آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
لم تعرف أرض في التاريخ البشري مثلما عرفت مصر من تقلبات الغزاة وتعاقب القوى الإمبراطورية ، فمنذ آلاف السنين، كانت مصر مطمعاً لكل قوة ناشئة في الشرق والغرب، ليس فقط لموقعها الجغرافي الفريد، بل أيضاً لخصوبة أرضها وغنى مواردها ومكانتها الحضارية ، وبالرغم من تعاقب القوى الغازية على وادي النيل، فإن الشخصية المصرية صمدت وتحوّلت، لتعيد صياغة ذاتها من جديد مع كل مرحلة تاريخية ، ودعونا في هذه العجالة نستعرض محطات قرون الإحتلال :
الهكسوس: البداية المرة ، ففي حوالي عام 1630 ق.م اجتاح الهكسوس الدلتا، وظلوا في الحكم قرابة قرن من الزمن، جالبين معهم تقنيات عسكرية جديدة كالخيل والعجلات الحربية ، ورغم قسوة الاحتلال، فإن المصريين استفادوا من أدواته، ليحوّلوها لاحقاً إلى سلاح للتحرير، عندما استعاد أحمس الأول استقلال البلاد.
الآشوريون: كان غزو عابر
في القرن السابع قبل الميلاد، لم يدم الاحتلال الآشوري لمصر سوى عقد من الزمن تقريباً (673–663 ق.م)، إلا أن أثره كان صادماً ، إذ أظهر هشاشة الداخل المصري أمام قوة خارجية منظمة ، لكن المصريين لم يستسلموا، وسرعان ما استعادوا حكمهم لفترة وجيزة.
الفرس: قوتان متتاليتان ، حيث دخل الفرس مصر بقيادة قمبيز الثاني عام 525 ق.م، واستمر حكمهم الأول حوالي 121 سنة ، ثم عادوا لاحقاً لفترة قصيرة (11 عاماً) قبل أن يُخرجهم الإسكندر الأكبر ، وفي تلك المرحلة، أصبحت مصر ولاية فارسية تابعة لإمبراطورية عابرة للقارات، ما قلّص دورها السياسي وأثقل كاهلها بالضرائب.
اليونانيون والبطالمة: عصر الهيلينية ، وقد جاء الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م، ولم يكن وجوده سوى مقدمة لواحدة من أطول مراحل السيطرة الأجنبية: حيث امتدت سلالة البطالمة اليونانيين من 305 ق.م حتى 30 ق.م، أي حوالي ثلاثة قرون، شكّلت فيها مصر بوتقة اندماج بين الثقافة الإغريقية والحضارة المصرية ، لكن المصريين ظلوا في موقع "المحكوم"، فيما كانت السلطة والثروة في يد اليونانيين.
الرومان والبيزنطيون: مصر مقاطعة إمبراطورية ، فمع هزيمة كليوباترا السابعة وانتحارها، دخلت مصر عصر الاحتلال الروماني عام 30 ق.م، لتتحول إلى "مخزن القمح" للإمبراطورية الرومانية ، واستمر الحكم الروماني والبيزنطي مجتمعين قرابة 672 سنة، وهو الأطول في تاريخ مصر. خلاله، وقد تراجعت مكانة المصريين السياسية، فيما بقيت البلاد ساحة لصراعات العقائد والإمبراطوريات.
الفتح الإسلامي: وقد شكل هذا الفتح تحول جذري، ففي
عام 641 م، دخل العرب المسلمون مصر بقيادة عمرو بن العاص ، ولم يكن هذا الحدث مجرد تغيير في الحكم، بل تحولاً عميقاً في هوية مصر الدينية والثقافية والسياسية ، وللمرة الأولى منذ قرون، وجد المصريون أنفسهم جزءاً من منظومة حضارية لم تعاملهم كغنيمة، بل كركيزة في مشروع حضاري ممتد.
المماليك: عبيد حكموا مصر ، ورغم الفتح الإسلامي، ظلّت مصر عرضة لتحولات الحكم ، إذ حكمها المماليك – وهم في الأصل عبيد – لعدة قرون (1250–1517م). وقد مثّل ذلك نموذجاً فريداً في التاريخ ، دولة أسسها مماليك ثم تحولت إلى قوة عسكرية واقتصادية كبرى، واجهت المغول والصليبيين، لكنها حملت في طياتها تناقضات اجتماعية وسياسية عميقة.
الفرنسيون والإنجليز: احتلال حديث ، وفي العصر الحديث، شهدت مصر الغزو الفرنسي القصير بقيادة نابليون (1798–1801م)، والذي لم يدم سوى ثلاث سنوات، لكنه ترك أثراً معرفياً وعلمياً بالغاً ، ثم جاء الاحتلال البريطاني (1882–1952م)، الذي استمر سبعين عاماً، وترك جراحاً سياسية واقتصادية عميقة، لكنه أيضاً ساهم في بروز الحركة الوطنية الحديثة.
اذا تاريخياً نستطيع القول أن
مصر ، مقبرة الغزاة وصانعة البقاء ، وعبر أكثر من ثلاثة آلاف عام، تعاقبت على مصر كل القوى الكبرى : الهكسوس، الفرس، اليونان، الرومان، البيزنطيون، المماليك، الفرنسيون، والإنجليز ، وفي كل مرة، بدا أن مصر تُستَضعف، لكنها في النهاية تعود لتنهض ، فالمصري لا يُعرّف نفسه بمرحلة احتلال عابرة، بل بتاريخ حضاري يمتد منذ الفراعنة حتى اليوم ، وها هو التاريخ يثبت أن مصر كانت مطمعاً دائماً، وأنها دفعت ثمناً باهظاً من الثروات والسيادة ، لكنها في الوقت ذاته، أثبتت أنها الأرض التي لا تنكسر ، فالغزاة يأتون ويرحلون، بينما تظل مصر قائمة، قادرة على امتصاص الصدمات وإعادة تشكيل هويتها.
وهنا تكمن قوة مصر الحقيقية: أنها باقية رغم أنف التاريخ ذاته ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .