زاد الاردن الاخباري -
* ابو بكر: مطالب الحركة الاصلاحية غير مرتبطة بالاحداث على الساحة السورية ..
* الحسيني: الاخوان مستعدون لدفع اي ثمن مقابل عدم تفويت فرصة تولي الحكم ...
* العموش : الحركة الاسلامية مرتبكة ومضطربة في فهمها للدستور ...
العرب اليوم- ربى كراسنة ...
اعادت مطالبات جماعة الاخوان المسلمين بتغييرات جوهرية في بنية النظام وتأكيدها على ان ما يجري من ترويج لتعديلات دستورية واجراءات اقل بكثير من مستوى طموحات الشعب ليؤكد من جديد تصعيد في لغة خطاب الاخوان رغم نفي قياداته معتبرينه بانه مجرد تغيير في صيغة المطالب وليس محتواها.
وبينما تسعى محاولات التسريع بتعديلات الدستور الإصلاحية الى إحتواء المستجدات التي ظهرت في حراك الشارع الا ان الاسلاميين لم يخفوا عدم ثقتهم بمخرجات لجنة التعديلات الدستورية غير انهم سيعلنون موقفهم النهائي بعد اعلانها رسميا.
وفيما يرى المراقبون عدم وجود اي استعداد لدى الحركة الاسلامية للقاء في منتصف الطريق مع الدولة لانجاز الاصلاح ولا سيما بعد بروز موقفهم السلبي المتشائم من التعديلات الدستورية اكدت قيادات الحركة انها على استعداد للقاء صاحب القرار للحفاظ على البلد ولكنها غير مستعدة لاجراء لقاءات مع الحكومات من اجل اضاعة الوقت.
وفي الوقت الذي لم يستبعد فيه بعض السياسيين ان يكون التصعيد في المطالب الاصلاحية لدى الحركة الاسلامية مرتبطا بما تردد مؤخرا حول وجود تفاهمات بين الحركات الاسلامية والامريكان, وان الاخوان وصلوا الى استنتاج ان فرصتهم التاريخية لتولي الحكم قد لاحت وان عليهم استغلالها وعدم تفويتها عبر دفع اي ثمن مقابل هذه الفرصة بما في ذلك نقض تحالفاتهم التاريخية مع السلطة وبيع تحالفاتهم الانية مع قوى في المعارضة, استبعدت قيادات الحركة بوجود مثل هذه التفاهمات وربط حراكها بها مؤكدة على ان الامريكان يريدون اعاقة الاصلاح الشامل باجراء اصلاحات شكلية والاصلاحات بمنظورهم ليست هي الاصلاحات المطلوبة عربيا.
مطالبنا الاصلاحية هي ذاتها منذ اربعة شهور مضت
واكد الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر ان مطالب الحركة الاسلامية في تحقيق الاصلاح هي ذاتها التي كانت منذ اربعة شهور مضت والتي اقرها مجلس شورى الجماعة انذاك وغير مرتبطة بالاحداث التي تجري على الساحة السورية.
الا ان ابو بكر استدرك حديثه بالقول: نحن نقدر مطالبنا الاصلاحية وفق ظروف الاردن علما انه لا يستطيع احد ان يغفل التطورات التي تحدث في المنطقة ولا سيما في دول الجوار.
وزاد"ان اللحظة التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية ومطالب الشعوب وتطلعاتها من اجل حقوقها هي التي تفرض على الشارع المطالبة بالاصلاح".
وحول الموقف السلبي الواضح للحركة الاسلامية من مخرجات لجنة التعديلات الدستورية التي ينتظر ان ترفع للملك الاحد المقبل اكد ابو بكر ان الحركة الاسلامية لا تثق كثيرا في هذه المخرجات من خلال التسريبات الاولية التي وصلتها.
وكانت الجماعة قد تنصلت من تصريحات للمراقب العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات معتبرتها انها تعبر عن رأي شخصي له وليس للجماعة.
وقال ابو بكر ان الحركة الاسلامية اكدت رؤيتها وموقفها في مختلف المناسبات حيث لا ترى جدية حقيقية في الاصلاح وان ما يجري ترويج لتعديلات دستورية واجراءات اقل بكثير من مستوى مطالب وطموحات الشعب.
ونوه الى ان الحركة الاسلامية تؤكد على مطالبها باحداث تغييرات في بنية النظام الاساسية تمكن الشعب من ان يكون مصدرا حقيقياً للسلطة.
وجدد مطالبة الحركة بمنظومة تعديلات دستورية وقانونية تهيئ لانتخاب برلمان يمثل الشعب وفقاً لقانون عصري ديمقراطي يعتمد القائمة النسبية على مستوى الوطن بما لا يقل عن 50% بما يفضي الى حكومة منتخبة.
كما جدد دعوته بكف يد الاجهزة الامنية عن التدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية وحصر مهامها في حماية الامن الوطني وامن المواطن ومحاربة الفساد بصورة جذرية وجادة والفصل بين السلطات والاستقلال الحقيقي للقضاء.
المطلوب ضمانات لتفعيل النصوص الدستورية
بدوره اكد المراقب السابق لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات ان سقف مطالب الحركة بالاصلاح لم يتغير منذ اربعة شهور وتستند الى ان يصبح الشعب مصدرا للسلطة وليس له علاقة بما يجري بالمنطقة.
وقال الفلاحات: لا يوجد تغيير بمحتوى خطاب الحركة الاسلامية نحو الاصلاح المطلوب لكن ربما يكون هناك تغيير في صيغة المطالب الاصلاحية.
ونوه الى انه حتى يتم الاصلاح المطلوب لا بد من احداث تغيير في بنية النظام للحفاظ على البلد مشيرا الى ان هذه المطالبة اصبح كثير من القوى الاخرى تشارك الحركة الاسلامية.
وقال"ان اخراج الاردن من هذه الحالة التي وصفها بالمتهاوية بما يجري في المحيط العربي يكون من خلال ان يصبح الشعب مصدر للسلطات".
وشدد الفلاحات على ان المطلوب الان وجود ضمانات لتفعيل النصوص الدستورية منوها الى ان الوقت غير كاف لتقديم نصوص ورقية تفرغ من محتواها.
الى ذلك رفض الفلاحات ما يتردد بوجود تفاهمات بين الحركات الاسلامية والامريكان مؤكدا ان الامريكان يريدون اعاقة الاصلاح الشامل باجراء اصلاحات شكلية والاصلاحات بمنظورهم ليست هي الاصلاحات المطلوبة عربيا.
اكد الفلاحات ان الحركة الاسلامية على استعداد للقاء صاحب القرار للحفاظ على البلد ولكنها غير مستعدة لاجراء لقاءات مع الحكومات من اجل اضاعة الوقت.
ونوه الفلاحات الى انه من المبكر الحكم على التعديلات الدستورية الان رغم التسريبات الاولية لها حيث انهم يفضلون انتظار ما سيخرج عنها ثم الحكم عليها.
الثورة المصرية لها تأثير في المطالب الاصلاحية للاسلاميين
ويرى مدير مركز هوية للدراسات الباحث محمد الحسيني ان الثورة المصرية لها تأثير بالدرجة الاولى في المطالب الاصلاحية للحركة الاسلامية منوها الى انها اعطت انطباعين الاول ان الاخوان المسلمين ممكن ان يكونوا جزءا من الحراك المحلي فيما يتمثل العامل الثاني بانه اصبح هناك ردود فعل من قبل القوى الدولية استفاد منها الاخوان بحيث وجدوا ان لهم فرصة تاريخية لتشكيل حكومة اخوانية.
وقال "بالنسبة للعامل السوري فان له اثرا مهما جدا حيث ادى الى انقسام بين الحركات الاصلاحية وجعل الاخوان يرفضون التحالف مع الحركات والقوى التي تؤيد النظام السوري".
ولم يستبعد الحسيني ان يكون التصعيد في المطالب الاصلاحية لدى الحركة الاسلامية مرتبطاً بما تردد مؤخرا حول وجود تفاهمات بين الحركات الاسلامية والامريكان.
وقال" الاخوان المسلمون في الاردن وصلوا الى استنتاج ان فرصتهم التاريخية لتولي الحكم قد لاحت وان عليهم استغلالها وعدم تفويتها هذا يعني ان الاخوان مستعدون لدفع اي ثمن مقابل هذه الفرصة بما في ذلك نقض تحالفاتهم التاريخية مع السلطة وبيع تحالفاتهم الانية مع قوى في المعارضة ظنت ان التحالف مع الاسلاميين سيكون تحالفا استراتيجيا".
وزاد" الاهم من ذلك هو الاستعداد الاخواني لتقديم ضمانات للمجتمع الدولي وبالاخص للبيت الابيض بانهم ملتزمون بكافة المعاهدات الموقعة من قبل الحكومات الاردنية السابقة وبالتحديد معاهدة وادي عربة, وانهم (اي الاخوان) لا يسعون الى مواجهة مع الغرب في هذا الموضوع على الاقل حاليا".
واعتبر الحسيني ان الحركة الاسلامية اتكأت في تصعيدها لمطالبها الاصلاحية على الحراك في الشارع علما انها ليس الوحيدة التي تقود هذا الحراك منوها الى انه ربما يسوق الاخوان ذلك لتنعكس على حضورهم في مجلس النواب المقبل الا ان ذلك لا يمكن الاعتماد عليه كون شكل قانون الانتخاب غير معروف.
ويرى القيادي الاسلامي المستقل د.بسام العموش ان الحركة الاسلامية تمر بظرف استثنائي مثل كل الاردنيين الذين يطالبون بالاصلاح الا ان الحركة تبدو انها مرتبكة ومضطربة في فهمها للدستور بدليل ان هناك تباينا واضحا داخل الحركة بالنسبة للتعديلات الدستورية هناك من يطالب من داخل الحركة بالملكية الدستورية وهناك من يعارضها.
وقال العموش"ربما يكون هناك بعض العقبات ولكن هناك ايضا تجاوب لهذه الطموحات ولا سيما اجراء التعديلات الدستورية التي سيتم الاعلان عنها الى جانب قوانين الانتخاب والاجتماعات العامة ولهذا يجب على الحركة الاسلامية ان تكون واعية وتحتفظ بتوازناتها وتنتظر نتائج الاصلاح وعلى رأسها قانون الانتخاب".
وحول علاقة تصعيد مطالبات الاخوان بما يتردد بوجود تفاهمات بين الحركات الاسلامية والامريكان يرى العموش انه لا يوجد حرج من ان تتحاور الحركة مع الامريكان.
يشار الى ان الساحة السياسية شهدت الايام الماضية حراكا مكثفا للحركة الاسلامية في الشارع وفي مختلف محافظات المملكة للمطالبة بالاسراع في تحقيق الاصلاح الشامل مصحوبا بتصعيد ملحوظ في لغة وخطاب قيادات الحركة.
وفي الوقت الذي تجمع فيه قيادات الحركة الاسلامية ان هناك مماطلة وتسويفا في مسار الاصلاح وعدم استجابة حقيقية لمطالب الشعب للاصلاح الا انها اكدت بان خط الحركة بشأن المطالبة بالاصلاح واضح يتركز على اصلاح النظام وليس تغييره.