السفارة الاميركية بالاردن: كل التوفيق للنشامى في مباراة اليوم!
الأمير حسين والأميرة رجوة يصلان لملعب نهائي العرب
لوسيل جاهز لنهائي العرب
الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب
مظلات ومعاطف المطر لجماهير الأردن والمغرب بنهائي العرب
الهند توقع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سلطنة عمان
مدير الحسين للسرطان يحذّر من تقارير طبية مزوّرة ودعوات تبرع مضللة
إصابة 13 شرطياً إسرائيلياً بمواجهات مع الحريديم في القدس
مصرف سورية المركزي: لا موعد رسميا لإطلاق العملة الوطنية الجديدة
"التدريب المهني" تختتم دورة متخصصة في السلامة المهنية
وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد في الأغوار الشمالية
رسميا .. تأجيل مباراة السعودية والإمارات حتى إشعار آخر
اختتام أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في عمان
الحكومة: بدء إعداد برنامج تنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات
تجديد عقد تبادل الطاقة الكهربائية بين الأردن ومصر
القريني: نهائي كأس العرب بين النشامى والمغرب يٌقام اليوم رغم الأمطار على ستاد لوسيل
أمانة عمان تجدد دعوة المواطنين للاستفادة من الإعفاءات الضريبية
الأردن يدشّن مشروع الطاقة الشمسية في محطة الزارة-ماعين بقدرة 1 ميغاوات بدعم من الاتحاد الأوروبي
الملك والملكة يهنئان يزن النعيمات بعد نجاح العملية الجراحية
في أزقة ودهاليز العالم الثالث، حيث يزاحمُ الفقرُ والبطالةُ شبحَ الطموح، وتتصارع الدول مع أزماتها في رقصة على إيقاعات البوب والجاز، يطلُّ علينا أصحابُ المعالي جهابذة السياسة والإدارة والاقتصاد، خريجي "هارفرد وأخواتها"، يحملون على صدورهم قلائد التنوير، وفي أيمانهم "عصا موسى"، وتُلمودُ وصفات الإنقاذ المستوردة رغم الأنوف، من أجندات السياسات العامة، ودفاتر الكورسات والمؤتمرات الصيفية وشبه الصيفية.
هؤلاء، لم يُعيِّنْهم الشعبُ، ولم تتغبَّر أرجلُهم في "كِراب" الأرض، بل يُنتَجون ويُسْتَنْسَخون كما تُنتَج الأدويةُ وتُسْتَنْسَخ، في معاملِ السياسة الغربية، معبَّئين في عبواتٍ من الكفاءة والشهادات المذهَّبة، ويُصَفون بأنَّهم صالحون لكل زمان ومكان، أشبه ما يكونون بوصفاتٍ علاجية جاهِزة لكل ألمٍ وداء، يمنحُها الطبيب العام لكل من يلج عيادته أو يمرُّ بجوارها ، يُرسَلون إلينا كما تُرسل "المساعدات الإنسانية"، وعلى جبين كلٍّ منهم خاتم: "خريج هارفرد وأخواتها "، ومعتمدٌ للإصلاح حيثما حلَّ وارتحل ..!
ومع أول مؤتمر صحفي، تبدأ اللغة بالتَّميُّع: "سنعتمد مبدأ التشاركية في استراتيجيةٍ مستدامة لقيادة التحوّل الهيكلي"....وكأنَّ الشعوبَ جمعٌ من الروبوتات، تنتظرُ فقط من يفكَّ تشفير التخلّف بشهادة دكتوراة أو ماجستير أو بكالوريوس من بوسطن أو أكسفورد.
يقولون: نخبة الكفاءات، وأقول: نُخبة الكفّ عن التغيير آت؟!
صحيح، لا عيبَ في التعلّم، ومندوبٌ أن يُثريَ الإنسانُ فكرهُ من منابعِ العلم الرشيد، لكن ْ...بعيدا عن التسييسِ وتمكينِ العولمة، وتنفيعِ كبار حيتان المال والأعمال، لتسهيل نقل بضائعهم، وتحصيل مطالبهم.
إنهم النخبة صفوة الصفوة، عادوا إلينا بشهاداتهم وألسنَةٍ تنطق بلغة المموّل، لا لغة الوطن والمواطن؛ وبأذهانٍ تصنّفُ الناس إلى: " مانحٍ و مستفيد"، لا إلى بشر ينشدون الكرامة قبل كل شيء.
نعم، إنهم أكْفَاء لتنفيذ شروط البنك الدولي والشركات والمنظمات والجمعيات التي تحوم في فلكه وتعليماتهم، لا لتحقيق أحلام عمّال وعاطلين عن العمل في المدنِ والأرياف والبوادي، وهم ماهرون حقاً في " البرِزنْتيشِن"، لكنّهم عاجزون عن قراءة ملامح عجوز جلّ همه أن يطعم أولاده رغيفَ خبزٍ، وينتظر دوره باحثاً عن إعفاءٍ أو تخفيضٍ لفاتورة علاجاته الأسبوعية.
في كلية كينيدي للحوكمة في هارفرد، يتلقَّى القادةُ القادمون تدريبات على "فنّ اتخاذ القرار في إدارة الأزمات"، ثم يعودون إلى بلادهم ليخلقوا الأزمات كي يطبّقوا عليها وعلينا ما تعلّموه، ويطيلوا أعمارَ الأزماتِ التي يَصْنعونَها كي يلبثوا على كراسيِّهم ما استطاعوا من لحظات..
إنَّهم وصفات جاهزة، تَسْتبدلُ البروتوكولات بالعقول، و المشروعاتِ التجريبية بالأوطان.
من لا يعرف أسعار خبزنا، وشايِيْنا، وخضارنا، وفاكهتنا، وقمحنا، وأرُزِّنا، وأدويتنا، وملابسنا، ومصاريف مدارسنا، وجامعاتنا، وكهربائنا، ومائنا، ووقودنا، وتراخيصنا، وضرائبنا.. و .. و.. ليس بأهلٍ أنْ ينْظرَ إلينا.
" حَابَسَّطْها لك": فاقد الشيء لا يعطيه!!