أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
منتخبان عربيان مرشحان للمنافسة على لقب كأس العالم اللجنة الأولمبية تطلق ورشاً لتعزيز التخطيط الاستراتيجي داخل الاتحادات الرياضية الغذاء والدواء: غالبية المخالفات من منشآت غير مرخصة تستغل المواطنين بالأردن سعر الحديد يهبط بضغط من الضعف الموسمي مودي لبوتين: على العالم أن يعود إلى السلام المنتخب الوطني يلتقي نظيره الكويتي ببطولة كأس العرب غدا "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر حالة عدم الاستقرار الجوي المحكمة العليا الأميركية تسمح لولاية تكساس بإجراء انتخابات وفق الدوائر الجديدة مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5-12-2025 والقنوات الناقلة أكسيوس: ترامب يعتزم الإعلان عن دخول عملية السلام في غزة مرحلتها الثانية قبل عيد الميلاد موعد قرعة كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة المفتوحة مجموعة أبو شباب: قائدنا الراحل قتل بشكل عشوائي - تفاصيل جديدة أسعار النفط تتجه لمكاسب أسبوعية 2% لأكثر من 30 دولة .. ترمب يوسع حظر السفر إلى أمريكا سعر النحاس يقفز لمستوى قياسي الذهب يستقر قبل صدور بيانات أميركية مهمة الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026
العرب وسوريا.. قبل فوات الأوان
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة العرب وسوريا .. قبل فوات الأوان

العرب وسوريا .. قبل فوات الأوان

17-12-2024 08:23 AM

يبذل الأردن جهوداً متصلة لتحقيق حدٍّ أدنى من توافقٍ عربيٍّ تجاه سوريا. يتولى جلالة الملك بنفسه إحياء تضامنٍ عربيٍّ فقدته الأمة منذ عقود، ودفعت ثمنه غالياً وما تزال.

يعمل جلالته ليلَ نهارَ، ويتواصل مع الأشقاء والأصدقاء لضمان استقرار سوريا والحيلولة دون الفوضى.

منذ أن فقدت جامعة الدول العربية صورةَ الجامعة والقراراتِ التوافقيةَ الإجماعيةَ لمصلحة المنتدى الخطابي وقراراتِ المغالبة قبل أكثر من أربعة عقود، وُضِعت القضايا العربية والقطرية في عهدة المجتمع الدولي، الذي تشظى بدوره إلى هيئةٍ عامةٍ تنحاز إلى العدل من جهة (الجمعية العامة)، ومجلسِ أمنٍ بات يمثل الصورةَ الأوضحَ للغطرسة والفيتو والانحياز إلى الظلم.

لم يتعافَ العراق منذ أربعة عقودٍ ويزيد، شهد خلالها القتلَ والدمارَ والحقدَ والكراهيةَ والتشظيَ العرقي والطائفي والمعاناةَ الاقتصادية والاجتماعية. وفوق هذا وذاك، التدخلاتِ الخارجيةَ والاستقطاباتِ ... والفساد.

السوريون مرهقون، أتعبتهم الحروبُ والفوضى والدمارُ والانقساماتُ والانهيارُ الاقتصادي، ناهيك عن انعكاساتِ الحرب النفسية والاجتماعية والمادية.

تحالف النظام السوري السابق إبّان الثورة السورية مع طرفين، اكتشف أن أياً منهما أقوى منه داخل سوريا: روسيا من جهة، وإيران وحزب الله من جهة ثانية. وتخاصم مع طرفين داخل سوريا وجوارها: القوات الأميركية شرق الفرات، وتركيا على حدودٍ طولها أكثر من 900 كيلومتر.

ضعف نفوذ إيران وحزب الله جرّاء الحرب الأخيرة، وتراجعت أولوياتُ روسيا التي حددتها في بدايات مفاوضات جنيف الأولى وحتى الرابعة، والتي يمكن تلخيصها بثلاثة أولويات روسية: الحفاظ على القواعد العسكرية، والاستمرار بتسليح الجيش السوري، وحصةٍ في إعادة إعمار سوريا. تراجع الأولويات الروسية، وبضمنها استمرار التسليح وإعادة الإعمار، مرتبط بالتطورات العالمية، وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية.

بالنتيجة، فقد سقط نظام الأسد، وبات السؤال عن اليوم التالي، أي عن مستقبل سوريا، وإلى أي مدى تستطيع أن تعيش من دون نظام سياسي أو بنظام سياسي لا يمثل كلَّ سوريا وكلَّ السوريين.

الطرف الأسوأ في المعادلة اليوم هو إسرائيل، إذ يشعر قادةُ الاحتلال وحكومتُه المتطرفة أن الفرصة سانحة لإحداث واقع جديد في سوريا عبر عدوانه المتواصل على قواعد الجيش السوري، وتدميرِ المؤسسات الأمنية، واحتلالِه مزيداً من الأراضي السورية في الجولان وجبل الشيخ وربما أبعد من ذلك.

ما الذي يستطيع العرب أن يقدموه لسوريا اليوم؟ وما الذي يأمله السوريون أصلاً؟ ومن هم المؤهلون والراغبون بتقديم خدماتهم من دون شروط؟

لنبدأ من جوار سوريا. فلبنان غرق في أزمةٍ تلو الأخرى، وآخرها الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال عليه. والعراق لديه الكثير من التحديات الداخلية والتدخلات الإقليمية. وتركيا، التي ساهمت بشكل مباشر في الأحداث الأخيرة باعتراف مسؤوليها، لديها الكثير من المصالح والهواجس أيضاً.

يبدو الأردن الطرف الأكثر قدرة على لعب دورٍ موثوقٍ لمساندة سوريا، شريطة أن يحظى بدعمٍ عربيٍّ ودوليٍّ، وقبولٍ من مختلف الأطراف السورية.

تحتاج سوريا إلى سلام داخلي متين ومستدام، إلى دستورٍ جديدٍ يفضي إلى نظام حكمٍ وبناءِ مؤسساتٍ قوية، إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب، وإلى طمأنة السوريين، جميعِ السوريين، لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم في وطن يعيش فيه الجميع على قدم المساواة.

الأردن هو الأقرب إلى سوريا، وهو الذي لم يعبث بأمنها واستقرارها. هو الذي يعرف الشعب السوري الشقيق، وهو الذي استقبل الأشقاء من دون منّةٍ أو تمييز. وهو أيضاً الذي نصح النظامَ السابق بالعفو غير المشروط عن مواطنيه، وطمأنةِ اللاجئين للعودة إلى وطنهم الأم، لكن النظام لم يستمع، وللأسف، أخطأ التقديرَ والحسابات.

البدائل في التعامل مع سوريا الجديدة لن تكون إلا على حساب العرب والسوريين، وقد تنثر بذور فتنٍ يمكن أن تنبت في أي وقت مستقبلاً، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالنموذج الدستوري الذي قد لا يناسب سوريا على المدى الطويل، والإشارة هنا إلى قانون بريمر وما تبعه في العراق حتى اليوم.

الدور العربي ما زال ممكناً. وإذا قرر الأشقاء العرب عدم إضاعة الفرصة في سوريا، فأعتقد أن الأردن سيكون أمام مهمة ثقيلة، إلا أنه سيؤدي واجبه القومي بكل اقتدار، ولكن قبل فوات الأوان.

تقف سوريا اليوم على حافة الاستقرار، أي على حافة الفوضى أيضاً. وإذا ذهبت إلى الدم مرةً أخرى، فإن العودة إلى الاستقرار في المنطقة ستأخذ زمناً طويلاً، ومزيداً من القتل والدمار واليأس والكراهية. ولن يعود السؤال عن دور عربي مسألةً ذات أولوية قصوى.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع