أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي

أوجاع القلوب

19-07-2025 11:07 AM

د. حفظي اشتية - هذا مقال كنت قد كتبته قبل عدة سنوات، وكنت أظن أنّ الألم قد بلغ أقصاه، وأنّ اليأس قد وصل إلى منتهاه، وما كنت أعلم، وليتني ما عشت كي أعلم، أن سيولا من الدماء والدموع والآلام سوف تتفجر في بلاد العروبة والإسلام، من اليمن إلى لبنان إلى سوريا إلى بكائية الدهر وفاجعة الزمان وتجليات الخذلان في غزة....إلخ .

وما كنت أعلم أن أجنحة العدوّ وجنازير دباباته، وخنازير جنده ستستبيح المشرق العربي بهذه الصورة التي تحرق القلوب، وتسحق الأرواح.

أعيد نشر المقال للتعبير عن سوء المنقلب وانحدار الحال، ففي التعبير عن الألم أحيانا بعض راحة للقلوب المتعَبة.

يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا

على أطلال أحبّة رحلوا، وقفوا وبكوا، واستنطقوا النؤي وبقايا الأثافي، ونحن نقف على أطلال عام مضى يرحل عنّا ينظر إلينا ويبتسم كفاتنة الموناليزا، فلا نعلم إن كانت ابتسامة السخرية أم الحزن أم الازدراء، أم هي ابتسامة بلهاء انشقت عن صدمة الأهوال.

- عالم عربي هو قلب الدنيا، يعوم على معظم مقدّرات الأرض، حباه الله بكلّ مقومات العزّة والحياة، يتحوّل تباعاً إلى مِزق وأشلاء، وفِرق شعارها الاقتتال حتى الفناء، وممالك الطوائف تتهاوى، وخيول فيردناند وإيزابيلا تجتاح البقاع، والصغير يقف على تلّة الوداع، يحدّق في قصر الحمراء، يصرعه الحزن، سلاحه البكاء، وأمٌّ تُدمي قلبه بالتبكيت، ولات حين مندم، ويصحو كلّ منّا على جرحه يطلب النصرة من أخيه فيراه مسربلاً بدمائه، وأنين الظمأ يملأ الفضاء، يردّد :

يا نائح الطلح أشباهٌ عوادينا نأسى لواديك أم نشجى لوادينا...

ويدور الكأس على شهداء اليرموك الثلاثة، تتصاعد أرواحهم تترى، والكأس تبقى مترعة!!!

- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا:

يُلقي الحُرّ منّا جسده المتهالك على فراشه يستقطر النوم، ويناجيك أن تكون نومة أبديّة لا يقظة منها إلّا بين يدي رحمتك، فإن قدّرتَ له قياماً من رقود، استيقظ طريح الهمّ، ينصدع وعيه بذكريات القوم يتنادون سراعاً يدقّون بينهم عِطر المنشم، فتتهاوى أقمار الرجال على حقّ مغصوب لفرس لم يسبق، أو ضرع ناقة أصابه سهم أحمق، أو أبله يظنّ نفسه أعزّ العرب، يمدّ رجله في السوق ويصيح متحديأ: مَن يقطعها؟؟!!

وما زالت الحال ذات الحال، وما زلنا نصرخ: يا لثارات بكر أو تغلب، !!! وما زال القتال يُردف علينا أعجازه وننوء بكلكله على خلاف سياسي حدث قبل ألف و أربعمائة عام، والأخطار تُحدق بنا جميعاً، بينما الرؤوس الحامية الخرقاء غارقة في الرمال غائصة تسفّ التراب كالنعام.



- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا:

ثروات هائلة تتبدّد على حروب عبثية، وحماقات ترفيّة، بينما شباب الأمّة وشيوخها وأطفالها ورجالها ونساؤها تبتلعهم أجواف البحار، أو تلفظهم على الشواطئ لترفضهم دول الأغراب، فتكون حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار، أو يتصدقون عليهم بالشفقة لتلمّهم الملاجئ، وليغمّسوا فتات الطعام بالكرامة المسحوقة، وذلّ العار، والحنين القاتل للأوطان التي غادروها غصباً، وتركوا فيها وراءهم قلوبهم وأحلامهم.



- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا:

يسِّرْ لنا ديكتاتوراً في جلبابه ألف ألف حَجّاج، يقودنا كرهاً نحو الخضوع والتوحّد، وتطير رؤوسنا إذا مسسنا حصى المسجد، ونندسّ في فراشنا فوراً بعد صلاة العشاء، لكننا نطير فجراً على صهوات الجياد مع محمد بن القاسم وقتيبة بن مسلم، ندقُّ بوابات الهند، ويأتينا تراب الصين مع الجزية في صحاف الذهب، فذلك أرحم لنا ألف مرّة من ديمقراطياتنا البهلوانية، وتُرّهات مجلس حكماء روما، وغمغماتهم الغبية وتنكيلهم الدائم باللغة العربية، وهجماتهم العرمرميّة التي ما كانت يوماً ذوداً عن حياض الوطن، أو المصالح العامّة، أو للارتقاء بالتشريعات، أو لملمة الثروات، أو مجابهة مصاصي دماء الفقراء، أو إغاثة الملهوفين، وإعالة المحتاجين وتشغيل العاطلين، أو إقامة البنيان الاقتصاديّ على الأركان المكينة، أو التخطيط لحلّ المشكلات المستعصية المتينة، أو النهوض بمستوى المناهج والتعليم والصحة، أو الحفاظ على المساواة بين الناس وحفظ كراماتهم، أو محاربة الفاسدين والظالمين في الإدارات، أو استنهاض عظمة الأمة وإعادة رسم وجودها على الخريطة العالميّة لينشد عمرو بن كلثوم ذات يوم في هيئة الأمم:

ألا لا يجـــهلنْ أحـــد عليــــنا فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا

ونشربُ إنْ وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا

إذا بــــلغ الفِــــطامَ لــنا صبيٌّ تـخرُّ له الجبــــابـر ساجدينا !!!!!!

- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا:

أنت خلقتنا وزرعت فينا جينات الأعراب العنجهيّة، والحَرَد ورفض الانقياد لبعضنا، وتلك شنشنة نعرفها من أخزم، وأشار إليها ابن خلدون قبل ستة قرون، فأعد لنا مَن يصرخ:

لو رأينا فيك اعوجاجاً لقوّمناه بسيوفنا، ومَن يسمع هذا فيحمد الله، ويعمّ في نفسه الشعور بالأمان والرضا.

وإلّا فعَلّمنا مِن لدنك كيف ننصاع لديكتاتورية القانون العادل الشامل، يسري على الجميع، كما هو شأن دول الخَلق الراشدة العاقلة، فلا نرى في ذلك غضاضة، لأنّ القانون ليس شيخ قبيلة يلزمنا دوماً أن نعلّمه بالنبأ، بينما هو مشغول بقنص أربعة أخماس الغنائم!!!!

- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا:

فإن لم تكن هذه ولا تلك، فأرسل علينا طيراً أبابيل تعيد إلينا الصحراء عربية كما كانت، لنعود إلى رَحِمها، ونأنس بوحوشها بعيداً عن بني البشر، ونردّد مع الشنفرى لاميّة العرب:

أقيموا بني أمي صدور مطيّكم فإني إلى قوم سواكم لأَمْيَلُ

ولي دونكم أهلون سِيد عملّسٌ وأرقطُ زهلول وعرفاء جَيأَلُ (يعني الذئب والنمر والضبع)

- يا ربّ، وحقّك لقد تعبنا.........








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع