قناة الجزيرة تَقصُ الوطن العربي وتُعيدُ خياطته ؟

بشكل سريع وبدون مقدمات بدء المقص العمل في قطعة من القماش تمثل الوطن العربي ومن ثم تم اعادة خياطة القطع المقصوصة على ماكنتة الخياطة ، وفي النهاية تظهر صورة للوطن العربي بها علامات الخياطة بارزة.
ما سبق هو مشهد دعائي ظهر على قناة الجزيرة مساء يوم الجمعة الموافق 11-11-2011 كتبت اسفله كلمات تدل على التغيير والربيع العربي ، ولكن في محاولة للتمعن في الصورة النهاية للدعاية التي لم تظهر على الشاشة سوى لثواني معدودة وجدت أن اكثر ما يميزها من تعديل واضح على خريطة الوطن العربي هو أن جزيرة العرب قد قسمت قسمين من الوسط وبشكل متعرج بسيط يتضح منه أن منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية اصبحت قطعتين واحدة تمتد من الخليج الى منتصف الجزيرة العربية والنصف الاخر يمتد من منتصف الجزيرة العربية الى البحر الاحمر.
ولأن الدعاية كانت سريعة لم اتمكن من متابعة ما حصل في بقية الدول العربية بعد أن قامت قناة الجزيرة بقصها ومن ثم إعادة خياطتها من جديد ، والسؤال هنا ماذا تقصد من وراء ذلك قناة الجزيرة ومن خلفها نظام الحكم السياسي الاميري الوراثي العشائري الأعرابي الذي وعد شعبه انه في عام 2013 سيتم القيام بعمل انتخابات لمجلس شورى ! , وهو نفس النظام السياسي الذي سجل على شاشة قناته ( الجزيرة) عدد ايام بقاء الطغاة العرب وعدد الايام التي مضت بعد انهيار هؤلاء الطغاة .
وعلينا نحن كمشاهدين أن تعامل مع الصورة في التلفزيون بذكاء شديد وأن نقوم بالتمييز ما بين الصورة الحقيقة والصورة المصنوعة من خلال برامج الكمبيوتر ، وكل ذلك يتطلب منا أن نوجد ما يسمى بثقافة الصورة لأبنائنا وللجيل الحالي منهم لأنه بوجود مثل هذه الثقافة سوف نتجاوز عدم قدرتنا على قراءة المحتوى للصورة التلفزيونية.
وفي المجال الاعلامي هناك نظرية تسمى بنظرية الأطر الخبرية وهي تتلخص بأنها تمثل القراءة التمييزيه للحدث من خلال الإطار التلفزيوني الذي توضع به القصة المصورة ، وتتمثل هذه النظرية بأبسط اشكالها بأن اي إطار تصويري لأي حدث يتم من خلال قص ما يحيط بهذا الحدث من صور والتركيز على إطار معين محصور بحدث واحد كأن يقوم شخص بأخذ صورة لمجموعة من الاشخاص وهم يقفون أمام الكامير ومن ثم يتكشف هؤلاء الاشخاص انه تم إخراج عدد منهم من الإطار الخاص بالكاميرا ولم يركز المصور إلا على عدد بسيط منهم ، وهنا تمكن عدم الموضوعية في التغطية الاخبارية الصمورة للحدث ويسمى ذلك إعلاميا بالتحيز .
وعلينا أن نطرح أسئلتنا الذي نوجهها لقناة الجزيرة وللنظام السياسي الذي يمولها : من اين جئتم بالمقص ؟ وفي اية دولة صنع هذا المقص ؟ ومن اين جئتم بماكنة الخياطة ؟ وفي اية دولة صنعت هذه الماكنة ؟ ومن الذي سيقص ؟ ومن الذي سيعيد الخياطة من جديد ؟