أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي

قانون المنسف

21-09-2025 01:03 PM

عاطف أبو حجر - أيها السادة، دعونا نتفق منذ البداية على أن المنسف ليس مجرد طعام عادي، بل هو امتحان إنساني في الصبر، واللباقة، والتحكم في النفس. فهناك لحظات فارقة في حياة الإنسان: مثل يوم نجاحك في التوجيهي، ويوم تخرجك من الجامعة، ويوم عرسك، وأول مواجهة مباشرة مع المنسف في مناسبة عامة بعد بلوغك سن الرشد.

أولاً: مرحلة التجهيز.
وبعد دخولك حدود ساحة المناسبة وجلوسك على المقعد تكون مرحلة التجهيز، وتكون حالة استنفار من الجميع: ضيوف ومحلية.
المنسف يبدأ برائحة السمن البلقاوي قبل اللحظات الحاسمة بدقائق، حيث يقف مجموعة من الشباب وهم يحملون المناسف فوق رؤوسهم لتوزيعها ووضعها على الطاولات أمام المعازيم في مشهد درامي مؤثر يحبس الأنفاس. الجميع يراقب المشهد بشغف، ولا أحد ينطق بكلمة واحدة، الكل ينتظر كلمة المعزِّب: "أهلاً وسهلاً بالجميع، تفضلوا على غداكم."
في هذه المرحلة، المطلوب من الإنسان أن يتصرّف بتوازن: لا يبالغ في التذمّر من "ثِقل" الرائحة، ولا يتقمّص دور شاعر غزل يصف "عطر الجميد الكركي". كن وسطياً، أشِر برأسك بإعجاب، وقل جملتك الشهيرة: "الله يعطيكم العافية… ياريتوا صبّار بركة."

ثانياً: مرحلة الهجوم على السفرة.
هنا يختلف الناس: هناك من يندفع بكل قوته، يفتح الأكمام، ويعتبر المنسف معركة كرامة. وهناك من يتصنّع الرشاقة، يدحبر بهدوء وبكل احتراف، يلتقط حبات رز كأنه في حمية غذائية. والحقيقة أن لا هذا ولا ذاك مقبول؛ التوازن مطلوب. خذ حصتك بكرامة، لا تسابق، ولا تترك نفسك جائعاً.

ثالثاً: فن الأكل في المناسبات.
المنسف له بروتوكول خاص: الأكل باليد واجب تقليدي، لكن بدون أن تتحول يدك إلى خلاط كهربائي. دحبر على راحتك وخذ لقمة معقولة، شكّلها برشاقة، ولا تبالغ في الضغط حتى تتحول إلى "كرة بلياردو" قد تقتلك لو حصل لا سمح الله وزرطت، وإجت حبة رز بمجرى التنفس، وهيك بتروح بجيبتك وبتموت بفضيحة.
أيضاً، لا داعي للهرجة، السوالف والتنظير وإلقاء الخطب أثناء الأكل؛ فالناس جائعون، يريدون التركيز بتناول الطعام، لا الاستماع إلى قصصك وبطولاتك التي سمعوها عشرات المرات.

وأخيراً: مرحلة الانسحاب المركز والتكتيكي.
حين تشعر أن معدتك رفعت الراية البيضاء، انهض بهدوء. لا تترك خلفك جبلاً من العظام كأنك شاركت في حملة إغاثة، ولا تضع ورق القصدير فوق الرز كأنك أعلنت الحداد. انسحب بأدب، وابتسم.

المنسف امتحان في الإنسانية قبل أن يكون امتحاناً في الهضم. والتوازن هو المفتاح: لا تكن شرهاً فتُحرج نفسك، ولا متصنعاً فتثير الشبهات. كُل، واشكر، وابتسم… والباقي على الجميد.
واعلم يا صديقي أن الذي يخرج منتصراً من "موقعة المنسف" ليس من أنهى اللحم أولاً، ولا من دحبر وشكَّل أكبر كرة رز، بل من استطاع أن يحافظ على وقاره وابتسامته… وهو يلحوس أصابع يده بشكل مقزز، أو يحاول أن يربط حزام بنطاله بصعوبة بعد مخالفة لجميع قوانين المنسف المتعارف عليها.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع