زاد الاردن الاخباري -
قال عاموس هرئيل، المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، في مقال نشرته الصحيفة، امس الخميس، إن جو بايدن يخطط لوقف الاجتياح الذي تهدد به إسرائيل لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، في إطار سلطة متزايدة للولايات المتحدة على إسرائيل، وفقًا لهرئيل.
وأضاف عاموس هرئيل، أن بنيامين نتنياهو يواصل الحديث عن النصر المطلق رغم التوترات مع الولايات المتحدة، ولكن إرسال الوفد الإسرائيلي لتقديم خطة عمل الجيش الإسرائيلي في رفح يوضح ميزان علاقات القوة بين الطرفين، ويعكس الحالة الحقيقية للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، في منتصف الشهر السادس من الحرب.
وأوضح هرئيل، أن نتنياهو رغم تصريحاته المتواصلة عن استقلال إسرائيل في اتخاذ القرار، لكن من الناحية فكرة أن إسرائيل ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية أصبحت أمرًا محل شك.
وبيّن عاموس هرئيل، أن البيت الأبيض نقل رسالة لإسرائيل عبر عضو مجلس الحرب بيني غانتس الذي زار واشنطن بداية شهر آذار/مارس، أن الإدارة الاميركية لن تسمح بدخول إسرائيل إلى رفح خلال شهر رمضان، وهذا لم يمنع نتنياهو من الإعلان في كل مناسبة عن غزو وشيك لرفح، لكن في الحقيقة فإن الاستعدادات للعملية تسير ببطء رغم أن الخطط العملياتية عرضت بالفعل عليه.
وأضاف، أن نتنياهو وافق في محادثته مع بايدن على إرسال وفد إلى واشنطن لمناقشة اجتياح رفح، ولم يعلم رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالأمر إلا من إعلان البيت الأبيض عن الأمر، "وربما نسي نتنياهو إبلاغهم بذلك" حسب قوله.
ورأى عاموس هرئيل أن التغيير الجوهري في سياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل حدث في نهاية شهر شباط/فبراير، في أعقاب الحادث الذي قُتل فيه أكثر من 100 مدني فلسطيني بعد قصف قافلة شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى مدينة غزة.
وقال: "بايدن الذي أظهر حتى ذلك الحين قدرة على الاستيعاب والتسامح نفد صبره فجأة. ومنذ ذلك الحين، ظلت الأخبار السيئة والإهانات من الولايات المتحدة تتدفق نحو ننتنياهو بمعدل خبر واحدة في اليوم".
وأضاف، أن "التعبير الأكثر إثارة للانتباه" جاء في في إعلان زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر دعمه لوقف إطلاق النار، ووصفه لنتنياهو بأنه "عقبة أمام السلام"، ودعوته إلى انتخابات جديدة في إسرائيل، ثم تأييد بايدن لهذه التصريحات ووصفها له بأنها "خطاب جيد".
واعتبر عاموس هرئيل، أن التحركات والتصريحات الأخيرة تعني أن الولايات المتحدة قد تولت سلطة متزايدة على أمن إسرائيل، ووصولها إلى "مستوى يُنذر بالخطر" على حد قوله.