الإصلاح إلى أين؟

زاد الاردن الاخباري -

بقلم: خليل رفعت قطيشات

لايعلمون إن الإنسان السوي يكون متكاملا وليس كاملا فالكمال لله وحده وتكامل الإنسان هنا هو أن ينطق بما يؤمن ويعمل بما ينطق....

فكيف يكون الإنسان سويا والصرع القائم بداخله بين قلبه وعقله ولسانه يحاول عندها أن يضع غلافا حول نفسه فيكون هذا الغلاف أنسانا رفيع الخلق جميل المظهر ودخل هذا الغلاف كتلة من عدم المسؤولية ولامبالاة لكن هذه المحاولة تفشل بسرعة لان هذا الغلاف الذي هو من صنع الإنسان سريع التلف وحين يتلف ينكشف مافي داخله وعندها أي وزن يبقى لذلك الإنسان وأي صورة مشوهة يكون فيها وقد اختلطت فيها المعالم والألوان فلم يظهر جمالها من قبحها وينادو بالإصلاحات. هذه الفكرة جعلت الجميع يسيرون في طريق مسدود منذ بداية الإصلاحات , وعلى الرغم من أن تلك الفكرة أثبتت فشلها الذريع في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , الا ان أحدا لم يستطع التحرر من تلك الفكرة , والسبب في ذلك واضح وهو المنافع المادية و المعنويه التي يحققها المنتفعين من الإصلاحات بتلك الفكرة . وانا مع توجهات جلالة الملك للاصلاح .

الاصلاحات , بكل انواعها واصنافها , لم تأتي بالخيرالى حد الان على الاردن وعلى الطبقة الاجتماعية والشعبيه وانما أتت بالفساد الاجتماعي وتخريب بين المجتمع الواحد , وسوف يستمر ذلك ان لم يتغير المنهج , فهل يصر الجميع على ذلك , أم ينتظرمصلح اخر يقودهم الى الفكرة ذاتها ولكن بتسمية جديدة اقصد غير الاحزاب او احزب جديدة ليستمر معها الخراب والدمار وبصورة أقبح مما نريده للبلد من اصلاح .

أن العمل لتحقيق المصلحة العامة وبمنهج واضح وصريح يتعارض وبشدة مع العمل بمحصلته لان ذلك سيجرد البعض من منافعهم الخاصة ويعود بالخير على الأردن وشعبه وهذا مالا يريده مناديه الإصلاح , لذلك سيبقى الجميع سائرون في طريق مسدود إلى أن يشاء الله.

ومع موجة الغليان السياسي المحض السائدة هذه الأيام في الوطن فلا يمكن ان نتوقع أي خير يرجى من زيادة تعقيد الأمور هنا وهناك مادام الجميع يبقى مؤمنا بما وضعه من إصلاحات
والغريب في الأمر كلنا نريد إصلاح لكن ليس على حساب هذا الوطن الغالي وبمعنى ينحني الاصلاح منحى غريبا يتمثل في مفهوم الإصلاح والإصلاح يأتي أولا من الأشخاص والأعمال والأفكار التي تعود لهم, وهذا ما يتعارض مع المنهج الديمقراطي الذي يدعون . والحق هو ان احترام الأشخاص والأعمال والأفكار شيء والحرية شيء أخر ولا يجوز بأي حال المزج بينهما. الفساد في المجتمع يتناسب عكسيا مع درجة رفاهية المواطن فكلما قل الفساد ازدادت رفاهية الشعوب.
أنا هنا لست لكم بناصح لأنكم أكثر مني علما ومالا وأخلاقا وثقافة ووطنية ونسبا وحسبا وجها وليس لي غير الله سبحانه وتعالى , ومع ذلك أقول لكم , انكم جلبتم لنا وزرعتم لنا الفكر المتطرف بين المجتمع الواحد .

حفظ الله هذا الوطن من كل شر اللهم آمين.