الإفتاء في ذكرى المولد النبوي: استلهام السيرة العطرة أساس لترسيخ القيم المجتمعية

الإفتاء في ذكرى المولد النبوي: استلهام السيرة العطرة أساس لترسيخ القيم المجتمعية

زاد الاردن الاخباري -

بمناسبة مرور 1500 عام على ذكرى المولد النبوي الشريف، أكد فضيلة الدكتور أحمد الحراسيس من دائرة الإفتاء، أن هذه الذكرى العطرة ليست مجرد مناسبة احتفالية، وإنما محطة للتأمل في سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بأخلاقه التي شكّلت الأساس في انتشار رسالة الإسلام، ونشر قيم الخير بين الناس.

‏ ‏وفي حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال الحراسيس، إن القرآن الكريم قدّم الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجًا للخلق الرفيع، مصداقًا لقوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وإن أعظم ما يكرم به المسلمون نبيهم في هذه الذكرى هو السير على نهجه، وتجسيد مكارم أخلاقه في حياتهم اليومية.

‏ ‏وبيّن، أن الصدق والأمانة كانا أبرز ما ميّز شخصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، حتى لقّبه قومه بـ"الصادق الأمين"، إذ نال ثقة الناس، وجعلوا دعوته محل قبول وتصديق، وهو ما أسّس لمجتمع يقوم على الثقة ويُعلي من قيمة الاستقامة.

‏ ‏وأضاف، أن الرحمة كانت السمة الأبرز في دعوته، إذ قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مشيراً إلى أن رحمته بالفقراء والمستضعفين وعفوه عن خصومه، ولاسيما يوم فتح مكة حين قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، جعلت الإسلام يدخل القلوب قبل العقول، ورسّخت مبادئ التسامح بين الناس.

‏ ‏وأوضح الحراسيس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام ميزان العدل على قاعدة المساواة بين جميع البشر، دون تمييز بين عربي وأعجمي أو غني وفقير إلا بالتقوى، لافتًا إلى أن هذا العدل منح الناس شعورًا بالكرامة والإنصاف، وكان سببًا في دخول الكثيرين إلى الإسلام عن قناعة ويقين.

‏ ‏وأشار إلى أن التكافل والتعاون كانا ركيزتين أساسيتين في بناء المجتمع الإسلامي الأول، مستشهدًا بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتشريع الزكاة، مبينًا أن هذه الروح الجماعية صنعت نموذجًا لمجتمع متماسك وقوي، يجسد فيها قيم العطاء والإيثار.

‏ ‏وفي هذه المناسبة، دعا الحراسيس المسلمين إلى استلهام القيم النبوية في حياتهم اليومية، وتعزيز المحبة والوحدة بينهم، مؤكداً أن المولد النبوي الشريف"نور أضاء الكون"، كما قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
‏ ‏واختتم بالقول، إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يحظى برعاية هاشمية مستمرة، إنما يعكس مكانة هذه الذكرى في وجدان الأمة، ودورها في تعزيز قيم الدولة والمجتمع على نهج الرحمة والعدل والتكافل.

‏ ‏وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في تغريدة له، "نسأل الله تعالى في ذكرى المولد النبوي الشريف أن يعمّ السلام والطمأنينة، وأن ينعم على وطننا وأمتنا بالخير والبركة"، مؤكداً أهمية هذه المناسبة التي تحظى باهتمام بالحكومة.

---