اللوزي : فيروس الإنفلونزا يتحور كل 6 أشهر
الحكومة تحسم الجدل: أراضي مشروع مدينة عمرة مملوكة بالكامل للدولة وتحذير من مروّجي الشائعات
أهالي المريغة يمسكون بضبع بعد تحذيرات بلدية حرصًا على سلامة الأهالي
الدفاع السورية: صدور أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييدها
رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن انتهاء التحقيقات في إخفاقات "7 أكتوبر"
تصريح لوزير مياه أسبق يثير جلبة تحت قبة البرلمان
الإفراج عن الطبيبة رحمة العدوان في بريطانيا
الشمندر .. خيارك الآمن لتوريد الخدود والشفتين
سائحة تنجو بأعجوبة في مصر
أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
بدء الاجتماع الأول للجنة الفنية للشباب والسلم والأمن
نقابة الخدمات العامة تثمن جهود الحكومة في ضبط العمالة المنزلية المخالفة
احتفال باليوم العالمي للدفاع المدني في الطفيلة
الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن
أسعار النفط تتجه نحو أسوأ أداء شهري منذ 2023
صلاح ليس الأول .. أعلى 10 لاعبين أجراً في كأس أفريقيا 2025
كأس أفريقيا .. زامبيا تخطف تعادلاً مثيراً أمام مالي
بقلم:الخبير الامني والعسكري المحامي محمد عيد الزعبي - في زاوية هذا الشرق المثقل بالوجع، وعلى أطراف خريطة ممزقة تُدعى "الوطن العربي"، تتصارع الديكة فوق مزارع خداج، لم تنضج بعد ولم تُملك بعد، ولكنهم يتقاتلون عليها وكأنها كنوز سليمان.
ديكةٌ تصيح ولا تبيض
الصراع بين إيران وإسرائيل – أو لنقل بشكل أكثر دقة، بين عمائم طهران وقلنسوات تل أبيب – ليس صراع وجود، بل استعراض عضلات. ديكة تتباهى بصياحها في الساحات، كلٌ يريد أن يثبت أنه الأعلى صوتًا، الأقوى مخلبًا، الأوسع نفوذًا. ولكن المأساة أن هذه "الساحة" ليست مزرعتهم، بل أراضٍ عربية: سماء العراق، مياه الخليج، تراب سوريا، وفضاء الأردن.
خداجٌ لم يُربَّ
العالم العربي أشبه بطفل خداج، وُلد مبكرًا ولم تُكتمل رئتاه بعد. لا يزال بحاجة إلى حاضنة، إلى أكسجين سيادي، إلى غذاء وعي وشفافية. ومع ذلك، صار هذا الطفل هدفًا لكل من أراد أن يجرّب عضلاته أو يختبر أسلحته أو يستعرض قوته أمام جمهور دولي متعطش للدماء.
ومع كل جولة تصعيد، تجد الديكة تصيح أكثر، وتعلو أصواتها فوق الخراب، بينما الطفل الخداج – أي الوطن العربي – يُسجَّل في تقارير "حقوق الإنسان" كرقم جديد في قوائم الضحايا.
من يدفع الثمن؟
الأردن، لبنان، اليمن، سوريا، والعراق، يدفعون الفاتورة. ليست مجرد طائرات تمر من فوق رؤوسهم، بل رسائل دموية تُكتب بالنار على جلد المواطن العربي المسكين. لا هو شريك في القرار، ولا هو قادر على الاعتراض، بل هو مجرد سطر هامشي في بيان عسكري يُصدره ديك غاضبٌ في طهران أو تل أبيب.
هذا المواطن هو الخاسر الأكبر… لا يملك من أمره شيئًا، يُطلب منه أن يصفق لهذا أو يهاجم ذاك، في حين أن بيته هو الذي يحترق، وأطفاله هم من يُدفنون تحت الركام.
متى يصمت الديكة؟ ومتى يُنضج هذا الخداج ليصير وطنًا حقيقيًا؟
يصمت الديكة حينما يُكسر القفص، لا حينما تُسكت الأصوات. يصمتون حين يدركون أن الأرض لم تعد مسرحًا لصراخهم، بل صارت وعيًا نابضًا، وإرادةً عربيةً تُخرس كل من تسوّل له نفسه أن يستبيح السيادة بحجة الحماية، أو يفتح معاركه بالوكالة على حساب كرامة أمة.
لكن حتى ذلك الحين، ستبقى هذه المزارع رهينة "التلقيح القسري"، تُخصبها طائرات مسيرة من كل اتجاه، وتفجرها صواريخ بلهاء لا تميز بين جندي ومدني، بين عسكري ومسجد، بين طفل وسقف بيت.
يا عرب، من أنتم في هذا المشهد؟
أتُراكم مجرد دجاجات في ساحة الصراع، تُربّون لأجل بيضٍ يُسرق في الليل؟ أم أن الوقت قد حان لتكسروا هذا الدور العبثي وتستعيدوا عنق الديك، بدل أن تبقوا ضحاياه؟
متى نصحو من سباتنا؟ متى نفهم أن ما يُزرع الآن هو مستقبل أبنائنا؟ وأن من يحرث أرضنا ليس فلاحًا، بل محتلًّا، مهما لبس من عباءة أو رفع من شعار؟
الختام:
إن الديكة لن تتوقف عن الصياح…
لكنَّ الأمل أن نُعيد بناء المزرعة، بأرضٍ حرة، ووعيٍ حر، وحكمٍ عادل…
أن يتحول الخداج إلى رجلٍ راشد، يقف على قدميه، لا يقبل أن يُربّى في الحاضنات الأجنبية، ولا أن يكون تراب بلاده ساحة لخصومات الغير.
فإما أن نكون أو نستمر خدَجًا مدى الحياة…
وفي كلا الحالين، الديكة لا ترحم.
---