أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"الشؤون السياسية" تعقد "ملتقى الشباب والتحديث" في إقليم الشمال وزارة الصحة تشكل فريق متابعة ميدانية لتحسين أداء المستشفيات والمراكز الصحية "السياحة" تنظم حفلا لإضاءة شجرة عيد الميلاد بمدينة السلط صاحب الـ 40 عاما .. رونالدو يستعرض عضلاته "المفتولة"! "لن أبقى إلى الأبد"… غوارديولا يربك حسابات مانشستر سيتي ورشة بإربد تعاين مستقبل الطاقة في الأردن غرائب رحلة ميسي في الهند تستمر .. هدية فاخرة بمليون دولار نهائي بطولة كأس السوبر الإيطالي .. بولونيا يقصي إنتر ميلان شرطة رام الله تعتقل "هكر فلسطين" الأردن .. ضبط أربيعيني متهم ببيع جزء من كبده بالتنسيق مع شخصين آخرين "هيئة الطاقة" تتلقى 1136 طلبا للحصول على تراخيص الشهر الماضي مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة اللواء المتقاعد محمد العضايلة اليونان تعلن وصول 650 مهاجرا إلى جزيرة كريت خلال يومين الكويت تحتفل اليوم بالذكرى الثانية لتولى أميرها مقاليد الحكم عشائر النعيمات تشكر القيادة والجماهير وتدعوا بالشفاء للاعب يزن النعيمات الطب الشرعي يكشف سبب وفاة الشاب ماهر الرتيمات في الكرك إنستغرام يخفض عدد الهاشتاغات إلى 5 للمنشور فيسبوك يختبر فرض رسوم على مشاركة الروابط الخارجية عبر منصتها اجتماع يتدارس مشروع "حسبة الجورة" وسط اربد مدينة السلط الصناعية تجذب استثمارات بـ50 مليون دينار وتوفر فرص عمل لأبناء البلقاء
الصفحة الرئيسية من هنا و هناك آباء خلف الشاشات .. رسائل حب من قلب الغربة

آباء خلف الشاشات.. رسائل حب من قلب الغربة

آباء خلف الشاشات .. رسائل حب من قلب الغربة

06-08-2025 04:35 PM

زاد الاردن الاخباري -

أتمشّى أحياناً في شوارع مدينة عمّان خلال ساعات المساء، مستمتعةً بمناظر الزهور والأشجار، وبنسيم الهواء النقي بعد يومٍ طويل من العمل. خلال هذه اللحظات الهادئة، تلفت انتباهي مشاهد متكررة لأشخاص من العمالة الوافدة، يجلسون على الأرصفة أو يجلسون على حافة الرصيف، وهم يمسكون بهواتفهم، يحاولون جاهدين التواصل مع من يحبّون: زوجة، خطيبة، أطفال، أو أهل ينتظرون صوتهم في أوطانهم.

فهم يعملون هُنا في الأردن، وفي لبنان، وفي دول الخليج، وأوروبا.. لكن قلوبهم لا تزال هناك، حيث الجدّة التي لا تعرف كيف تستخدم الهاتف، وحيث ابن لم يعد يتذكر ملامح والده إلا عبر شاشة صغيرة تتقطع فيها الصورة أحياناً.

في عصر العولمة والتنقل الدولي، يغادر الملايين من العمال أوطانهم، بحثاً عن فرص أفضل لتحسين أوضاعهم المعيشية ودعم أسرهم. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا سهّلت وسائل الاتصال، فإن التواصل العاطفي بين العمال وأسرهم لا يزال يواجه تحديات كبيرة.

يقف عدد العمالة الوافدة في العالم عند حوالي 168 مليون شخص، يمثلون 4.7 في المئة من القوى العاملة عالمياً، ينتشرون بنسبة ساحقة في البلدان ذات الدخل المرتفع، خاصةً في أوروبا، وأمريكا الشمالية، والشرق الأوسط العربي.

رشيد، عامل من بنغلاديش يبلغ من العمر 37 عاماً، يعمل في قطاع البناء بمحافظة الزرقاء الأردنية منذ خمس سنوات. يعيش في سكن مشترك مع عمال آخرين، ويكافح يومياً من أجل إرسال المال إلى زوجته وأطفاله الثلاثة في بنغلاديش. وسيلته الوحيدة للبقاء على تواصل معهم هي تطبيق "إيمو"، الذي يعاني من ضعف الشبكة كثيراً. يقول عن ذلك: "أحياناً أضطر للبحث عن مكان في الحي فيه إنترنت أفضل فقط لأسمع صوت أطفالي".

لا يستطيع رشيد الاتصال بهم إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، لكن تلك اللحظات كافية لتجديد طاقته.

يرى رشيد أن بُعده عن العائلة مؤلم، لكن "هذه التضحية من أجل تعليم أولادي، حتى لا يمروا بما مررت به".

تعمل هيلين في بيروت منذ أكثر من ثلاث سنوات كمساعدة منزلية، وترسل معظم راتبها شهرياً إلى عائلتها في إحدى القرى الإثيوبية، إلا أن ضعف البنية التحتية في قريتها، وخصوصاً الانقطاع المستمر للكهرباء، يجعل من الاتصال بعائلتها أمراً معقداً.

تقول لبي بي سي: "أرسل رسائل صوتية كلما استطعت، لكن في بعض الأحيان لا يصلني ردٌّ لعدة أيام".

تشتاق هيلين كثيراً لوالدتها، وتضيف: "عندما أسمع صوت أمي أبكي، لكن هذا العمل يوفر لهم حياة أفضل".

تحمل هيلين حُلماً بأن تعود يوماً ما وتفتتح مشروعاً صغيراً مع والدتها، يجعلها لا تحتاج إلى الغربة.

ويشكّل عمال الرعاية والوظائف المنزلية العمود الفقري لمعظم العمالة المهاجرة، خصوصاً بين النساء. ورغم دورهم الحاسم، يواجه هؤلاء العمال تحديات كبيرة تتعلق بالحقوق، والاستقرار الوظيفي، والاندماج الاجتماعي. ومن الناحية الاقتصادية، يمثل هؤلاء العمال قوة إنتاجية لا يُستهان بها، وتُعد تحويلاتهم دعامة أساسية لكثير من البلدان النامية.

آرفيند، مهندس من الهند يبلغ من العمر 41 عاماً، ويقيم في دبي ويعمل في إحدى شركات الإنشاءات الكبرى، بعيداً عن زوجته وطفليه المقيمين في ولاية كيرالا بالهند.

بفضل التكنولوجيا، يتمكن من رؤيتهم عبر مكالمات الفيديو، ويستخدم تطبيقات مثل واتساب وسكايب للتواصل.

لكنه يعترف بأن ضغوط العمل اليومية تجعله أحياناً يرسل فقط رسائل سريعة أو رموزاً تعبّر عن الحب.

ويقول: "لا يمر يوم دون أن أرسل لهم رسالة"، ويضيف بابتسامة حزينة: "أحياناً أتحدث معهم وأنا في موقع العمل أو بين الاجتماعات، لكن مجرد سماع أصواتهم يخفف من ثقل الغربة".

ويتابع: "أرسل رسائل فيديو، أُغنّي فيها لابنتي، لكن الاتصال ضعيف أحياناً". يشير آرفيند إلى أنه يشعر بالألم لأنه لا يستطيع احتضان أطفاله، ويضيف: "أعمل من أجلهم، لكن أفتقد أن أكون أباً حقيقياً، وليس فقط وجهاً على شاشة صغيرة".

تعمل ماريا، من باكستان، كمقدّمة رعاية للمسنين في مدينة صغيرة بألمانيا، وتعيش بعيداً عن والدتها وإخوتها في الفلبين.

وتواجه ماريا صعوبة في التواصل مع العائلة يومياً بسبب فرق التوقيت وصعوبة ساعات العمل الليلي.

وتستخدم تطبيقَي واتساب وفيسبوك للبقاء على تواصل مع العائلة، وتقول: "أحياناً نشاهد نفس البرنامج على الإنترنت ونتحدث عبر الرسائل، كأننا معاً في الغرفة نفسها".

تعترف ماريا بأن الوحدة في ألمانيا صعبة، خاصة خلال الأعياد الإسلامية حيث تحتفل بمفردها، لكن صوت والدتها يبعث الطمأنينة في قلبها.

وتقول: "لا شيء يعوّض الحضن، لكن الرسائل والصور تساعدني على الصمود".








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع