آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
في خريف عام 2018، اهتزّ العالم العلمي والأخلاقي على وقع خبرٍ غير مسبوقة: ولادة أول إنسانين تم تعديل حمضهما النووي قبل الولادة، فيما يُعتبر لحظة تحول محورية في التاريخ البشري ، إنها ليست مجرد تجربة مخبرية على فئران أو خلايا بشرية معزولة، بل توأمان من لحم ودم، جرى هندسة جيناتهما عبر أداة CRISPR الثورية، وتم إرسالهما إلى الحياة دون أن يُدركا أنهما أصبحا رمزاً لعصرٍ جديد من التدخل في مصير الإنسان ، بعد أن قاد العالم الصيني هي جيانكوي تجربةً سرية في مختبرٍ خاص، استهدف خلالها تعطيل الجين المعروف باسم CCR5، وهو الجين الذي يسمح لفيروس HIV بالتسلل إلى خلايا الجسم ، باستخدام تقنية CRISPR-Cas9، عدّل الحمض النووي لأجنة بشرية، لتُولد لاحقاً التوأمان "لولو" و"نانا"، كأول كائنين بشريين يحملان شيفرة وراثية خضعت لتدخل صناعي يُورَّث عبر الأجيال ، وقال جيانكوي إن هدفه "إنساني" – حماية الأطفال من الإصابة بالإيدز ، لكن سرعان ما تحوّل الحدث إلى قضية أخلاقية عالمية، تهدد ليس فقط سلامة هذين الطفلين، بل المبادئ التي بُنيت عليها فكرة الإنسانية ذاتها ، وما يجعل هذه التجربة مثيرة للقلق ليس فقط شجاعتها التقنية، بل تجاهلها الصارخ لمعايير الأخلاق والشفافية ، حيث لم يحصل العالم الصيني على موافقة واضحة من لجنة أخلاقية مستقلة، وأخفى عن الفريق الطبي والآطباء المشاركين تفاصيل جوهرية ، وقد اتضح لاحقاً أن التجربة لم تكن خالية من العيوب الجينية، بل حملت تحويرات غير مقصودة قد تظهر آثارها لاحقاً ،في حين أن الأوساط العلمية اتفقت بالإجماع : "ما حدث يُعتبر عبوراً للخط الأحمر" ، فالخوف لم يكن من النجاح، بل من نجاح خطير بلا رقابة ، إذ يُخشى أن تُصبح مثل هذه التعديلات بوابة لتصميم البشر وفق الطلب : ذكاء خارق، طول مثالي، مقاومة للأمراض، وربما طاعة عمياء للأنظمة ، وقد تمت محاكمة جيانكوي في الصين، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفُرضت عليه غرامة مالية، كما جُرّد من مناصبه الأكاديمية ، لكنه خرج من السجن لاحقاً ليعود بهدوء إلى المشهد العلمي في مشاريع أخرى، دون أن يُظهر ندمًا حقيقياً، بل أعلن في إحدى مقابلاته أنه "فخور بما فعله" ،
لكن التوأمان؟ لم نرَ لهما صورة واحدة منذ الولادة ، ولم تُعلن أي تفاصيل طبية ، فهل هما بخير؟ وهل يحمل جسدهما آثاراً لجراح غير مرئية؟! وهل يدركان أنهما دخلاء على شجرة التطور الطبيعية؟!! ومما لا شك فيه أن ولادة "لولو" و"نانا" تفتح بابًا لم يكن يوماً مهيأً لأن يُفتح بلا ضوابط ، صحيح أن الهندسة الوراثية تحمل وعوداً هائلة للبشرية: علاج السرطان، القضاء على الأمراض الوراثية، إطالة العمر ، لكنها أيضاً تُخفي خطرًا رهيباً : التلاعب بالبشرية ذاتها، وتفكيك فكرة "الإنسان الطبيعي" كما نعرفه ، لدرجة أصبح السؤال الآن الأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ، هو : هل نملك الحكمة الكافية لنستخدم هذه القوة دون أن ندمر أنفسنا؟!! سيما وأن الإنجاز العلمي الحقيقي لا يقاس فقط بما يمكننا فعله، بل بما يجب أن نفعله ، وما حدث في 2018 لم يكن مجرد تقدم علمي، بل كان اختبارًا لضمير البشرية ،
وها نحن اليوم نقف على عتبة مستقبل لا نعرف إن كان سيحررنا من المعاناة، أم سيخلق طبقة جديدة من "الأنقياء وراثياً" و"الناقصين خلقياً" ، ويبقى صوت الضمير هو السلاح الوحيد الذي ينبغي أن يسبق المشرط الجيني، قبل أن نصحو على حقيقة لم نعد نملك فيها السيطرة على ما خلقناه بأيدينا ، ونحن
كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، وباحث في الأمن الإنساني والهندسة الوراثية الأخلاقية ، نقول :
“أحياناً، يكفي تعديل جين واحد ، لتغيير مصير البشرية كلها.” ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .