زاد الاردن الاخباري -
لا يوجد شاب أو فتاة الا وهزته رياح العاطفة ، فمنهم ما توج ذلك بالزواج من المرة الأولى. ومنهم من ترنحت بهم العواصف والرياح قبل ان تلقي به الى بر الأمان ان وجد.. ، خاصة في مجتمعاتنا العربية التي تعصف بها العادات والتقاليد وتتناسى القيم السماوية والقوانين الإنسانية .. وكثيرة هي القصص والعلاقات التي بدأت بهدف الخداع أو التسلية وانتهت كذلك.
لكن.. حين ينوي الرجل في مجتمعنا الشرقي الزواج يبحث عن فتاة لم يسبق لها التعرف على احد قبله ، وبعد الزواج يبدأ يباهي في قصص غرامياته لزوجته. "الدستور" استمعت لكثير من القصص واستطلعت رأي الأزواج في الأمر وكانت هذه المحصلة.
انسانة صادقة
"رجائي. م" قال: زوجتي انسانة صادقة ومنحتني الثقة لأني أثق بها كثيراً لكني احب ان اسأل المجتمع لماذا نُحكم على المرأة التي عاشت علاقة عاطفية قبل الزواج بالموت الاجتماعي بسبب علاقة عفى عليها الزمن ، ويضيف لقد سردت لزوجتي جميع القصص العاطفية التي عشتها ولم أكن يوماً المسؤول عن التخلي عنها ، كما انني احافظ على مشاعر زوجتي كثيراً لأني لم ولن اقارنها بأية امرأة عرفتها أو ممكن ان اعرفها بحكم عملي وانا أحب زوجتي كثيراً مع العلم اننا تزوجنا بصورة تقليدية وغريبة.
ذكريات الماضي
اما "د.مراد. س" بين الماضي شيء جميل وان كانت نهايته عكس ما نرغب. مضيفا: لكن يجب ان لا ننسى الأيام واللحظات الجميلة في تلك الفترة ونستذكر فقط النهاية المؤلمة .. واضاف: انا ضد اي رجل يحمل زوجته ماضيها على اعتبار انه وصمة عار .. ، وفي المقابل كان ماضيه هو قبل الزواج حافلاً بالعلاقات المنطقية وغير المنطقية.
وزاد: علاقات الحب كثيرة واسباب فشلها مختلفة ، ومن الممكن ان تكون بسبب الظروف التي تواجه كلا الطرفين. لكن مع الأسف الشديد ان الرجل الشرقي رغم دخولنا القرن الحادي والعشرين يفضّل الارتباط بفتاة لم يمر في حياتها اي رجل فهذا أمر في غاية الجهل بالواقع. ولأني رجل واقعي لم أخف عن زوجتي اي علاقة كانت لي في الماضي ورفضت ان استمع الى علاقتها كي لا احرجها أو اسمح لنفسي ان اؤذي مشاعرها بغير قصد.
قصة حب رائعة
بدوره اكد "جواد. خ": لقد عشت قصة حب رائعة استمرت سبعة أعوام حلمنا بالمستقبل معاً ونشأت بيننا مودة ورحمة وكانت رمزاً للعطاء والحب الحقيقي ما زلت اعيش على ذكراه حتى يومنا هذا ، رغم زواجي من أخرى بسبب رفض امي للفتاة لأنها لا تحب ام البنت وجاء نصيبها وتزوجت بعد سنة من انفصالي عنها ، وغادرت الأردن الى دبي لتعيش حياتها. لكنها ما زالت في حياتي حلماً جميلاً من الماضي للحاضر والمستقبل لأني استمد منها حبي واحساسي لزوجتي الحالية التي لم اخدعها يوماً وهي تعلم كل شيء عن هذه العلاقة التي انتهت من حياتي لكنها ما زالت في قلبي . كما انني على علم بعلاقة زوجتي قبل الزواج مع خطيبها الذي انفصلت عنه قبل زواجنا بسنتين.
نيشان الماضي
فيما تساءل معتز ، لماذا ينظر الرجل إلى ماضيه العاطفي كنيشان له؟ وينكره على شريكة حياته يتعامل معها كمجرمة ويعتبر ان هذا الماضي هو حق مشروع وشرط أساسي لبدء الحياة الزوجية وينسى أن الأهم هو المستقبل القادم بينهما ..
ويضيف: كنت أرغب بالزواج من امرأة لم يمسك يدها سواي. لقد عرفت زوجتي وكانت علاقتي بها قبل الإرتباط بأربع سنوات وافترقنا بسبب رفض الأهل لهذه العلاقة ثم تقدم لها شاب أخر وتزوجت لكنها لم تتمكن من الاستمرار في هذه العلاقة ، لان زوجها كان يذكرها في الماضي دائماً وانتهى الإرتباط بالإنفصال بعد أقل من عام وعلمت من المقربين لها ، وبعد سنة التقيتها صدفة واخبرتني بما جرى لها وتحديت اهلي وتزوجتها وهي اليوم الكنة الأهم والأقرب الى قلب أمي ، وانا بدوري لم اخف عنها العلاقات التي مرت في حياتي بعد ان تزوجت هي من رجل آخر لأني رفضت الزواج من سواها.
ماض طويل
من جهته لم ينكر "رائد. ر" انه رجل له ماض طويل في العلاقات النسائية ، لكنه يبين: بعد إرتباطي بزوجتي أصبحت اكتفي بعلاقات صداقة بريئة مع زميلاتي أو بعض السيدات بحكم عملي ، واشكر الله انه رزقني بزوجة عاقلة وتستوعب مجال عملي مع الجنس اللطيف. وكي أكسر روتين الحياة العملية والزوجية كثيراً ما نجلس ونتحدث عن حياتنا قبل الزواج وهي تعرف جميع القصص التي مررت بها. ويبتسم رائد.. ويوضح: ورغم مرور 10 سنوات على زواجنا الا انني ما زلت أحتفظ بالكثير من القصص التي لم اسردها بعد حتى يومنا هذا.
تجارب
اما "راكان. ق" فيعتقد .. ان التجارب العاطفية سواء كانت مع الرجل أو المرأة فهي تساهم في نضج عاطفي وفكري للطرفين. ويضيف: لقد عشت أكثر من تجربة كانت فاشلة بدليل انها لم تسفر عن اي ارتباط .. لكنها ساعدتني في صنع حياة زوجية أفضل وكانسان يحترم نفسه وتجاربه كنت في بداية حياتي رجلا انانيا ، لكن استيعاب زوجتي واحترامها جعلني شخص اخر يحترم تجاربه وتجارب الأخرين ، وهذا ما جعلني استمع لتجارب زوجتي واخبرها عن تجاربي واعتبر ان هذا لا يعيبنا لأنه واقعنا وكفانا جهلاً وظلماً للمرأة.
مشاعر
"رامي. ف" ، يشير للمثل العامي الذي يقول: "ما في شجرة ما هزها الهوا".
ويضيف: هذه المقولة نتداولها كثيراً في جلساتنا حين نتحدث عن قصص الحب خاصة قبل الزواج ، ومن هنا اؤكد أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض لم تحركه مشاعر الحب يوماً ما وفي لحظة ما تجاه الأخر ، لكن انانية الرجل الشرقي تبيح هذا الهوى للرجال فقط وتحرمه على النساء.
وتساءل رامي: اذا كان الرجل له ماضي فهو مع سيدة أخرى واذا كان كل رجل يبحث عن امرأة فلن يجد من يتزوجها.