القريني: نهائي كأس العرب بين النشامى والمغرب يٌقام اليوم رغم الأمطار على ستاد لوسيل
أمانة عمان تجدد دعوة المواطنين للاستفادة من الإعفاءات الضريبية
الأردن يدشّن مشروع الطاقة الشمسية في محطة الزارة-ماعين بقدرة 1 ميغاوات بدعم من الاتحاد الأوروبي
الملك والملكة يهنئان يزن النعيمات بعد نجاح العملية الجراحية
موسكو: نؤيد نهج مادورو في حماية مصالح فنزويلا وسيادتها
العواد،: إشغال كامل للمطاعم والمقاهي خلال مباريات المنتخب في كأس العرب 2025
الأمطار تؤجل الشوط الثاني لمباراة السعودية والإمارات في كأس العرب
إطلاق ورقة سياسات حول التمكين الاقتصادي للناجيات من العنف الأسري
العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة
المجلس القضائي ينتدب رؤساء جدد لمحكمة استئناف عمان والنيابة العامة
تقرير أممي يوثق مقتل ألف مدني على يد الدعم السريع بالفاشر
ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة بغزة إلى أكثر من 70 ألف شهيد
مباراتان بدوري الكرة الطائرة غدا
"سيتي العالمية" تختار لجنة الإنقاذ الدولية في الأردن ضمن تحدي الابتكار العالمي
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
فريق الجزيرة يحافظ على صدارة دوري الرديف لكرة القدم
البدادوة يطمئن على نجم المنتخب يزن النعيمات
الأوقاف تعقد امتحانها السنوي بالوعظ والإرشاد في إقليم الجنوب
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع
زاد الاردن الاخباري -
سلامة حامد الملاجي الجحاوشة / (ابوابراهيم) - من مواليد عام 1941 أحد أبناء قبيلة بني صخر العريقة التي عرفت بمواقفها الوطنية ووقوفها صفاً واحداً دفاعاً عن الأردن وفلسطين.
ومن رحم هذه القبيلة التي أنجبت الرجال المخلصين خرج الملاجي ليحمل سلاحه في صفوف الجيش العربي الأردني مدافعاً عن الأرض والمقدسات.
الخدمة العسكرية في فلسطين
خدم الملاجي في صفوف الجيش العربي في أرض فلسطين متنقلاً بين معسكرات الجيش الأردني في القدس وجنين وغيرهما حيث كان الأردنيون يرابطون جنباً إلى جنب مع أبناء فلسطين للدفاع عن الأرض المقدسة.
كانت تلك الفترة مليئة بالتحديات وشهدت مواجهات عسكرية جسيمة أثبت فيها الجنود العرب صمودهم وشجاعتهم.
المشاركة في حرب حزيران 1967
في حرب حزيران عام 1967 كان الملاجي يخدم في الخطوط الأمامية.
وأثناء إحدى الغارات الجوية العنيفة التي شنها العدو على الأهداف العسكرية الأردنية خلال حرب حزيران في محاولة لتدمير الآليات والتحصينات وشل قدرة الجيش العربي على الصمود أصيب الملاجي إصابة بالغة.
كانت الغارة قوية ومدمرة أُبلغ على إثرها عن استشهاده.
لكن مشيئة الله أبقته حياً بعد أن تعرض لـ بتر جزئي في يده من الرسغ ليكون شاهداً على قسوة المعركة وعظمة الصمود الأردني في وجه العدوان.
تجربة طبية فريدة
بعد ان تعرض لبتر جزئي في يده من الرسغ أصبح الملاجي شاهداً على تجربة طبية نادرة في ذلك الوقت فقد زرعت يده داخل بطنه لمدة قاربت السنة في محاولة لإبقائها حية حتى تعود إلى مكانها الطبيعي.
ورغم ضعف احتمالية النجاح إلا أن العملية نجحت بفضل الله وبإشراف فريق من الأطباء البريطانيين الذين تابعوا حالته بدقة.
رعاية ملكية خاصة
كان لجراح الملاجي صدى واسع إذ حظي باهتمام جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وولي عهده آنذاك الأمير الحسن بن طلال حيث زاراه خلال فترة العلاج ليكون مثالاً على رعاية القيادة لأبنائها واهتمامها بجرحى الوطن.
من ساحات الجهاد إلى ميادين العمل
بعد نجاح العملية وخضوعه لبرامج التأهيل والعمليات التجميلية صدر أمر ملكي بتوظيفه في قسم شؤون الموظفين في الملكية الأردنية عام 1970 حيث عمل بإخلاص وتفان حتى إحالته إلى التقاعد.
وبذلك انتقل من ساحات القتال إلى ساحات العمل والعطاء مضرباً مثالاً في الوفاء والجدية.
الرحيل والخلود
رحل سلامة حامد الملاجي إلى جوار ربه عام 2009 في 15 رمضان وشهدت جنازته حضوراً مهيباً عبر عن محبة الناس له وتقديرهم لتضحياته.
وكان من بين من قدموا واجب العزاء رئيس الديوان الملكي آنذاك معالي ناصر اللوزي وأمين عام الديوان صخر العجلوني ورئيس الوزراء الأسبق عبدالكريم الكباريتي إضافة إلى جمع من رجالات الأردن الأوفياء.
وتكريماً لمسيرته وتضحياته أصدر أمين عمان الأسبق عمر المعاني قراراً بتسمية شارع رئيسي باسمه تخليداً لذكراه ليبقى اسمه حاضراً في وجدان الناس وذاكرة الوطن.
إرث خالد
سلامة حامد الملاجي لم ينل شرف الشهادة في الميدان لكنه نال شرف الجهاد في سبيل الله والوطن.
قصته تبقى حاضرة لتروي لنا كيف قدم جيل كامل من الأردنيين التضحيات الغالية دفاعاً عن الأرض والعرض.
لقد جسد الملاجي بصلابته وصبره روح الجندي الأردني الذي لا ينكسر أمام الجراح بل يجعل من إصابته وسام عز.
ورغم الألم ظل ثابتاً حتى آخر عمره حاملاً بين يديه (التي عادت إلى الحياة بمعجزة طبية) شهادة على أن العزيمة أقوى من المستحيل.
رحم الله سلامة حامد الملاجي وجعل سيرته نبراساً للأجيال ودليلاً على أن التضحية في سبيل الوطن لا تنتهي عند حدود المعركة بل تمتد لتصبح إرثاً خالداً في ذاكرة الأمة.