يبدو أن "الحرب" قد اشتدت فعلًا بين إدارة "ريال مدريد" الإسباني واللاعب البرازيلي فينسيوس جونيور، في ظل تصاعد التوترات حول مستقبل اللاعب داخل أروقة النادي، وتجميد مفاوضات عقده بسبب خلافات حادة تتعلق بالراتب.

ومع اقتراب عودة "الأبيض" إلى التدريبات يوم استعدادًا للموسم الجديد، تواجه إدارة فلورنتينو بيريز عدّة ملفات شائكة، وعلى رأسها مشكلة البرازيلي جونيور الذي تحوّل من نجم محبوب إلى عبء بسبب مطالبه المالية المرتفعة، والتي تهدّد بـ "إنفجار" وأزمة حقيقية في الفريق.

عقد مجمّد ومطالب خيالية

على الرغم من أن عقد فينسيوس يمتد حتى حزيران 2027، يتضمن بندًا جزائيًا ضخمًا بقمية مليار يورو، فإنّ اللاعب يطالب الآن بتعديل جذري في راتبه، يصل به إلى مستوى كيليان مبابي الفرنسي، أي أعلى اللاعبين أجرًا في "الريال".

ورغم أن النادي توصل إلى عقد مبدئي مع اللاعب في وقت سابق، إلا أن المطالب الجديدة التي توصل إليها وكلاؤه والتي تقضي براتب سنوي صافٍ يفوق 30 مليون يورو، أوقفت المفاوضات تمامًا. ووفقًا لما أوردته صحيفة "موندو ديبورتيفو" وإذاعة "كادينا سير"، قرّر وكلاء اللاعب الإنسحاب مؤقتًا من المفاوضات، معتبرين أن العقد المقدّم غير منطقي.

ترتيب يزيد الوضع تعقيدًا

وفي ظل هذا التوتر، كشفت وسائل إعلام إسبانية عن ترتيب قادة"ريال مدريد" للموسم المقبل والذي وضع فينيسوس في المرتبة الأخيرة بعد كارفخال، كورتوا، وفالفيردي رغم أقدميته على بعضهم. وقد أثار هذا القرار إستياء اللاعب حصوصًا بعد أن كان يأمل في الحصول على موقع قيادي متقدم يتماشى مع نجوميته وتاريخه مع الفريق منذ انتقاله من "فلامينغو" عام 2018 مقابل 45 مليون يورو.

ويبدو أن إدارة النادي، فضّلت عامل القيادة والهدوء في إختيار القادة، وهو ما لا يتمتع به فينسيوس بشكل كامل، نظرًا لمشكلاته المتكررة داخل الملعب ومشاحناته مع الخصوم والحكام والتي تجعله في الكثير من الأحيان شخصية مثيرة للجدل في الدوري الإسباني.

أين عروض السعودية؟

في ذروة الأزمة هذه، أشارت تقارير إلى اهتمام سابق من دوري روشن السعودي بالتعاقد مع فينيسوس بعرض ضخم تجاوز 300 مليون يورو للنادي و200 مليون للاعب سنويًا. ولكن بحسب " كادينا سير"، فإنّ هذه العروض لم تعد مطروحة حاليًا بسبب توجهات جديدة للحد من الإنفاق في ظل اقتراب كأس العالم 2026، ورغبة اللاعبين في البقاء بالمنافسات الأوروبية الكبرى.

مرحلة حساسة بسبب الرواتب

يعيش "الميرنغي" حاليًا مرحلة حساسة فيما يتعلق بالرواتب، لا سيما بعد وصول الفرنسي مبابي من "باريس سان جيرمان". فإلى جانب فينيسيوس، يطالب الإنكليزي جود بيلينغهام أيضًا بتحسين راتبه، لكن الإدارة تحاول الحفاظ على توازن مالي، دون الإستسلام للضغوط الفردية.

وبينما تبقى الكرة في ملعب "ريال مدريد"، لا يبدي النادي قلقًا بالغًا حيال العروض الخارجية حتى الآن، لكن الجمود في ملف التجديد مع تزايد التوتر بين اللاعب والإدارة، قد يفتح الباب أمام سيناريوهات مفاجئة خلال الموسم من ضمنها احتمال "بيع" اللاعب إذا وصل أي عرض مناسب.

هدنة أم قطيعة؟

حتى اللحظة، يصرّ وكلاء فينيسيوس على أن موضوع التجديد "مؤجل"، بانتظار انفراجة مستقبلية، بينما يركّز اللاعب حاليًا على الراحلة قبيل انطلاقة الموسم الجديد الذي قد يحمل إجابات واضحة بشأن مستقبله.

فهل ينجح "ريال مدريد" باحتواء الأزمة؟ أم أننا نعيش بدايات انفصال لاعب عن نادٍ صنع منه أسطورة عالمية؟