أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حين تصبح الصراحة فرضَ عين

حين تصبح الصراحة فرضَ عين

30-03-2025 05:59 AM

د. حفظي اشتية - من مرارات ثمرات الحنظل التي أنتجتها حرب غزة أنها فضحت كل سِتر، وكشفت كل مخبوء، فصحا كلُّ واهم غافل، وصحّ كل ذهن كليل، ولم يعد النهار يحتاج إلى أدنى دليل.
نظامٌ غربيّ استعماريّ صهيونيّ لئيم، يناصبنا العداء منذ صرخة هرقل قبل 1400 عام في لحظة وداع سوريا العربية، وما زال على هذه الحال.
زرع في قلب العروبة والإسلام كيانا سرطانيا بغيضا قبل مائة عام، وأمدّه بكل أسباب القوة، وسانده بكل وسيلة وحيلة، فأشغلنا به، وأهدر طاقاتنا، واستنزف مواردنا، وشوّه حياتنا، وشتت شملنا، وأسقانا كأس الذل والظلم مترعة، وأسال دماءنا أنهارا حتى صاحت الهامة اسقوني.
تحت ذرائع تلمودية باهتة بائدة، تمّ التقاط أشتات المعتدين الغاصبين، وترحيلهم بالسفن كالأغنام إلى فلسطين الوادعة العامرة بأهلها، لتكون النتيجة طرد سكانها الأصليين، وإقامة كيان غاصب في أكبر سرقة وأغرب خديعة وأعجب حكاية على مر التاريخ.
وها قد مضى قرن من الزمان، والأمة تحاول استرداد السليب، لكن النوى يمتدّ، والآمال تتبدّد.
ولعل من أهم أسباب فشلنا أننا وثقنا بهذا الغرب الظالم، واليناه، تفاخرنا بعلاقتنا معه، تأثرنا بأفكاره وقلدناه، شكونا إليه، طلبنا عونه وعدله، نفّذنا كل مطالبه والتزمنا بتوصياته، ولهثنا طويلا وراء سرابه، فلم نجنِ من كل ذلك إلا مزيدا من الوهن والوهم، وفائضا من الدعم لعدونا المعتدي، ونصرته علينا أجمعين، وقضم حقوقنا القديمة، وإضافة اغتصاب حقوق جديدة كل يوم، فلا نكاد ننام ليلة واحدة على همّ قديم. والآن حصحص الحق لكل ذي بصر أو بصيرة:
هيئاتهم الأممية، مجلس أمنهم، جمعياتهم العمومية، محاكمهم الجنائية والعدلية، حقوق إنسانهم، لجانهم، وساطاتهم، سفاراتهم، زياراتهم، مساعداتهم، قواعدهم، التودّدات المهينة لهم، طرح التريليونات من الدولارات في جيوبهم، شراء أسلحتهم، موادعتهم وتشرّب زيف حضارتهم، الخطابات في مجالسهم، التلذذ بوقوفهم الزائف لنا وتصفيقهم..... كل ذلك لن يغني عنا شيئا، ولن يجبر لنا كسرا، ولن يستردّ لنا حقا، بل سيزيدنا ضلالا فوق ضلال.

لقد جربنا سلامهم، وقّعنا المعاهدات معهم، فلم نزدد إلا فقرا وتيها وضعفا وتخلّفا. نعقد الاتفاق معهم، ونلتزم تماما بسرّه وعلنه، فلا نتلقى منهم إلا النقض والغدر بأيّة ذريعة، بل دون أيّة ذريعة، وذلك ديدنهم وخلقهم منذ كانوا.
نتنازل لهم، فتنفتح شهيتهم كل لحظة إلى المزيد والمزيد من التنازل والإذلال:
هل التزموا باتفاق أوسلو؟ بالاتفاق في لبنان؟ في غزة؟ ما الذنب الذي اقترفه الناس المسالمون في الضفة، في مخيماتها ومدينتها المقدسة، في أقصاها وكنائسها؟؟؟
ماذا جنت سوريا من المسالمة والموادعة؟ ننشغل ببعضنا، والكيان يدمر جيشا عربيا كاملا بكل أسلحته ومؤسساته وذخائره وقواعده ومقدراته في ساعات، ويدوس اتفاقا دوليا بقدميه لتجوس دباباته الجولان بأسره، والقنيطرة المحررة، ودرعا، وجبل العرب، وسهل حوران، وريف دمشق. ويطلّ جنوده من أعالي قمة جبل الشيخ التي غصبوها أخيرا على بردى وقاسيون، وتمتد عيون أطماعهم نحو التنف ودير الزور والفرات، ويحوسون في مواطئ أقدام جنود الجيش العراقي الشرفاء، وأبطال اللواء الأربعين الأردني البواسل الذين سيّجوا طريق الأعداء نحو دمشق بسياج من شرف ونار في تشرين.
وتصرخ فيروز: "أجراس العودة فلتقرع"، ويصرخ نزار: "خازوق دُقّ ولن يُخلع.... من شرم الشيخ إلى سعسع" فأيهما نصدّق والواقع شاهد مرير صارخ صامت صادم؟!
الكيّس من اتعظ بغيره، وكفى بالدهر واعظا.
لن يسلم منا أحد، والكأس علينا تدور، فأما أن نموت أذلاء مسالمين، أو أحرارا مدافعين. الموت واحد، والنتيجة جِدُّ مختلفة ومتباينة في الحالين.
تأخرنا ــ نحن العرب جميعا ــ طويلا طويلا في الإعداد والاستعداد :
لماذا تزرع الأمم أراضيها فتفيض خيراتها عن حاجات كل سكانها وتصدّر، بينما نكتفي نحن بترف الاستهلاك والاستيراد؟!
لماذا تصنع الأمم أسلحتها بأيدي أبنائها، ونكتفي نحن بالاقتيات على فتات أسلحة يلفظها لنا أعداؤنا عديمة القيمة، أسرارها بأيديهم وقرارها، فنرتمي عميقا في مزالق الاستعباد؟!
لماذا لا ننمي مواردنا الذاتية، ومياهنا، وطاقتنا، ونحافظ على حرية سمائنا وأرضنا، ونصون مقدراتنا عن أيدي العابثين وسطوة الفساد؟! كيف نعدم الوسيلة وبأيدينا كل الوسائل؟!
لماذا تلجأ بعض الأمم إلى جبال محصنة لحماية أسلحتها التي صنعتها بأيديها، ونعجز نحن عن فعل ذلك وبلادنا معاقل الجبال؟!
لماذا تهدر مبالغ هائلة من أموال هذه الأمة دون استثمارها في إقامة صناعاتها الحربية، وحماية أمنها، والحفاظ على وحدتها وهويتها ودينها وقوميتها ووجودها المشرّف الآمن على أرضها؟؟!
كل الزمان الذي مرّ بنا في تاريخنا كان خطيرا، لكن واقعنا اليوم أخطر؛ فقد تبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر، وقد لاحت الحقيقة المرة في رابعة النهار: إما أن نكون، أو لا نكون.
ولا بدّ أن نكون: ليس ذلك بعزيز علينا، فصفحات تاريخنا الحديث ــ ولا أقول القديم ــ ما زالت مشرقة بسطور من نور تخلّد بطولات جنودنا. وما زالت أسوار القدس وباب الواد واللطرون ونابلس وجنين تقصّ على الدنيا خبر الأبطال المدافعين الميامين. وما زالت رمال أمّ الجمال تستعيد حكاية قادة الأعداء الأسرى الأذلاء الصاغرين. وما زالت تلال الكرامة تردّد صرخات الأسود من الجنود والمقاومين الذين ردّوا الأعداء منكّسي الرؤوس، أذيالهم بين أرجلهم، وركبهم تصطك، وأسنانهم كالحة من الغبار تعضّ على شفاه الذلّ والعار. وما زالت قناة السويس تحكي لبَحريْ العرب "الأحمر والأبيض" أسطورة العبور التي شأتْ ما قبلها، وأعيتْ ما بعدها، وأشهرت للدنيا بأسرها بطولة الجندي العربي المصري الجَسور. وما زالت جبال جنوب لبنان تعلّم الدنيا كيف دافع هناك الأبطال شبرا شبرا عن حياض الأوطان. وما زال اليمن العربي الفقير النبيل الشهم الشجاع الأصيل، يكتب بالدم الزكيّ كيف يدافع العربيّ الوفيّ عن أخيه المظلوم العربي، وكيف يعيد البحار العربية حرة للأيدي العربية.
وما زالت غزة الأسطورية تكتب سفر المقاومة والصمود سطرا سطرا، وتثبت أن في الأرض العربية رجالا شجعانا، وشعوبا أبيّة تدافع ببسالة عزّ نظيرها عنها، وتصمد بصبر أيّوبيّ فيها وتقول مع طلوع كل شمس، وفي هدأة كل ليل: إنْ كان المهر غاليا غاليا، فإنّ فلسطين وقدسها أغلى وأغلى.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع