الحكومة تحسم الجدل: أراضي مشروع مدينة عمرة مملوكة بالكامل للدولة وتحذير من مروّجي الشائعات
أهالي المريغة يمسكون بضبع بعد تحذيرات بلدية حرصًا على سلامة الأهالي
الدفاع السورية: صدور أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييدها
رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن انتهاء التحقيقات في إخفاقات "7 أكتوبر"
تصريح لوزير مياه أسبق يثير جلبة تحت قبة البرلمان
الإفراج عن الطبيبة رحمة العدوان في بريطانيا
الشمندر .. خيارك الآمن لتوريد الخدود والشفتين
سائحة تنجو بأعجوبة في مصر
أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
بدء الاجتماع الأول للجنة الفنية للشباب والسلم والأمن
نقابة الخدمات العامة تثمن جهود الحكومة في ضبط العمالة المنزلية المخالفة
احتفال باليوم العالمي للدفاع المدني في الطفيلة
الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن
أسعار النفط تتجه نحو أسوأ أداء شهري منذ 2023
صلاح ليس الأول .. أعلى 10 لاعبين أجراً في كأس أفريقيا 2025
كأس أفريقيا .. زامبيا تخطف تعادلاً مثيراً أمام مالي
مقتل شخص جراء قصف لقوات "قسد" في حلب
بقلم:-عاطف أبوحجر - - في زمن تتغيّر فيه الأذواق، وتتكاثر فيه الأصوات العابرة، يبقى هناك صوت واحد ثابت كجبل نيبو، صادق كقسم الجندي، نقيّ كنسمة تهبّ بين سهول وجبال الاردن، وهو يهتف باسم الوطن دون مواربة، ويغني للأردن لا تكلّفاً، بل عشقاً فطرياً.
إنه عمر العبداللات، صوتٌ ليس كأي صوت، بل روح وطنٍ تسكن حنجرة رجل، عشق ترابه ومجده، فصار صوته صوتنا، وغناؤه مرآة قلوبنا.
من فرقة معان إلى قلب كل أردني
كانت البداية المتوهّجة من على خشبة المسرح برفقة فرقة معان للفنون الشعبية تحت إشراف الراحل أبو خالد، هناك حيث تلاقى الصوت الحرّ مع التراث الأصيل، فانطلقت شرارة النجم.
منذ تلك اللحظة، لم يكن عمر مجرد مطرب يؤدي، بل كان مشروع فنان يحمل رسالة وطن وهوية شعب.
عندما يُصبح صوت فنان جزءاً من هوية وطن
اناأسكن في حي مجاور لمدرسة أطفال.
وفي كل صباح، تسبقني إلى النوافذ أصواتهم... يرددون أغاني عمر بكل عفوية وصدق.
"كيف الهمة؟"، "الله، الوطن، الملك"، "علا علم بلادي"...جيشنا،وغيرها الكثير،
أغانيه باتت نشيد الطفولة، وبصمة الفجر، وصوت الحنين.
المعلمات، المديرة، حتى السائقون والعاملون... الكل يُردّد بصوت واحد: صوت عمر.
خامة وفخامة... صوت لا يُنسى
هناك أصوات جميلة... وأصوات عظيمة.
لكن صوت عمر العبداللات هو صوت نادر. فيه صدق التراب، وكرامة البدوي، وشموخ الجندي، ودفء الأم الأردنية.
هو الصوت الذي إذا أنشد، انضبط الإيقاع في صدرك، وشعرت أن الطبل العسكري ينبض من داخلك، لا من مكبرات الصوت.
عمر العبداللات... غنّى للجميع وباسم الجميع
لم يُحصر صوته في حدود جغرافيا أو فئة، بل غنّى لكل من يشبه الوطن.
– غنّى للوطن فأنعش فينا الروح،
– غنّى للقائد فكان صوته امتداداً لهيبة الراية،
– غنّى للجيش والأجهزة الأمنية، فبث فينا الفخر والعزة،
– غنّى للأب بصوت الرجولة الحنونة،
– وغنّى للأم فبكى الكبار قبل الصغار،
– وغنّى للحبيبة بأرقّ الكلمات،
– وغنّى للأطفال فأحبوه قبل أن يفهموا معنى الفن.
كما مثّل الأردن بفخر في أكثر من دولة عربية، من الخليج إلى المغرب العربي، ورفع اسم بلاده بأدائه، والتزامه، وأناقة حضوره، فكان سفيراً فنياً مشرفاً أينما حلّ، وأينما غنّى.
كل عمل جديد... فصل جديد في الحب
في كل مرة نسمع بها أغنية جديدة لعمر، نكتشف وجهاً جديداً للأردن، نبضاً جديداً، ولهجة جديدة من العشق.
لا يكرر نفسه، بل يتجدد دون أن يتنازل عن أصله.
أغنياته أشبه بالرسائل، مرسلة من القلب إلى الوطن، ومن الفنان إلى الناس.
عمر العبداللات... أكثر من فنان، هو حالة وطنية
عمر لم يصنع مسيرته بالصدفة، بل بالحب والإيمان.
تحوّل من فنان إلى منظومة وطنية متكاملة:
– ينشر الأمل،
– يغني للقائد،
– يحيي الذاكرة،
– ويرسّخ الهوية.
هو ليس فقط مطرباً، بل ركيزة معنوية في الوجدان الشعبي الأردني.
منه تعلّم الفن أن يكون رسالة، وتعلّمت الأوطان كيف تصنع نجوماً من ترابها.
هو نجم لا تغرّه الأضواء
رغم كل ما وصل إليه، ما زال عمر كما كان: بسيطاً، صادقاً، قريباً من الناس.
لا يتصنّع، لا يتكلف، بل يُشبهنا تماماً.
يلتقي جمهوره بمحبة صافية، ويصعد إلى المسرح بروح النشامى، لا بروح الاستعراض.
فنان أردني... عربي... عالمي
عندما يغني عمر، لا يسمعه الأردني فقط، بل يشعر به العربي أينما كان.
صوته اجتاز حدود الجغرافيا، وبقي وفياً للهُوية.
وقف على أضخم المسارح العربية، ومع ذلك... ظلّ يُنهي حفلاته بعبارة:
"من الأردن الحبيب... أقدّم لكم صوت وطني."
وفي الختام...عمر العبداللات هو أكثر من نجم، وأكثر من فنان، وأكثر من صوت.
هو نبض الأردن في حنجرته، وحب الوطن في أوتاره، وذاكرة الأجيال في أغنياته.
غنّى فأحببناه، كتب فأبكانا، لحّن فأخذنا معه في رحلة عمرها عمرُ الوطن.
عمر العبداللات... نجم لا يغيب، وصوت لا يبهت، وقصيدة عشقٍ لا تنتهي.