يجمع الشارع الأردني على أن تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026 يعد إنجازا وطنيا استثنائيا تتجاوز آثاره حدود الملاعب، لينعكس إيجابا على مختلف القطاعات في المملكة، لاسيما الاقتصادية والسياحية والثقافية، فالمشاركة بواحدة من أضخم الفعاليات الرياضية عالميا تضع الأردن في دائرة الضوء الدولي، وتعزز حضوره على الساحة العالمية بكل ما تحمله من فرص ومكتسبات.

وأجمع متحدثون على أن مشاركة المنتخب في كأس العالم تمثل مكسبا رياضيا من الدرجة الأولى، لكونها تضع الكرة الأردنية تحت أنظار العالم ووسائل الإعلام الدولية، كما تسهم في تعزيز صورة الأردن عالميا، سياحيا وثقافيا، ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني.

وأكد الخبير في كرة القدم الأردنية والمحاضر الدولي زياد عكوية، أن تأهل المنتخب يتجاوز كونه إنجازا رياضيا، ليصبح محطة مفصلية للكرة الأردنية، تضعها على الخريطة الكروية العالمية، وتفتح آفاقا أوسع أمام اللاعبين للاحتراف في أندية كبرى، ما سينعكس على مستوى أدائهم الفني، ويجعل من الكرة الأردنية المستفيد الأكبر من هذا الحدث، إلى جانب المكاسب الاقتصادية والسياحية والثقافية المرافقة له.

من جانبه، قال عميد شؤون الطلبة في جامعة البترا والناشط الشبابي الدكتور إياد الملاح، إن مجرد مشاركة المنتخب الوطني بالمونديال يعد مكسبا كبيرا، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل على الصعيد الثقافي والترويجي، مشيرا إلى أن العالم سيبدأ بالتساؤل عن الأردن، الدولة التي قدمت فريقا قادرا على الوصول إلى كأس العالم، ما يعني أن اهتمام العالم سيتجه نحو معرفة تاريخ وثقافة هذا البلد.

وأضاف أن من المنطقي أن يرتفع عدد السياح الأجانب القادمين إلى المملكة في المرحلة المقبلة، وهو ما من شأنه أن يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد.

بدوره، رأى المشجع المتابع للمنتخب الوطني ماهر موسى، أن التأهل التاريخي للنشامى ساهم بالفعل في لفت أنظار العالم إلى الأردن، إذ دفع العديد من المتابعين، سواء من الوسط الرياضي أو من خارجه، إلى البحث عن هذا المنتخب الذي يشارك للمرة الأولى في كأس العالم، واستكشاف خلفيته الثقافية وهويته الوطنية.

وقال: "العلم الأردني سيرفرف في سماء أكبر بطولة كروية في العالم، وسيرافقه عزف السلام الملكي، وسينال اللاعب الأردني اهتمام الإعلام الدولي، هذا وحده مكسب كبير لا يقدر بثمن".

وتشهد الأوساط الشعبية والرسمية في الأردن، في الوقت الراهن، دعوات متزايدة إلى ضرورة استثمار هذا التأهل بأقصى طاقاته، ليس فقط من منظور رياضي، بل من زاوية استراتيجية تتعلق بالترويج الشامل للأردن، بمخزونه التاريخي ومقوماته السياحية، وتقديم صورته الحقيقية للعالم بأبهى صورة.