شهد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس مؤسسة نفط الشارقة الوطنية، اليوم الأربعاء، تدشين "سنا" أول محطة للطاقة الشمسية في إمارة الشارقة.

وتم تدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية على مستوى المرافق في إمارة الشارقة "سانا"، والتي تمتد على مساحة 850 ألف متر مربع، وبقدرة إنتاجية تبلغ 60 ميغاواط، وذلك في مجمع الصجعة للغاز، بحضور الشيخ محمد أحمد القاسمي، نائب رئيس مؤسسة نفط الشارقة الوطنية.

وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أن تدشين أول محطة للطاقة الشمسية في الشارقة يمثل نقلة نوعية في رحلة السعي نحو الطاقة المستدامة، واصفاً ذلك بأنه جزء من مهمة مجلس الطاقة في الإمارة المعني بالتخطيط الاستراتيجي لمستقبل الطاقة والمياه في الإمارة.

ونوه الشيخ محمد أحمد القاسمي إلى أن هذا المشروع يؤكد التزام إمارة الشارقة بحماية البيئة وسعيها الحثيث لاعتماد مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يقف شاهداً على قوة التعاون والابتكار في التخطيط لمستقبلٍ أكثر خضرة واستدامة.

وتعد محطة "سانا" إنجازاً بارزاً تم تحقيقه بالتعاون بين "إميرج"، الشركة المشتركة بين مصدر ومجموعة "إي دي إف"، ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك)، وهي الأولى من نوعها من حيث استخدام الطاقة المتجددة لتزويد أكبر منشآت معالجة النفط والغاز في الإمارة بالكهرباء، والتي تُعد من أوائل منشآت النفط والغاز الضخمة في العالم التي تضم محطة طاقة شمسية لتوفير احتياجاتها من الكهرباء وتصدير الفائض.

كما شهدت مراسم التدشين حضور كل من سعيد سلطان السويدي، رئيس هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، وخميس المزروعي، المدير التنفيذي لمؤسسة نفط الشارقة الوطنية، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، ولوك كوشلين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إي دي إف" في الشرق الأوسط، وعبد العزيز العبيدلي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "مصدر"، رئيس مجلس إدارة شركة "إيميرج"، وميشيل أبي صعب، المدير العام لشركة "إميرج".

وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني وكلمة للمهندس خميس المزروعي، المدير التنفيذي لمؤسسة نفط الشارقة الوطنية "سنوك"، الذي أوضح أن المشروع بدأ بفكرة قبل 8 سنوات، وتحول إلى محطة متطورة بقدرة 60 ميغاواط، تمثل خطوة كبيرة في التحول نحو الطاقة النظيفة.

وأكد المزروعي أن "سنا" ليست فقط محطة طاقة، بل استثمار في العقول الوطنية، إذ شارك في تنفيذها العديد من خريجي الجامعات الإماراتية، لتكون نموذجًا في دمج الاستدامة بالكفاءة التشغيلية، بما ينسجم مع أهداف المؤسسة في تحقيق الحياد الكربوني وتنويع مصادر الطاقة.

من جهته، وصف عبدالعزيز العبيدلي، رئيس مجلس إدارة "إميرج"، المحطة بأنها إنجاز نوعي يعكس التزام القيادة الإماراتية بالتحول المستدام، موضحًا أن الشركة ستشرف على تشغيل وصيانة المحطة لمدة 25 عامًا، مشددًا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق هذا النجاح.

وتتألف محطة "سنا" من أكثر من 98 ألف لوح شمسي، و13 ألف عمود تتبع شمسي، وتنتج طاقة تكفي لـ13,780 منزلًا، مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 66 ألف طن سنويًا، ويتم تصدير فائض الكهرباء لهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.

المشروع يمثل نقلة نوعية في مسيرة "سنوك" نحو تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول 2050، ويعكس التزام الإمارات بالحياد المناخي، ويعد نموذجًا يحتذى به في دمج الطاقة المتجددة بقطاع النفط والغاز.