زاد الاردن الاخباري -
باختصار عن محاورة الإخوان والكازينو وقانون المطبوعات والطغيان وهذا الابتهال * راكان المجالي
في رأيي المتواضع فان جماعة الاخوان المسلمين في الاردن لا يطلبون اكثر من علاقة عادلة تقوم على تفاعل ايجابي متبادل وفق نهج ترسخ على مدى اكثر من 6 عقود كانوا فيها جزءا من معادلة المجتمع ومعادلة الحكم ايضا.
ولا أرى مطالبتهم بالحوار امرا معقولا لان هدفه الوحيد هو الاحتواء وتجميد دورهم على الصعيد الشعبي، والحكومة التي ولدت في غرفة الانعاش هي في وضع لا يغري اية جهة سياسية بالحوار معها وزادت الطين بلة بالتعديل الوزاري الهزيل المستهجن الذي كان يفترض ان يكون فرصة ولكنها ادارت ظهرها للناس نهائيا!! فمن يحاور اذا الاسلاميون أو غيرهم، وهل هنالك على الدوار الرابع من يسمع أو يبصر أو..أو...
****
من جديد يفتح مجلس النواب قضية الكازينو والمهم في رأينا هو السؤال عن حقيقة خسائر مالية تترتب على الاردن من وراء هذه العملية، وكيف يمكن تفادي ذلك، والمهم ايضا هو ان نأخذ العبرة من تجربة البخيت الحكومية السابقة وان نكف عن جلد هذه الحكومة بشأن كارثة الانتخابات النيابية والبلدية 2007 ومأساة الكازينو وفضيحة عقد امنية وغير ذلك.. المهم في رأيي وقف ما يترتب على كل ذلك من اضرار وان لا تحمل البلد تبعات مالية خاصة في قضية الكازينو اوغيره!!
****
لم افهم كل هذه الضجة حول تعديلات قانون المطبوعات وما رافق ذلك من تضليل من ان الحريات الصحفية محصورة في مواد قانون المطبوعات، ومن تجربتي على مدار اكثر من اربعة عقود فان حرية الصحافة بدأت بالتلاشي تدريجيا، وباتت نسبة مؤثرة من الصحفيين في موقع القرار والتأثير في دائرة الترغيب وفق برمجة وتقسيم ادوار ولا يشذ عن ذلك مزاودات وزير الاعلام السابق ولا مناقضات وزير الاعلام الحالي، ولا كثير مما يدبج من مقالات عن عالم حريات صحفية متخيلة تصطدم فقط بنصوص قانونية ظلت دوما حبرا على ورق فالترهيب المباشر نادر ولكن الترهيب القائم والعزل والاقصاء هو السائد لكن نسبته ضئيلة مقابل الترغيب والافساد وغير ذلك والعياذ بالله.
****
اعجبني ما كتبه زميل عربي عن نظرة الحكام العرب لشعوبهم دون ان تكون في السابق معروفة نظرة الشعوب العربية لحكامهم وهو يشير الى ان المسؤول العربي من المحيط الى الخليج يعتقد ان مواطنه ملقح ضد الحريات والكفاية والاقتصاد ولزوميات العصر، كل واحد فينا يحن الى اليوم الذي كان خبزنا كفاف يومنا والى عصر الهدوء والاذاعة الواحدة والزعيم الاوحد، ولكن ماذا نفعل اذا كان الزمان قد طوى نفسه في كل مكان؟ واذا كان القادم الجديد لا يرى تناقضا بين الوطن والحرية، وبين القومية ومستوى المعيشة، وبين وحدة الامة والعدالة بين مواطنيها؟ وان الكرامة لم تعد مرادفة للجوع، وبات الفقراء يبصرون بعيونهم وقلوبهم باتوا يشاهدون وهم في الطريق الى التهميش والبطالة والاهانة قصورا ثورية وارستقراطية لا نهاية لها، وفيما هم يستمعون الى بكاء اطفالهم يصغون الى حكاية المليارات والاحتكارات والنهب المنظم للارض وما في جوفها وما عليها، وتنعم مئات اذا لم يكن عشرات على حساب عذاب الملايين في كل مكان من وطني العربي حبيبي وطني حبيبي الوطن الاكبر.
****
دمج كاتب عددا من الحكم المعروفة في نص واحد امضى ايام وليالي رمضان في ترديده وهو "سبحانه وتعالى يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوقه عن علة ما فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله. سبحانه، قد يعطي وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطي، وقد تأتي العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتي البلايا على ظهور العطايا، وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون.
وفي النهاية ونحن نعبر عشرة ايام الرحمة الاولى في رمضان الى العشرة ايام الثانية ايام المغفرة نبتهل الى الله ان يرأف باحوال البؤساء والفقراء والمعدمين وان يلطف بنا جميعا وان يمدنا بالصبر والايمان حتى لا ننكسر امام الطغيان وان يقينا جميعا شرور انفسنا وسيئات اعمالنا".
rakan1m@yahoo.com