أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الفيتو… أداة سمجة ودلالة على أن الاستعمار ما زال قائمًا بغطاء دولي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الفيتو… أداة سمجة ودلالة على أن الاستعمار ما...

الفيتو… أداة سمجة ودلالة على أن الاستعمار ما زال قائمًا بغطاء دولي

21-09-2025 01:56 PM

كتب : الدكتور احمد الوكيل - منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية، كان يُفترض أن تكون المنظمة مظلة للعدالة الدولية، وساحة لتغليب صوت القانون على منطق القوة. غير أنّ النظام الذي صُمّم به مجلس الأمن جعل العدالة مرهونة بإرادة خمس دول كبرى، تمتلك وحدها حق النقض (الفيتو)، لتفرض مصالحها على العالم، ولو كان الثمن ملايين الأرواح وخراب الأوطان.

حق النقض أُعطي للدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) بحجة أنها القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وبذريعة الحفاظ على السلم العالمي ومنع القرارات التي قد تهدد "الأمن الدولي". إلا أنّ الواقع أثبت أن الفيتو لم يكن سوى أداة لتكريس النفوذ، ووسيلة لشرعنة الهيمنة الاستعمارية بصيغة جديدة.

على مدى العقود الماضية، استخدم الفيتو أكثر من 300 مرة، منها أكثر من 80 مرة من الولايات المتحدة وحدها لتعطيل قرارات تدين إسرائيل أو تطالب بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية. وهو ما جعل مجلس الأمن عاجزًا عن اتخاذ أي إجراء فعلي تجاه الاحتلال الممتد منذ 1948، رغم وجود عشرات القرارات الدولية التي بقيت حبرًا على ورق.

إذا كان الاستعمار التقليدي في القرنين التاسع عشر والعشرين يقوم على الاحتلال العسكري المباشر، فإنّ الفيتو اليوم يُعيد إنتاج هذا الاستعمار بصورة مقنّعة:

يمنح الدول الكبرى غطاءً لنهب الموارد عبر تعطيل أي قرار يقيّد مصالحها الاقتصادية أو العسكرية.

يحمي الاحتلالات والأنظمة التابعة، ويمنع الشعوب من ممارسة حقها في تقرير المصير.

يُستخدم أحيانًا كسلاح تفاوضي في ملفات لا علاقة لها بالقرار المطروح، بما يحوّل قضايا الشعوب إلى أوراق مساومة على طاولة الكبار.

بهذا المعنى، يصبح الفيتو ليس مجرد "حق إجرائي" في مؤسسة دولية، بل أداة سياسية سمجة تُكرّس منطق القوة على حساب العدالة، وتعيد إنتاج فلسفة الاستعمار تحت غطاء قانوني.

تظهر المفارقة بوضوح حين نقارن بين سرعة تحرك مجلس الأمن والدول الغربية تجاه الحرب في أوكرانيا، وما رافقها من عقوبات على روسيا، وبين الصمت الطويل والممنهج على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. هنا يُستخدم الفيتو الأميركي باستمرار لإفشال أي قرار يطالب بحماية الفلسطينيين أو إنهاء الاستيطان، بينما تتحرك نفس الدول باسم "القانون الدولي" عندما يكون المعتدي خصمًا لها.

إنّ استمرار العمل بالفيتو هو بمثابة مباركة دولية غير معلنة لبقاء الاستعمار، بصيغته الجديدة: استعمار بالقرارات، بالقوة الاقتصادية، وبالتحكم في مصائر الشعوب. ومن ثم، فإنّ الدعوات الإصلاحية التي تطالب بإعادة النظر في هيكلية مجلس الأمن، وتحديدًا في إلغاء أو تقييد حق النقض، لم تعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة تاريخية لإعادة الاعتبار لمبادئ العدالة الدولية.

يبقى الفيتو وصمة عار على جبين المنظومة الأممية، ودليلًا على أن العالم لا يزال يعيش في ظل نظام استعماري، تُقرّر فيه أقلية متسلطة مصير الأغلبية. طالما بقي هذا الامتياز قائمًا، فلن يكون هناك عدل حقيقي، بل إدارة انتقائية للأزمات تخدم مصالح الأقوياء، وتترك الشعوب المستضعفة رهينة للهيمنة والظلم.

إنّ مواجهة هذا الواقع تبدأ بوعي الشعوب وفضح ازدواجية النظام الدولي، والضغط المتواصل لإصلاح آليات الأمم المتحدة. وإلى أن يتحقق ذلك، سيبقى الفيتو أداة استعمارية مقنّعة، يعرّي زيف الشعارات التي رفعتها المنظمة الأممية يوم تأسست، ويؤكد أنّ العدالة في عالمنا لا تزال مؤجلة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع