 45%، وتدهور العملة الوطنية بما يزيد عن 90% خلال عقد واحد (World Bank, 2025).
2.2 الفساد وضعف الحوكمة
تشير منظمة الشفافية الدولية (2024) إلى احتلال إيران المرتبة 147 من 180 دولة في مؤشر إدراك الفساد.
التداخل بين الدولة والقطاع شبه العسكري والاقتصادي أدى إلى ضعف الاستثمارات، تعطيل المشاريع الإنتاجية، وتشويه منظومة الدعم الاقتصادي.
2.3 ضعف البنية التحتية والطاقة
على الرغم من وفرة الغاز، تواجه إيران نقصًا في الطاقة الكهربائية والصناعية بسبب ضعف الاستثمار في البنية التحتية وتدهور المحطات (DW, 2025).
هذه الأزمة تحد من قدرة الدولة على زيادة الإنتاج الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة.
ثالثاً: المقارنة الدولية وصفياً
عند مقارنة تجربة إيران مع دول مثل تركيا وكوريا الجنوبية واليابان، يتضح أن وجود الموارد الطبيعية لا يضمن رفاهية اقتصادية. تركيا، على سبيل المثال، تمتلك موارد طبيعية محدودة نسبيًا، لكنها اعتمدت على تنويع صناعاتها والتحول نحو الاقتصاد المعرفي والخدمات، ما رفع الناتج المحلي للفرد إلى حوالي 14,300 دولار في عام 2024، مع مؤشر فساد متوسط، واقتصاد أكثر مرونة من الناحية الإنتاجية.
كوريا الجنوبية، التي لا تمتلك نفطًا أو غازًا، بنت اقتصادًا قائمًا على التكنولوجيا والصناعات التحويلية المتقدمة، مما رفع ناتجها المحلي للفرد إلى نحو 47,000 دولار، مع مؤشر فساد منخفض واقتصاد معرفي متنوع يضمن استدامة النمو.
أما اليابان، أيضًا بلا نفط، فقد ركزت على الاقتصاد التكنولوجي والخدمات، محققة ناتجًا محليًا للفرد يقارب 51,000 دولار، مع مستوى فساد منخفض جدًا واقتصاد عالي الابتكار، وهو ما يؤكد أن الإدارة الرشيدة والتنويع الاقتصادي هما العاملان الرئيسيان في رفع مستوى المعيشة والرفاه، بغض النظر عن الوفرة الطبيعية أو ندرة الموارد.
في المقابل، الاقتصاد الإيراني، رغم وفرة النفط والغاز، يعاني من اعتماد أحادي على هذه الموارد، وفساد إداري مؤسسي، وعزلة اقتصادية، ما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي للفرد إلى نحو 5,600 دولار، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وضعف رفاهية الحياة اليومية.
رابعاً: النتائج
1. وجود الموارد الطبيعية وحده لا يضمن رفاهية المواطنين أو استقرار الاقتصاد.
2. الاعتماد المفرط على النفط مع ضعف التنويع الاقتصادي يعزز هشاشة الاقتصاد أمام الصدمات.
3. العقوبات والعزلة الدولية تحد من قدرة الدولة على الاستفادة من مواردها.
4. الفساد وسوء الإدارة يضعف فعالية السياسة الاقتصادية ويعطل التنمية المستدامة.
خامساً: التوصيات الاستراتيجية
1. تنويع الاقتصاد: تطوير الصناعات التكنولوجية والمعرفية، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال.
2. إصلاح الدعم: الانتقال من الدعم السلعي إلى التحويل النقدي المباشر للفئات المستحقة.
3. تعزيز الحوكمة: الحد من احتكار السوق من قبل المؤسسات شبه العسكرية وتحسين الشفافية.
4. تخفيف العزلة الدولية: الانخراط الدبلوماسي والاقتصادي تدريجيًا لتسهيل الاستثمار والتجارة.
5. تعزيز البنية التحتية والطاقة: تحديث محطات الكهرباء والغاز لضمان استقرار الإنتاج الصناعي.
وأخيراً وليس بأخر تُظهر تجربة إيران أن الثروة الطبيعية ليست ضمانة لرفاهية المواطنين، بل القدرة المؤسسية والحوكمة الرشيدة والتنوع الاقتصادي هي المحدد الأساسي لمستوى الرفاه والاستقرار ، و
يتطلب الخروج من المأزق الإيراني إعادة هيكلة شاملة للنظام الاقتصادي والسياسي، وخلق اقتصاد معرفي متنوع يستفيد من الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، مع تقليل الاعتماد على النفط والغاز فقط ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي.