آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
زاد الاردن الاخباري -
قِبلةُ المشكلة واضحة: المقابر الكبرى في العاصمة تقترب من حدّ الإشباع، وتكاليف الدفن تتحول إلى عبء موازٍ لتكاليف الزواج، ما يضع آلاف العائلات أمام خيارات قاسية ويُشكّل تحدّياً حضرياً واجتماعياً متصاعداً.
تُشير بيانات بلدية عمان وفق تحقيق لمراسل "اندبندنت" البريطانية الزميل طارق ديلواني وتقديرات خبراء التخطيط إلى وجود نحو 133 مقبرة داخل المدينة، فيما تتراوح حالات الوفاة في العاصمة بين 7 و8 آلاف سنوياً. على مستوى المملكة تُقدَّر الوفيات بنحو 35–40 ألف حالة سنوياً، ومع معدل نمو سكّاني يقارب 2.1% قد يرتفع العدد إلى نحو 50 ألف وفاة سنوياً بحلول منتصف العقد المقبل، مما يزيد الضغط على المساحات المخصّصة للدفن.
الضغط المكاني يتقاطع مع ضغط مادي واضح: تكلفة إنشاء القبر الحقيقية تُقدَّر بنحو 600 دولار بينما الرسوم المحصلة من المواطنين لا تتجاوز نحو 65 دولاراً، ما يترك فجوة مالية على أَمانة العاصمة ويدفع نحو بروز سوق سوداء لتجارة القبور وممارسات وساطة غير قانونية تستغل حاجة الأهالي.
الخيارات التقليدية لتوسيع المقابر إلى أطراف المدينة ثبتت محدوديتها، إذ يتحوّل امتداد العمران إلى احتلال لتلك الأطراف مع مرور الزمن، بينما تبقى تحديات البنية التحتية وسهولة الوصول وسجلات القبور من العقبات الرئيسية أمام مقترحات النقل أو التوسع.
الآثار الاجتماعية حادة: تكاليف الجنازة والولائم والتقاليد المرتبطة بالعزاء تضغط على الأسر الفقيرة وتدفع بعضها إلى الاقتراض أو الاعتماد على المساعدات، فيما تنبه منظمات مجتمع مدني إلى أن تجارة القبور وغياب الرقابة تضر بالعدالة الاجتماعية وبثقة الجمهور في مؤسسات إدارة الموت.
المطالِب العملية تتركز في سياسات تخطيطية ودينية واجتماعية متوازنة: توثيق رقمي لسجلات القبور وخرائط مواقعها، دراسة آمنة ومبنية على إفتاء ديني لمساحات الدفن العمودية أو المقابر المشتركة ضمن ضوابط شرعية، إنشاء صندوق اجتماعي لتمويل دفن الفقراء، وتسريع تنفيذ مشاريع المقبرة المخططة (من ضمنها مشروع بمساحة كبيرة قيل إنه يوفّر خدمة لسنوات طويلة) مع ضمان الشفافية في التكاليف والرسوم.
الخبراء يلحون على أن ملف المقابر يجب أن يُدرج ضمن أولويات التخطيط الحضري مثل الماء والطاقة والإسكان، لأن استمرار التوسع الأفقي بدون سياسات مدروسة قد يخلق أزمة أرضٍ جديدة تمس الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.
الخلاصة: إدارة الموت ليست شأنًا هامشيًا؛ إنها جزء من البنى الحضرية والذاكرة الاجتماعية وتحتاج إلى حلول تقنية وقانونية ودينية وسياسات تمويلية واضحة لحماية الفقراء ومنع استغلال السوق السوداء، مع ضرورة حوار مجتمعي واسع لتبني أي تغييرات تمس عادات الناس ومعتقداتهم.