أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حمادة يتوج بلقب سباق الدرفت "الطاقة والمعادن" تتلقى 3290 طلب ترخيص في الثلث الأول من العام حزب الله يسقط أغلى وأكبر المسيرات لدى الاحتلال مقتل 85 شخصا في الهند جراء ارتفاع درجات الحرارة 95 شهيدا و350 جريحا في غزة خلال 24 ساعة إنقاذ مركب سياحي في خليج العقبة أحلام نتنياهو تنتهي بهزيمة كبرى لبيد يطالب بتنفيذ صفقة التبادل 103 نواب من المجلس السابق سيترشحون للانتخابات المقبلة 36379 شهيدا و82407 إصابات من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة أبو حمزة: جيش العدو سيخرج من قطاع غزة ذليلاً لوموند: بايدن المحاصر بدعمه لإسرائيل يحاول إيجاد مخرج من الحرب في غزة الحكومة: 90% نسبة انجازات اولويات تحديث القطاع العام في 2023 في ذكرى زفاف ولي العهد .. أول صور للأميرة رجوة بالحمل مكتب نتنياهو: لا وقف لإطلاق نار قبل تدمير حماس وزير التعليم العالي: جامعات خرجت طلبة لا يملكون مهارات يتطلبها سوق العمل تحديد مواقع بيع الاضاحي في عمّان إطلاق التسجيل في جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي بدء الاجتماعات الفنية التحضيرية للجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة عدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال في رفح وجباليا
‏كيف نتعامل مع طهران: عدو أم مصدر تهديد؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ‏كيف نتعامل مع طهران: عدو أم مصدر تهديد؟

‏كيف نتعامل مع طهران: عدو أم مصدر تهديد؟

21-04-2024 09:22 AM

منذ أن انطلقت الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) أحكمت عمان إغلاق أبوابها و» نوافذها» أمام أي محاولة من طهران للتمدد إلى الداخل الأردني؛ صحيح تم تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين (1991)، ثم شهدت موجات من المد والجزر، بلغت اقصى درجات الدفء في عهد الرئيس خاتمي، حيث زار الملك إيران (2003 )، لكن سرعان ما عادت اجواء التوتر لهذه العلاقات، وكثيرا ما دخلت إلى «الثلاجة».
الأردن لم يصنف إيران كعدو، ولم يتعامل معها بمنطق الاستعداء، ولا يريد ذلك، اعتبرها جزءاً من الجوار، وطالبها باحترام ما يفرضه حق «الجيرة» من التزامات بين الدول، لكنها تعمدت مرارا استخدام «فقه الحيلة»، وحاولت، بلا جدوى، أن تضم عمان إلى قائمة عواصم الطوق الأربعة التي زرعت لها أذرعا فيها، وذلك لمقايضة واشنطن وتل أبيب على خريطة تقاسم النفوذ والقوة في المنطقة.
‏على الرغم من أن عمان وضعت طهران كمصدر تهديد وخطر على المصالح الأردنية والأمن الوطني، إلا أنها لم تقطع معها العلاقات الدبلوماسية (تم سحب السفير الأردني 2016 ولم يعد حتى الآن)، قبل نحو عام ونصف جرت لقاءات سياسية وأمنية بين الطرفين، بعضها في عمان والأخرى في بغداد، وقدم الأردن مطالبات بوقف التدخل الإيراني عبر حدوده الشمالية، لكن الردود الإيرانية ظلت معلقة، فيما استمر سلوك المليشيات التي تتلقى أوامرها من طهران ضد الأردن كما هو، من المفارقات - هنا- أنه بينما كان أحد كبار المسؤولين الإيرانيين في لقاء مع مسؤول سياسي أردني بعمان، تم شن هجوم سيبراني على موقع وزارة الخارجية الأردنية، مصدره (كما ثبت لاحقا ) من طهران.
إثر رد الفعل الإيراني على تل أبيب (14 نيسان الحالي)، عادت العلاقات الأردنية الإيرانية إلى نقطة الصدام والتوتر من جديد، كان الأردن محقا في حماية أرضه وسيادته من أي اختراق وضد أي طرف، وكان على طهران ألا تقع في هذا الخطأ، لكنه على ما يبدو كان مقصودا، فالعين الإيرانية أصبحت تنظر إلى الأردن كساحة لخلط الأوراق، لا من أجل غزة وفلسطين، وإنما لتصفية حساباتها السياسية مع تل أبيب.
‏كان يجب أن تفهم طهران الرسالة الأردنية، المعادلة واضحة، فكما حرصت هي على الدفاع عن سيادتها بعد ضربة « القنصلية» بدمشق، من حق الأردن أن يدافع عن سيادته، لكن يبدو أن ما تفكر به طهران أبعد من ذلك، وعليه : هل تنتهي القصة عند حدود ما جرى من ردود دبلوماسية وإعلامية؟ بتقديري، لا، نهاية الحرب على غزة ونتائجها هي التي ستحسم مصير العلاقة مع طهران، كما ستحسم ملفات وخرائط التحالفات وتقاسم الأدوار في المنطقة، وعليه ستظل الخطوط بين عمان وطهران مفتوحة، لكن بحذر، ومحفوفة بالتوتر ايضا، كما انه من المتوقع أن تتصاعد هواجس الإحساس بالخطر الإيراني داخل المجتمع الأردني ( آخر استطلاعات الرأي أشارت إلى أن 72% من الأردنيين يشعرون بالعداء تجاه إيران).
‏السؤال الآن : كيف ستتعامل الأردن مع طهران، وكيف سيتم تصنيفها : عدو ام مصدر تهديد وخطر ؟ أكيد غير وارد أن تكون حليفا، الإجابة ربما تلخصها 33 سنة من العلاقات بين الطرفين، وهي تقوم على معادلات معقدة من التفاهمات الباردة، والعداوات الكامنة، والتقلبات السياسية التي تفرضها ظروف المنطقة والعالم وتحالفات أقطاب النفوذ فيها، مصلحة الدولة الأردنية أن تنأى بنفسها عن أي استقطاب أو استعداء لأي طرف، وأن تتعامل بحذر وجاهزية مع المتغيرات، وان تدفع باتجاه وقف الحروب في المنطقة، ثم بناء شبكة علاقات متوازنة مع عمقها العربي.
‏لكن الأهم من ذلك هو أن تحافظ الدولة الأردنية على قوتها وصمودها، وعلى تماسك جبهتها الداخلية وكفاءة إداراتها ومؤسساتها العامة، وأن تضبط حركة السياسة عند التعامل مع الأزمات الكبرى على قاعدة المصالح العليا للدولة، هذا كفيل بتحصينها ضد ما يتهددها من اخطار خارجية، خاصة خطر كماشة المشروعين اللذين يشكلان تهديدا لها، أقصد المشروع الصهيوني والآخر الفارسي؛ لاحظ أن المشروعين يتقاطعان في نقطة واحدة، هي القوميات «الدولاتية» (إيران دولة وحيدة للفرس، وإسرائيل دولة وحيدة لليهود )، وهذا يشكل بالحسابات الأمريكية والغربية والاسرائيلية، وفي ظل غياب المشروع العربي، اكبر فرصة للتفاهم وتقاسم النفوذ بينهم وبين ايران للهيمنة على المنطقة، طبعا على حسابنا، أقصد حساب القضية الفلسطينية، وأمتنا العربية، وبلدنا أيضا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع