أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لأكثر من 30 دولة .. ترمب يوسع حظر السفر إلى أمريكا سعر النحاس يقفز لمستوى قياسي الذهب يستقر قبل صدور بيانات أميركية مهمة الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
تصاعد الجريمة في ظل الضغوط الاقتصادية والإجتماعية. انوار رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تصاعد الجريمة في ظل الضغوط الاقتصادية والإجتماعية.

تصاعد الجريمة في ظل الضغوط الاقتصادية والإجتماعية.

20-05-2025 01:27 AM

يسعى الأردن للحفاظ على استقراره وسط إقليم مضطرب، في وقت يتزايد فيه القلق من منحنى خطير بات يتسلل بصمت إلى عمق المجتمع ، ألا وهو تصاعد الجريمة ، فالتقرير الجنائي لعام 2024 أطلق ناقوس الخطر، كاشفاً عن واقع جديد لا يمكن تجاهله ، حيث ارتفاع ملحوظ في معدلات الجرائم، وتنوع مقلق في أنماطها، وظهور ملامح انزلاق اجتماعي إذا لم يُعالج فوراً، فقد يتحول إلى تهديد استراتيجي للسلم المجتمعي والأمن الوطني ، ودعونا نلقي نظرة على الأرقام المقلقة ، ونبين الواقع كما هو :
حيث سجّل الأردن في عام 2024 نحو 23,982 جريمة، بزيادة بلغت 5.26% عن عام 2023، حيث كانت 22,784 جريمة ، وهذا يعني عملياً وقوع جريمة كل 21 دقيقة و59 ثانية ، ومن الناحية النوعية، تركزت الجرائم في محاور السرقة والاحتيال والإيذاء البليغ، بينما ارتفعت جرائم الأحداث بنسبة 14.22%، وهو ما يشير إلى اختراق مبكر للجريمة لأعمار الطفولة والمراهقة ، كذلك، تصاعدت جرائم المخدرات بنسبة 10.4%، مما يعكس أزمة عميقة في آليات الردع والمعالجة ، وهنا لا بد من البحث في الأسباب ، سيما وأنه لا يمكن اختزال الجريمة في سلوك منحرف فقط، بل هي انعكاس لتشوهات اجتماعية واقتصادية متراكمة ، مثل : ارتفاع معدلات البطالة، التضخم، وتكاليف المعيشة تشكل بيئة خصبة لانتشار السلوكيات الانحرافية ، ففي الربع الأول من عام 2025 فقط، ارتفعت تكاليف المعيشة بنسبة 3.2%، ما أثقل كاهل الأسر الأردنية، ورفع من معدلات الفقر والإحباط، خصوصاً بين الشباب ، من جهة أخرى، فتحت الحدود المضطربة مع بعض الدول المجاورة ثغرات لتسلل تهريب الأسلحة والمخدرات، مما فاقم الوضع ، فضلاً عن التوزيع الجغرافي للسكان ، ضمن مؤشرات تتطلب تفسيراً علمياً :
خاصة أنه وفي بعض المناطق، برزت معدلات مرتفعة نسبياً في أنواع محددة من الجرائم ، غير أن هذه الأرقام يجب أن تُفهم ضمن سياق الكثافة السكانية، الفقر، البطالة، وسهولة الوصول للخدمات ، بمعنى آخر، لا يمكن إطلاق الأحكام على منطقة بعينها دون قراءة تحليلية شاملة توازن بين العوامل الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية ، هذا غير جرائم الأحداث التي تنذر بالكارثة القادمة ؟!!
فارتفاع نسبة جرائم الأحداث بما يزيد عن 14% يعكس أزمة تربوية وقيمية مقلقة ، نتحدث عن أطفال ومراهقون أصبحوا جزءاً من حلقات الجريمة، إما كضحايا أو كمجرمين ، وهذا التنامي يستوجب مراجعة شاملة للمناهج، وبناء أنظمة حماية اجتماعية متكاملة، وتفعيل برامج الرعاية النفسية والوقائية في المدارس والمجتمعات المحلية ، إضافة إلى مصيبة المخدرات التي تعتبر عصب الجريمة الحديثة: حيث
أصبحت المخدرات بوابة رئيسية للجريمة المركبة، سواء عبر ترويجها أو ارتباطها بجرائم السطو والقتل والانتحار ، ومع تسجيل أكثر من 25 ألف جريمة مخدرات في عام واحد، باتت الحاجة ملحة إلى تطوير إستراتيجية وطنية متعددة الأبعاد، تشمل الحد من العرض، تقليل الطلب، وتكثيف الوعي الوقائي، إضافة إلى تحسين جودة الخدمات العلاجية والتأهيلية للمتعاطين ، وقد
اتخذت الدولة الأردنية مجموعة من الخطوات في مجال التشريع والتوسع بالرقابة الأمنية ،بالتزامن مع ذلك تم بالمقابل اعتماد بدائل عقابية لبعض الجرائم البسيطة لتخفيف العبء على السجون ، ومع ذلك، فإن مواجهة الجريمة تتطلب أكثر من ذلك: تحتاج إلى خطة وطنية شاملة تشارك فيها مؤسسات التعليم، الإعلام، الصحة، المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وتعيد بناء العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن ، فالجريمة في جوهرها هي لغة استغاثة ، إنها تمثل خللاً في منظومة القيم، واختناقاً في فرص الحياة الكريمة، وتآكلاً في حلم المستقبل ، لأنه حين ينخرط الطفل أو الشاب في الجريمة، فهذا يعني أن المجتمع لم يوفر له البديل الآمن، أو فشل في حمايته ، بمعنى أن الجريمة ليست معزولة عنا، بل تنشأ من إهمالنا للتنشئة، وسكوتنا عن الفساد، وتراخينا في بناء منظومة عدالة فاعلة ، وللتوضيح نقول : الوضع الجرمي هو مرآة لحالة اجتماعية مأزومة ، ومع أن الأرقام مقلقة في الأردن، إلا أن الأمل ما زال قائماً ، سيما وأن الإصلاح يبدأ من الاعتراف بالمشكلة، ثم بوضع حلول جذرية تبدأ من الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة ، والنظر إلى المتقاعدين والمسنين فوق سن الستين بعين غير حولاء ، خاصة وأن الحدث حين يرى جده خلف القضبان على قضية إيجار منزل يكفر في كل شيء ، لا بل قد يتخذ من الجريمة مهنة في ظل حقده على المجتمع الذي لم يحترم شيبة جده المسن ، وكل ما سبق لا ينتهي بالثقافة التي تحمي الصغير وتوقر الكبير ، بل لا بد من البحث والتنقيب عن أسباب ومسببات غير مرئية تقتضي سرعة العلاج ، لأنه لا يمكن أبدا أن نحارب الجريمة بالقوة فقط، بل بتكافؤ الفرص، والعدالة، وإحياء الثقة داخل النسيج الوطني ، فالأمن الحقيقي لا يُبنى بالسلاح وحده، بل بالكرامة الإنسانية . ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع